دور الاختلاف في اثراء الفكر

الاختلاف قضية حياتية تحدث منذ قديم الأزل ، فالاختلاف في طبع بني البشر طبيعة موروثة ، ويوجد اختلاف جيد واختلاف سيء ، حيث ينتج عن الاختلاف الجيد كون الفرد مميز في معرفته وعقلانيته ، ولكن على النقيض قد ينتج عن الاختلاف السيئ عدد من المشكلات المتمثلة في وجود العناد ، والحزن ، والبغضاء ، والكراهية ، وقد نصت الآيات القرآنية ، والأحاديث النبوية الشريفة على أهمية وجود الاختلاف في المجتمعات .
دور وسائل الاعلام في تحديد الاختلاف
يؤدي الاختلاف في الثقافات على جوانب الفكر المختلفة حيث تعمل وسائل الإعلام على إبراز فوائد الاختلاف بين المجتمعات وبين الأفراد ، وكيف يؤثر ذلك الأمر على بناء الأجيال الناشئة تربية حسنة ، وكيف يؤثر الاختلاف ويعمل على هدم الأمم في المجتمعات ، حيث تعد وسائل الإعلام وسيلة من وسائل الهيمنة على الفكر والوسائل المختلفة التي تعمل على نشر التوعية بين المجتمعات ، وكيف يؤثر الإعلام على بناء الأفكار المتعلقة بالناس ، وزيادة الوعي الكائن لديهم .
الحكمة من الاختلاف
خلق الله عز وجل الناس مختلفين ولو أراد أن يخلق بني البشر جميعا متفقين على شيئ ما لخلقهم جميعا متفقين ، لكن خلق الله عز وجل الاختلاف حتى ينتج عن الاختلاف تبادل للثقافات وللتوعية ، كما أن الاختلاف ينتج انفراد وتميز وبحث عن الأسباب المختلفة للأشياء أكثر عقلانية .
والناس جميعا خلقوا جميعا من تراب الأرض ولكنهم مختلفين الأجناس ، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” الله تعالى خلق آدم من قبضةٍ قبضها من جميع الأرض فجاء بنو آدم على قدر الأرض منهم الأحمر ، والأسود ، والأبيض ، والأصفر ، وبين ذلك والسهل ، والحَزن ، والخبيث ، والطيب ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ويدل ذلك الأمر على أن الله سبحانه وتعالى خلق البشر مختلفين وذلك لأهمية وجود الاختلاف بين أجناس بني البشر ، والاختلاف بين بني البشر ينتج عنه تبادل للثقافات وتبادل للمعلومات وينتج عن ذلك الأمر تبادل الثقافات وإثراء الفكر وتحسين عملية الإبداع .
فوائد الاختلاف
يعمل الاختلاف على تبادل المعلومات بين الأفراد وبين المجتمعات ، كما يعمل الاختلاف على تبادل الثقافات مما يعمل على إثراء الفكر والإبداع ، كما يعمل على تنمية المهارات النقدية المختلفة .
اضرار الاختلاف
الاختلاف هو سلاح ذو حدين له فوائد وله أضرار ، فقد يعمل الاختلاف على زعزعة استقرار الأمم وزعزعة الأمن وتهديد المواطنين ، كما يعمل على ازدياد الفتن ، والحقد ، والكراهية ، والبغضاء بين الناس بعضهم لبعض .
دور الاختلاف في اثراء الفكر
يعمل الاختلاف على خلق السبل المختلفة للتأثير على الفكر كعملية تبادل المعلومات بين الأفراد ينتج عنها إثراء في المصطلحات ، والثقافة ، واللغة ، كما ينتج عنها كذلك تفعيل دور البحث والفكر المستمر ، وتحفيز عملية الإبداع ، والعمل على زرع المصطلحات المختلفة في داخل العقول ، كما يعمل الاختلاف على زرع سبل التنمية والإبداع وتحسين جوانب النقد المختلفة بين الأفراد ، كما يعمل الاختلاف والتناقض على بناء شخصية الإنسان بشكل متكامل ومعرفة السمات المختلفة التي تؤثر على الأفراد ، وهذا يؤدي في النهاية إثراء المجتمعات ككل .
فكل مجتمع ينشأ بداخله مجموعة من السمات العامة المشتركة العامة بين أفراده ، ولكن أيضًا في نفس الوقت يوجد بداخله تنوع واختلافات فردية بين أفراده ، وهذه الاختلافات تتمثل في تنوع أفكارهم ودياناتهم وأيضا قد يكون هناك اختلافات في اللغة بين أفراد بعض المجتمعات ، وهذا يؤدي لأن يصبح هذا المجتمع ثري من الناحية الفكرية وهذا ينعكس على إنتاجيته الفكرية والمادية أيضا .