فوبيا الظلام

فوبيا الظلام ( النيكتو فوبيا بالإنجليزية ) هي عبارة عن أحد أنواع الفوبيا المنتشرة لدى عدد هائل من الأشخاص ، حيث يعاني هؤلاء الأشخاص من خوف بالغ أثناء الليل والظلام ، الأمر الذي قد يسبب لهم القلق والاكتئاب ، حيث أن الفوبيا تمثل الخوف الشديد الغير مبرر أو الغير عقلاني ، والذي يؤثر على الحياة اليومية والأنشطة الحياتية ، وهذا الخوف من الظلام عادة ما يبدأ منذ الصغر ويمكن اعتباره جزء أساسي من النمو والتطور ، وتفسر الدراسات فوبيا الظلام بسبب قلة المؤثرات البصرية ، فقد يخاف الناس من الليل والظلام لأنهم لا يستطيعون رؤية الأشياء من حولهم .
الخوف من الظلام في علم النفس
يعتقد خبراء علم النفس أن فوبيا الظلام تنشأ بشكل عام نتيجة للتعرض لتجربة مؤلمة في الماضي ، فبعض الأطفال يتعرضون للعقاب بتركهم في الظلام بمفردهم ، مما قد ينشأ عنه خوف من الظلام طيلة الحياة ، وأيضا في بعض الأحيان قد يكون الأشقاء والأصدقاء هم السبب في غرس الخوف من الظلام بسبب تخويفهم منه ، وكذلك الأفلام والبرامج التلفزيونية والقصص قد تكون السبب وراء الإصابة بفوبيا الظلام ، والتي تتناول موضوعات الرعب مثل الأشباح والدم والأنشطة الخارقة ، فنجد أن أفلام الرعب دائما ما تستخدم الظلام كوسيلة لتخويف المشاهدين .
كما أن العنف المنزلي والتعرض للاعتداء الجنسي في مرحلة الطفولة ، بالإضافة إلى حوادث السيارات والأحداث المؤلمة ، جميعهم قد يتسبب في الخوف من الظلام إذا حدثت هذه الأحداث في الظلام ، وقد تختفي هذه المخاوف عندما يكبر الأطفال وينضجون ، ومع ذلك ففي بعض الحالات تستمر هذه المخاوف وتتطور في فترة البلوغ وما بعد ذلك ، مما يتسبب في تحول هذه المخاوف إلى رهاب مستمر أو فوبيا .
اعراض فوبيا الظلام
أعراض فوبيا الظلام تتشابه إلى حد كبير مع أعراض أنواع الفوبيا جميعها ، حيث يعاني الأشخاص المصابون بفوبيا الظلام من الخوف الشديد والذعر أثناء وجودهم في أماكن مظلمة ، وقد يتداخل هذا الخوف مع الأنشطة اليومية أو الأداء المدرسي أو القدرة على العمل ، وقد يتطور هذا الخوف لدرجة الإصابة بمشكلة صحية ، وتشمل الأعراض الجسمانية التي يمكن ملاحظتها على المصاب بفوبيا الظلام ما يلي : اضطراب التنفس ، تسارع معدل ضربات القلب ، الارتعاش والارتجاف والدوار ، اضطرابات المعدة ، الهبات الباردة أو الساخنة وكذلك التعرق .
أما الأعراض الشعورية أو النفسية التي تحدث أثناء الخوف من الظلام ، فهي عبارة عن مشاعر شديدة من القلق والذعر ، والحاجة الملحة للهروب من الموقف ، وفقدان السيطرة على الأعصاب أو الشعور بالجنون ، والشعور بفقدان الوعي أو فقدان الحياة ، والشعور بعجز تجاه الخوف الشديد المسيطر في هذه اللحظة .
علاج فوبيا الظلام
بعض أنواع الفوبيا لا تحتاج إلى علاج بالضرورة ، وخاصة إذا لم تكن تتداخل مع النشاطات اليومية ، وإذا كانت لا تؤثر على حياة الفرد ، وإذا كان الفرد لا يواجها بشكل يومي مثل فوبيا الثعابين ، وعلى الناحية الأخرى فإن هناك أنواع من الفوبيا تتطلب العلاج مثل فوبيا الظلام ، فهي قد تؤثر على القدرة على النوم الكافي ، وقد تؤثر سلبا على الصحة بشكل عام ، وتشمل خيارات العلاج ما يلي :
العلاج بالتعرض
وذلك عن طريق تعريض المريض لخوفه مرارا وتكرار ، حتى يعتاد على هذا الأمر ولا يعد له تأثير في حياته ، ويتوقف عن التسبب له بالذعر والقلق والخوف عند وجوده في هذا الموقف ، ويمكن أن يتم ذلك بطريقتين إما عن طريق تصور أو تخيل مواقف حقيقية ، أو بالتواجد في مواقف حقيقية بالفعل ، فبالنسبة لفوبيا الظلام يتم تعريض المريض لمواقف الظلام .
العلاج المعرفي
في هذا النوع من العلاج يتحدث المريض عن مخاوفه ، ويتمكن من التعبير عن مشاعر القلق والخوف لديه ، ويعمل الطبيب على تغيير الأفكار واستبدال أفكاره بأفكار أخرى أكثر واقعية ، فبالنسبة لرهاب الظلام يعمل الطبيب على إقناع المريض بأن الوجود في الظلام لا يؤدي لعواقب سلبية بالضرورة .
الاسترخاء
يتمثل العلاج عن طريق الاسترخاء في تقنيات التنفس العميق وممارسة التمارين الرياضية ، مما يساعد على تخفيف التوتر والسيطرة على الأعصاب والتخلص من الأعراض المرتبطة بالفوبيا .
الأدوية
لا تمثل الأدوية علاجا مناسبا للأشخاص الذين يعانون من أنواع الفوبيا ، برغم كون الأدوية فعالة في علاج اضطرابات القلق الأخرى ، فلا يوجد الكثير من الأبحاث عن علاج الرهاب بالأدوية ، وبالرغم من ذلك فإن بعض مرضى الفوبيا قد يحصلون على الأدوية من أجل تخفيف الأعراض .