القرامطة

كتابة: أ . ميرا قاسم آخر تحديث: 17 أغسطس 2019 , 21:46

في القرن الثالث الهجري / التاسع الميلادي تم إطلاق مصطلح القرامطة على جماعة خرجوا من عباءة الشيعة الإسماعيليين ، والذين قاموا بحركاتهم في مهاجمة الإسلامية ونشر الظلم والعذاب ، وهتك الأعراض وغيرها من الجرائم التي كانوا يقوموا بها ، وكل ذلك بسبب كرههم للإسلام ورغبتهم في الزعامة ، وسوف نحدثكم في الأسطر القادمة عن القرامطة .

نشأة القرامطة

إن بداية نشأة القرامطة كانت من عبد الله بن ميمون القداح الذي بدأ في تجميع جماعات حول محمد بن إسماعيل الصادق ، ولقد كانت بدايتهم دعوتهم في الأهواز ، ثم انتقلت إلى البصرة ، وبعد أن لاحظ والي البصرة ما يقومون به فروا هاربين إلى الشام ، ومن ثم ذهبوا إلى الكوفة وبها عرفوا حمدان بن الأشعث المعروف ، وهو رجل خطير للغاية وتم إطلاق اسم قرمط عليه بسبب قامته القصيرة ، وبسبب موهبته فإن حسين الأهوازي قبل أن يموت عهد إليه أن يدير هذه الجماعة ، ولقد تمكن فعلًا من زيادة عدد جماعتهم وجعل لها مكان مخصص يتلقون به بالقرب من الكوفة ، ولقد كان يتم تسليحهم وبناء على ذلك قاموا بالعديد من الأعمال الدموية ضد المسلمين .

قصة القرامطة

من ضمن الشخصيات التي أثرت على القرامطة هو أبو سعيد الجنابي وهو رجل كان يعيش في ساحل الخليج ، وبسبب ما قدمه من أعمال تدل على مواهبة فإنه تمكن أن يصبح زعميًا على القرامطة في المنطقة التي يعيش بها ، ولقد قام بعمل جيش قوي تمكن من خلاله السيطرة على البحرين وقام بعمل العديد من المجازر والتعذيب ، وحاول الخليفة المعتضد أن يضع لهم حدًا فجهز جيشًا وذهب لمواجهتهم ، ولكن الجيش تعرض إلى الهزيمة وتم أسر العديد منهم من ضمنهم قائد الجيش ولقد تم قتل جميع الأسرى أمام القائد ، فلقد كان هدف القرامطة أن يقضوا على الإسلام تمامًا ، وقد لجئوا إلى العديد من الوسائل التي يمكنهم من خلالها جمع الناس حولهم ، حتى أنهم لجئوا إلى طرق غير شرعية في الوصول لهذا الغرض .

من الذي هزم القرامطة

لقد قام سليم أبو طاهر الجانبي الذي كان قائد في البحرين بإعطاء زمام الدولة إلى شاب على أمل أنه سوف يكمل مسيرة القرامطة وسوف يرفع من شأنها ، ولكنه اخطأ في هذا الاختيار ، فلقد قام بإعدام العديد من الأعيان في البحرين كما أنهم قاموا بسب العديد الأنبياء وحتى سيدنا محمد عليهالصلاة والسلام ، ولقد كان ذلك في عهد من يعرف بالإمام المعز في الدولة الفاطمية ، مما كان سبب في حدوث حرب واضحة بين القرامطة والفاطميين .

بدأ يضعف القرامطة ونفوذهم بدأت تقل ، وفي جزيرة أوال بالبحرين تم هزيمة القرامطة من قبل آل البهلول المتنامي ، مما كان سبب في انسحاب العديد من القبائل التي كانت تساندهم وأدى ذلك إلى انهيارهم في النهاية .

القرامطة الجدد

مثلما فعل القرامطة في القدم فإن التاريخ يعيد نفسه من جديد في صور أشخاص يحاولون تفكيك المسلمين ، ولقد بدأو بمهمة تجنيد المسلمين أنفسهم ، حتى يقوموا بقتل بعضهم البعض ، ولقد قاموا بنشر الشائعات والفتن التي كان لها دور في تحقيق الكثير من أغراضهم .

سرقة الحجر الاسود

لقد كان القرامطة يهاجمون الحجاج الذين يذهبون إلى مكة مما أدى إلى قلة أعداد الحجاج حرصًا على حياتهم ، إلى أن قرر زعيمهم أبو طاهر القرمطي الدخول إلى مكة المكرمة ، ولقد كان ذلك في عام 317 هجريًا ، مما دفع ابن محلب ومجموعة من أعوانه الذهاب إلى القرامطة طالبين منهم بشكل سلمي الابتعاد عن مكة ، ولكنه قتلهم جميعًا ودخل إلى مكة وكان يقتل الجنود وأمر بدفع البعض منهم في مكة وإلقاء البعض الآخر في بئر زمزم بل إنهم من فجرهم كانوا يصيحون بحجاج البيت ساخرين منهم “أليس هذا البيت الذي تدعون أنه آمن ” ، ولم يتوقف هؤلاء المجرمين عند هذه الأعمال الشنيعة بل أنهم قاموا باقتلاعع الحجر الأسود وأخذه ، واحتفظوا به لعدة سنوات التي كان القرامطة خلالها في قمة جبروتهم ، ولكن العباسيون بعد الكثير من المفاوضات وبعد أن دفعوا لهم الكثير من الأموال في المقابل استعادوا الحجر الأسود وأعادوه إلى مكانه في مكة .

بهذا نكون عرضنا لكم أهم المعلومات التي يجب أن تدركوها على القرامطة وعلى الخراب والفتنة التي نشروها في عصورهم ، والتي أصبحت تكرر اليوم بصور مختلفة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المزيد من المواضيع في قسم التاريخ الذهاب الى الصفحة الرئيسية
زر الذهاب إلى الأعلى