دور العلماء والمفكرين في المحافظة على الامن

إن الحفاظ على الأمن القومي من المتطلبات الأساسية والرئيسية ويعد من الضرورات والواجبات الوطنية الملحة لما يترتب على ذلك من اطمئنان المواطن والعمل على تأهيل البيئة الإنسانية المناسبة له ، قال تعالى ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر) ، وكذلك نجد في حديث الرسول صلَ الله عليه وسلم ما يحث على ذلك ويدعو إليه حين قال ( من أصبح منكم آمنا في سربه ، معافى في جسده ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها) ، فمن أُعطي الأمن فقد سعد ومن حُرم منها فقد شقي وتعس .
دور العلماء والمفكرين في الحفاظ على الامن
بالنظر إلى العلماء والمفكرين نجد أنهم القادة الفعليين الذين يسعى الناس خلف أقلامهم حيث نجد أن تأثيرهم في سلوكيات الناس أكبر وأشد ، فكان من دورهم توجيه المواطنين وإصلاح ما فسد من أخلاقهم بعدة طرق ؛ منها الدعم الفكري ، والإرشادات ، والوعي الديني والثقافي وعمل برامج توعية للشباب لتوضيح أثر الجريمة وعواقب التطرف والإرهاب ، هو دور لا يقل أهمية عن جهود رجال الامن في المحافظة على الامن في المجتمع .
– ويمكن تلخيص ما يقوم به العلماء والمفكرون من أدوار تساهم في الحفاظ على الأمن كالتالي :
1- يقوم العلماء بدور المربي للمواطن ، وذلك من أجل توجيههم وإرشادهم للطريق القويم بعيدا عن الفساد والتطرف .
2- الحفاظ على أمن واستقرار البلاد بشتى أنواع الطرق والوسائل ، كإقامة ندوات لزيادة توعية المواطنين وخاصة الشباب لضرورة تجنب الأفكار المتطرفة والاتجاهات الخاطئة ، والعمل على بث روح الوطنية وحب التضحية .
3- توضيح مساوئ وعيوب والاتجاهات الخاطئة لما يسمى بالجماعات الإرهابية ذات الفكر المتطرف والعقائد البالية ، ومدى بغضها للوطن وإضرارها بأمن ومصالح البلاد .
4- قيام علماء الدين بتوضيح الجانب الفقهي للسير على نهج تلك الجماعات ، وعقوبة ذلك في الإسلام ، والدعوة إلى التخلص من الفتنة بالطرق الهينة اللينة لتقريبهم من الله ومنهجه في الكون وتطبيق سنة سيد الخلق محمد رسول الله صلَ الله عليه وسلم .
5- توضيح بعض الخطط قصيرة الأجل التي تدعو إلى العمل وترك البطالة .
6- دحض الحجة بالحجة ، حتى لاينساق الشباب وراء الفكر المسموم للجماعات المتطرفة ، ويكونوا على علم وثقافة حتى يصعب التأثير فيهم وتلويث أدمغتهم .
واجب المواطن تجاه تحقيق الامن
إن المواطن هو حجر الأساس في بناء المجتمع ، فإذا كان المواطن صالحا بالقدر الذي يجعله يتحمل المسؤولية التي تقع على كاهله تجاه تحقيق الأمن في وطنه ، كان ذلك أدعى لتحقيق الأمن وأن يحيا الإنسان حياة سعيدة تملؤها الطمأنينة والأمان ، وإذا كان المواطن حجر عسرة في طريق ذلك وعبء على وطنه فإنه يعيش في مجتمع يموج بالمخاوف والمخاطر ، وبالتالي فإن هناك بعض ردود الأفعال التي يجب أن يقوم بها المواطن للحفاظ على أمنه ومنها :
1- أن يكون على تواصل مع أجهزة الأمن عند حدوث أي موقف مخل بالنظام على مرأى ومسمع منه ، ويقوم بإبلاغهم بشكل مباشر .
2- أن ينمي في أولاده حب الوطن ، والحفاظ على أمنه وسلامته ، وتربيتهم على أن حب الوطن واجب ديني .
3- عدم كتمان الشهادة إذا احتاج الأمر لذلك أو في حالة الجرائم التي تتطلب الشهادة .
4- محاولة احتواء الموقف ، وتقديم النصح لمن يحتاجه ، وكذلك محاولة إصلاح ما أعوج من سلوكيات الآخرين .
المزايا المترتبة على تحقيق الامن في البلاد
إن الأمن له دور فاعل ومؤثر في سير الحياة على الأرض ، ومدى توافره يؤثر سلبا أو إيجابا على قرارات الإنسان ، وتكمن مزايا توافر الأمن فيما يلي :
1- يساعد توافر الأمن على انتشار الدين والدعوة ، فلا يمكن أن ينتشر الدين في مجتمع يعج بالخوف والهلع الفساد والإرهاب والتطرف .
2- للأمن أهمية كبرى في استمرار الجماعات الإنسانية وازدهارها وتقدمها .
3- الأمن يوفر الراحة والطمأنينة والشعور بالسعادة على العكس مما يوفره الخوف من شقاء .
4- يساعد الأمن على تطبيق شعائر الله وشرعه في الأرض ، إذ لا نجد من يتقن صلاته وهو خائف .
5- من أكبر الأسس في نجاح الوطن هو مدى توافر الأمن والاستقرار .
6- الأمن يساعد الإنسان أن يحيا على أرض تحميها قوانين وليس مجرد حيوان في غابة .
وأخيرا وليس بآخر تدعونا سنة الله في أرضه بعمل كل أمر أقره وارتضاه والبعد عن كل ما يغضبه ، ويؤدي لهلاك لإنسان دنيا وآخرة ، فاللهم أدم علينا نعمة الأمن .