شرح المصدر الصريح والمؤول

المصدر هو الذي يعبر في دلالته عن الاسم الذي تم تجريده من الفعل ، ويكون ذلك دون تحديد زمن وحدث وقوعه ، كما أنه يدل على أصل كل مشتق وأصل الفعل ، كما أن المصدر يقوم في عمله بعمل الفعل سواء كان لازما لا يحتاج إلى مفعول ، أو اذا كان متعديا يحتاج إلى كل من الفعل والمفعول معا ، ويحل المصدر محل الفعل لأن المصدر هو أساس وأصل لكل ما هو مشتق ، وهناك فرق بين كل من المصدر واسم المصدر فيدل اسم المصدر على نفس دلالة المصدر إلا أنه ينتقص من أحرف الفعل الأصلية ، فيقال سلم سلاما ، وليس تسليما .
انواع المصدر
ينقسم المصدر إلى قسمين منفصلين هما المصدر الصريح والمصدر المؤول .
المصدر الصريح
وهو الذي تكون فيه الدلالة فيه مباشرة لا حاجة لها إلى ما يسمى بالتأويل ، وينقسم هذا المصدر إلى أقسام عدة منها :
المصدر الميمي
ويكون بزيادة ميم على المصدر الأصلي ، مثلا إنطلاق فالمصدر المسمى منها ، منطلق ، ويأتي المصدر الميمي في الفعل الثلاثي على وزنين ، هما مفعل بفتح العين ، ومفعل بكسر العين .
المصدر الأصلي
وهذا النوع من المصادر يختص بكل من الأفعال المشتقة بأنواعها ، كاسم المفعول واسم الفاعل ، وصيغ المبالغة ، واسم التفضيل ، وكل من اسم الزمان واسم المكان .
مصدر المرة
يصاغ هذا النوع من المصادر على وزن فعلة K وذلك إذا كان الفعل على ثلاثة أحرف ، أما إذا كان أربعة فأكثر فيكون بنفس هيئة المصدر بزيادة تاء في آخره ، ويدل اسم المرة على حدوث الفعل لمرة واحدة فقط .
مصدر الهيئة
يتشابه كل من اسم المرة والهيئة في الوزن مع اختلاف حركة الفاء فقط ، ففي اسم المرة تكون فعلة بفتح الفاء وسكون العين ، أما في اسم الهيئة تكون فعلة بكسر الراء وسكون العين ويختلف أيضا اسم الهيئة في كونه يأتي من الرباعي فأكثر بزيادة تاء في آخره ، أما في اسم الهيئة لا يأتي منه مصدر الهيئة إذا كانت أحرفه أكثر من ثلاثة ، وفي تلك الحالة نرجعه إلى مصدره الأصلي .
المصدر الصناعي
يأتي كهذا بالوزن مفعول مفعولية ، وذلك بإضافة تاء عقب ياء النسب في كل من الأسماء المشتقة أو الجامدة على حد سواء .
المصدر المؤول
وهو النوع الثاني من المصادر بعد المصدر الصريح ، وهو ذلك الذي يأتي عقب حرف المصدر سواء ألحق بجملة اسمية كانت أو فعلية ، ويكون في دلالته تابع لزمن الفعل ، ولا يأتي صريحا في دلالته ، مثل فرحت أن نجحت .
وأحرف المصدر هي ، أن بسكون النون وأن بتشديد النون ، وكي وشرطها أن تسبقها لام التعليل سواء كانت اللام مقدرة أو ظاهرة ، همزة التسوية ويشترط أن تسبق بسواء وتأتي بعدها أم العادلة ، لو ويشترط في كونها مصدرية شرطا واحدا وهي أن يصح إحلال أن بدلا منها ، وإن فقدت هذا الشرط لا تكون من ضمن أحرف المصدر .
ومن الأمثلة التي وردت في القرآن الكريم فيما يتعلق بالمصدر المؤول قول الله عز وجل في كتابه العزيز ، بسم الله الرحمن الرحيم” قال الله تعالى : { وَسَوَاء عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } ، هنا أتت همزة التسوية من الأحرف التي تدل على المصدر ، وتحقق معها شرط عملها بأن تسبق بسواء ، وتأتي بعدها أم العادلة .
ومن الأمثلة الشعرية التي ذكرت المصدر المؤول ، يَا مَـنْ يَعِـزّ عَلَيْنَـا أنْ نُفَارِقَهُـمْ ….. وَجدانُنا كُلَّ شـيءٍ بَعدَكـمْ عَـدَمُ ، فالمصدر المؤول هنا هو أن نفارقهم هو المصدر المؤول بأن والمضارع .
فالفرق بين كل من المصدر الصريح والمؤول ، أن المصدر الصريح يدل على الحديث دلالة صريحة ومباشرة دون الاحتياج إلى تأويل ، أما المصدر المؤول هو الذي يتبع زمن الفعل ويحتاج في دلالته إلى تأويل يساعده على إيصال المعنى المراد ومثاله قول الله عز وجل بسم الله الرحمن الرحيم ” وأن تصوموا خير لكم ” فالمصدر المؤول هنا هو أن تصوموا ، مصدر مؤول بأن .
اعراب المصدر الصريح والمؤول
يعرب كل من المصدر الصريح والمؤول حسب موقعهما في الجملة ، فيعرب مثلا المصدر المؤول إذا كان في بداية الجملة يكون في محل رفع مبتدأ ، وإذا أتى بعد المبتدأ يعرب في محل رفع للخبر ، وكذلك إذا أتى بعد كان أو إحدى أخواتها يعرب في محل رفع اسم كان وأخواتها .