حوار بين الليل والنهار

يعتبر تعاقب الليل والنهار من أهم الظواهر الكونية ، وقد ظهرت منذ خلق الله سبحانه وتعالى الكون وخلق الإنسان على أن يتعامل الإنسان مع تلك الظواهر الكونية على أنها حالة طبيعية يكيف نفسه عليها ، فيقوم كل إنسان بأعماله اليومية في النهار على أن يكون ساعات الليل للراحة والنوم ، وتلك ظاهرة الكونية في تعاقب الليل والنهار هي نتيجة لدوران الكرة الأرضية حول نفسها ، وبالتالي تظهر الأرض قريبة من الشمس مرة أخرى ثم في الظل مرة أخرى .
حوار بين الليل والنهار
من أهم الظواهر التي يعيشها الإنسان يومياً هي ظاهرة تعاقب الليل والنهار ، فأخذ يتحدث كل منهما مع الآخر ذات يوم وكان الحديث يدور حول :
الليل : يعاتب النهار قائلا كيف تفتخر بنفسك وأنت ممتلئ بالكثير من الظالمين والطغاة وعدم العدالة بين المخلوقات .
النهار : أن كل ما يقوم به البشر الطغاة وما يقومون به من عدم مساواة أو عدالة ، هو من اختيارهم وليس ذنب النهار ، فالمفسدون يعملون بالليل كما يعملون بالنهار ، وأيضًا الصالحون ، فهم يفعلون الأعمال الصالحة نهارا ، كما يقومون ويتضرعون لله عز وجل ليلا .
الليل : كيف تضع نفسك في مقارنة معي ؟ حيث أن الله عز وجل ذكرني في القرآن الكريم ما يقرب من 72 مرة ، ولكن ذكرك الله سبحانه وتعالى حوالي 57 مرة فقط .
النهار : أنك لا تعلم أن هناك بعض السور في القرآن الكريم باسمي ، ومن أهم تلك السور التي يتم ذكري بها الضحى وسورة العصر وهي مصطلحات تدل على النهار ، والفجر وهو بداية اليوم ، وبالتالي لا يمكنك أن تتفاخر علي دون أن تعلم تلك السور .
الليل : يقول ساخرا من النهار أسكت أيها النهار حيث أنه لا يوجد في السماء أثناء ظهورك نجم أو قمر ، وكيف لك الشجاعة في أن تتحدث معي وأن الله عزوجل قد كرمني ، حيث أنزل القران في ليلة وهي خير من ألف شهر وهي ليلة القدر ، كما أن الله ينزل رحمته على كل من يجتهد في الليل ، حيث ينزل الله عز وجل إلى السماء الدنيا في الليل فيقول هل من تائب أغفر له هل من داع أجيب له .
النهار : يجيب بصوت مرتفع أنا افتخر بنفسي دون سبب حيث أن الله عزوجل ميزني أيضا فأنت تفتخر بليلة القدر ، وأنا ميزني الله عز وجل بنهار يوم عرفة وهو خير يوم طلعت عليه الشمس ، كما أقسم سبحانه وتعالى في القرآن الكريم في صورة العاديات بالمغيرات صبحا ، وهي الخيول التي تسير في الأرض مع المجاهدين في سبيل الله صباحا .
وهذا الحوار كان دائم بين الليل والنهار خاصة قبل معرفة كل تلك الأشياء ، وبالتالي يفكر البعض هل الحديث بين الليل أفضل أم النهار هو حديث منطقي أم لا ، حيث أن لكل منهما فائدة ومنفعة للبشر وفضل أيضًا ، فلا يجب أن نقول أن أحدهما أفضل من الأخر .