حدوتة قبل النوم

كتابة: م/ منى برعي آخر تحديث: 28 نوفمبر 2019 , 16:13

لقد اعتدنا على سماع قصص قبل النوم ، حيث كانت تحكي لنا جداتنا قصة قصيرة كل ليلة قبل أن نذهب إلى النوم ، فكان من أفضل الأوقات ونحن نستمع إلى القصص وهي تسردها لنا ، فبها ارتباط الود بيننا وبين جداتنا ، فلقد فهمنا هذا العالم ونحن صغار بمساعدة هذه القصص التي سمعناها ، وهذه قصص قصيرة يمكن لأولئك الذين يودون الاستمتاع بهذه اللحظات الحميمة تجربة تلك اللحظات من خلال قراءة هذه القصص القصيرة .

حواديت قبل النوم

حدوتة الغراب الذكي

ذات مرة كان هناك غراب له عش أعلى الشجرة ، وعند جذر الشجرة نفسها بنى ثعبان منزله ، وكان كلما وضع الغراب البيض ، كان الثعبان يذهب لأعلى الشجرة ليأكلهم ، شعر الغراب بالعجز وقال “هذا الثعبان الشرير ، أنا يجب أن أفعل شيئا ” ، فكر الغراب وقرر الذهاب إلى الثعبان والتحدث معه .

وفي الصباح التالي ، ذهب الغراب إلى الثعبان وقال بأدب : ” أرجو أن تترك لي البيض الذي تضعه زوجتي ، دعنا نعيش كجيران طيبين ولا يزعج بعضنا البعض ” ، رد الثعبان قائلا : ” هااااه ! لا يمكنك أن تتوقع مني ذلك خاصة عندما أكون جائعا “، أجاب الأفعى بلهجة سيئة : وقتها بالطبع سيكون البيض هو أول ما سآكله .

شعر الغراب بالغضب وفكر ، “يجب أن ألقن ذلك الثعبان درسا لا ينساه ” ، وفي اليوم التالي ، كان الغراب يحلق فوق قصر الملك ، ورأى الأميرة ترتدي قلادة باهظة الثمن ، وفجأة ومض الفكر في ذهنه وانقض عليها ، والتقط القلادة بمنقاره وحلق بها إلى عشه .

عندما رأت الأميرة أن الغراب يبتعد بعقدها ، صرخت ، ” فليساعدني أحدكم ، لقد أخذ الغراب قلادتي ” ، وسرعان ما كان حراس القصر يركضون بحثًا عن القلادة ، وفي وقت قصير وجد الحراس الغراب ، الذي كان مازال يحمل القلادة معلقة في منقاره .

فكر الغراب الذكي وقال ” لقد حان الوقت للعمل ” ، وأسقط القلادة من منقاره لتسقط في حفرة بيت الثعبان مباشرة ، عندما سمع الأفعى الضوضاء ، خرج من حفرة منزله ، عندها رأى حراس القصر الثعبان صاحوا : “ثعبان! اقتلوه! ” وأتوا ، بعصي كبيرة وضربوا الثعبان وقتلوه .

ثم أخذ الحراس القلادة وعادوا إلى الأميرة ، وكان الغراب سعيدًا : ” الآن أصبح بإمكاني الحفاظ على أطفالي بأمان ” ، ومن وقتها وهو يحيا حياة سعيدة .

حدوتة الضفدع الماهر

في أعماق الغابة ، كانت هناك بركة بها العديد من الأسماك والسرطانات والضفادع ، كانت حياتهم سعيدة وآمنة ، ومن بين الكائنات هناك كانت تعيش سمكتان جميلتان ، كانتا من أكبر الأسماك الأخرى في البركة ، وكانوا فخورتين جداً بمظهرهم الجيد وذكائهم .

في نفس البركة كان يعيش ضفدع مع زوجته ، وكانت الأسماك والضفادع أصدقاء يعيشوا حياة هادئة ، ولكن ذات يوم جاء عبر البركة صيادين كانوا متأخرين في المساء فمروا من طريق البركة ، فشاهدوا جميع الأسماك والضفادع وهي مشغولة باللعب ، والقفز عالياً في الهواء ومطاردة بعضهم البعض .

أعجب الصيادون بهذا المشهد الجميل ووقفوا مدهوشين ، قال أحد الصيادين : ” يالجمالهم ؟ ” ، فأجابوه بقية الصيادين : نعم ، قال الصياد الأول : ” لا تبدو البركة عميقة للغاية ، دعونا نأخذ بعض منها ” ، ولكن لقد فات الأوان ولدينا حمولة ثقيلة لنحملها بعيدًا ” ، فاقترح الصياد الآخر : دعونا نعود غداً

سمع الضفدع هذا الكلام وقال للآخرين في البركة :  ألم تسمعوا ما قاله الصيادون ؟ يجب أن نترك هذه البركة إلى مكان أكثر أمانًا ” ، ردت إحدى السمكتين : لمجرد أن اثنين من الصيادين قالا إنهما سيعودان لإمساكنا غدًا ، تريد منا مغادرة منزلنا والهرب ، وقالت السمكة الأخرى : على حد علمنا جميعا ، قد لا يعودوا ، وحتى إذا عادوا لإمساكنا ، فأنا أعرف ألف حيلة للفرار  وردت سمكة أخرى : وحتى لو فشلت طرقك البالغ عددها ألف ، أعرف مائة طريقة أخرى للهروب فلن ندع هؤلاء الصيادين يخيفوننا ويجعلونا نترك وطننا ، واتفق كل الآخرين في البركة معهم على البقاء .

قال الضفدع : ” أما أنا فلا أعرف إلا خدعة واحدة فقط وعلي مغادرة المكان ” ، وغادر الضفدع وزوجته البركة بحثًا عن مكان أكثر أمانًا ، وضحك عليهم الجميع واعتبروهم أكثر غباءا .

وفي اليوم التالي عاد الصيادون إلى البركة وألقوا بها شباكهم ، صرخت الأسماك ” هذه الشبكة كثيفة جدًا لا نستطيع الإفلات منها ” وردت إحدى الأسماك : ” كيف يمكننا الخروج ، لا يمكننا أن نفعل شيئًا ” ، وصرخت أخرى : ” كان ينبغي لنا جميعا أن نستمع إلى الضفدع ” .

قام الصيادون بإمساكهم جميعا ووضعوا جميع الأسماك والضفادع وسرطان البحر في سلة كبيرة وأخذوهم ، أما الضفدع كان مختبئًا خلف صخرة مع زوجته وقال لها : ” لو لم أتصرف في الوقت المناسب ، لكنا في تلك السلة مع الآخرين ” .

م/ منى برعي

الحمد لله حمدا كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المزيد من المواضيع في قسم قصص اطفال الذهاب الى الصفحة الرئيسية
زر الذهاب إلى الأعلى