دور العلماء والمفكرين في المحافظة على الامن

كتابة: م/ منى برعي آخر تحديث: 27 نوفمبر 2019 , 18:36

إن الحفاظ على الأمن القومي من المتطلبات الأساسية والرئيسية ويعد من الضرورات والواجبات الوطنية الملحة لما يترتب على ذلك من اطمئنان المواطن والعمل على تأهيل البيئة الإنسانية المناسبة له ، قال تعالى ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر) ، وكذلك نجد في حديث الرسول صلَ الله عليه وسلم ما يحث على ذلك ويدعو إليه حين قال ( من أصبح منكم آمنا في سربه ، معافى في جسده ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها) ، فمن أُعطي الأمن فقد سعد ومن حُرم منها فقد شقي وتعس .

دور العلماء والمفكرين في الحفاظ على الامن

بالنظر إلى العلماء والمفكرين نجد أنهم القادة الفعليين الذين يسعى الناس خلف أقلامهم حيث نجد أن تأثيرهم في سلوكيات الناس أكبر وأشد ، فكان من دورهم توجيه المواطنين وإصلاح ما فسد من أخلاقهم بعدة طرق ؛ منها الدعم الفكري ، والإرشادات ، والوعي الديني والثقافي وعمل برامج توعية للشباب لتوضيح أثر الجريمة وعواقب التطرف والإرهاب ، هو دور لا يقل أهمية عن جهود رجال الامن في المحافظة على الامن في المجتمع .

– ويمكن تلخيص ما يقوم به العلماء والمفكرون من أدوار تساهم في الحفاظ على الأمن كالتالي :

1- يقوم العلماء بدور المربي للمواطن ، وذلك من أجل توجيههم وإرشادهم للطريق القويم بعيدا عن الفساد والتطرف .

2- الحفاظ على أمن واستقرار البلاد بشتى أنواع الطرق والوسائل ، كإقامة ندوات لزيادة توعية المواطنين وخاصة الشباب لضرورة تجنب الأفكار المتطرفة والاتجاهات الخاطئة ، والعمل على بث روح الوطنية وحب التضحية .

3- توضيح مساوئ وعيوب والاتجاهات الخاطئة لما يسمى بالجماعات الإرهابية ذات الفكر المتطرف والعقائد البالية ، ومدى بغضها للوطن وإضرارها بأمن ومصالح البلاد .

4- قيام علماء الدين بتوضيح الجانب الفقهي للسير على نهج تلك الجماعات ، وعقوبة ذلك في الإسلام ، والدعوة إلى التخلص من الفتنة بالطرق الهينة اللينة لتقريبهم من الله ومنهجه في الكون وتطبيق سنة سيد الخلق محمد رسول الله صلَ الله عليه وسلم .

5- توضيح بعض الخطط قصيرة الأجل التي تدعو إلى العمل وترك البطالة .

6- دحض الحجة بالحجة ، حتى لاينساق الشباب وراء الفكر المسموم للجماعات المتطرفة ، ويكونوا على علم وثقافة حتى يصعب التأثير فيهم وتلويث أدمغتهم .

واجب المواطن تجاه تحقيق الامن

إن المواطن هو حجر الأساس في بناء المجتمع ، فإذا كان المواطن صالحا بالقدر الذي يجعله يتحمل المسؤولية التي تقع على كاهله تجاه تحقيق الأمن في وطنه ، كان ذلك أدعى لتحقيق الأمن وأن يحيا الإنسان حياة سعيدة تملؤها الطمأنينة والأمان ، وإذا كان المواطن حجر عسرة في طريق ذلك وعبء على وطنه فإنه يعيش في مجتمع يموج بالمخاوف والمخاطر ، وبالتالي فإن هناك بعض ردود الأفعال التي يجب أن يقوم بها المواطن للحفاظ على أمنه ومنها :

1- أن يكون على تواصل مع أجهزة الأمن عند حدوث أي موقف مخل بالنظام على مرأى ومسمع منه ، ويقوم بإبلاغهم بشكل مباشر .

2- أن ينمي في أولاده حب الوطن ، والحفاظ على أمنه وسلامته ، وتربيتهم على أن حب الوطن واجب ديني .

3- عدم كتمان الشهادة إذا احتاج الأمر لذلك أو في حالة الجرائم التي تتطلب الشهادة .

4- محاولة احتواء الموقف ، وتقديم النصح لمن يحتاجه ، وكذلك محاولة إصلاح ما أعوج من سلوكيات الآخرين .

المزايا المترتبة على تحقيق الامن في البلاد

إن الأمن له دور فاعل ومؤثر في سير الحياة على الأرض ، ومدى توافره يؤثر سلبا أو إيجابا على قرارات الإنسان ، وتكمن مزايا توافر الأمن فيما يلي :

1- يساعد توافر الأمن على انتشار الدين والدعوة ، فلا يمكن أن ينتشر الدين في مجتمع يعج بالخوف والهلع الفساد والإرهاب والتطرف .

2- للأمن أهمية كبرى في استمرار الجماعات الإنسانية وازدهارها وتقدمها .

3- الأمن يوفر الراحة والطمأنينة والشعور بالسعادة على العكس مما يوفره الخوف من شقاء .

4- يساعد الأمن على تطبيق شعائر الله وشرعه في الأرض ، إذ لا نجد من يتقن صلاته وهو خائف .

5- من أكبر الأسس في نجاح الوطن هو مدى توافر الأمن والاستقرار .

6- الأمن يساعد الإنسان أن يحيا على أرض تحميها قوانين وليس مجرد حيوان في غابة .

وأخيرا وليس بآخر تدعونا سنة الله في أرضه بعمل كل أمر أقره وارتضاه والبعد عن كل ما يغضبه ، ويؤدي لهلاك لإنسان دنيا وآخرة ، فاللهم أدم علينا نعمة الأمن .

م/ منى برعي

الحمد لله حمدا كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المزيد من المواضيع في قسم قضايا المجتمع الذهاب الى الصفحة الرئيسية
زر الذهاب إلى الأعلى