وضعية ادماجية عن التضامن الانساني

كتابة: أ. نور محمد آخر تحديث: 02 ديسمبر 2019 , 21:32

يعد التضامن الإنساني في مفهومه التكاتف والتعاون وأن يكون أفراد المجتمع مع بعضهم البعض ضمن هدف معين يجمعهم ويحثهم على التعاون مع بعضهم البعض من أجل تحقيق أهداف وغايات مشتركه تعود بالنّفع على جميع المتضامنين ، ويظهر التضامن لدى الشخصيّات التي تتحلى بالقيم الأخلاقية العالية ، والشعور الإنساني النبيل ، ويجسد الصلات الإنسانية الاجتماعية التي تربط بين الأشخاص والمجموعات ؛ لأنه يعتبر رابطة حضاريّة سارية ما بين البشر ، ويقوم التضامن على أساس حراسة الأقوياء للضعفاء ، واعتناء الأغنياء بالفقراء ، ممّا يجعله يقع ضمن تعريف التكافل الاجتماعي الذي حثت عليه كافة الأديان السماويّة ، والذي يسعي إلى تحقيق مظاهر التكاتف ، والشفقة ، والحنان ، والمودة بين أفراد المجتمع وبين المجموعات المتباينة ، وتسعى الكثير من المؤسسات والأجهزة الإقليمية والدوليّة إلى إحراز مفهوم التضامن في كل مكان في العالم ، بما يؤدي إلى إحراز العيش بكرامة ، والأمن ، والسلامة ،  لكل فرد في المجتمع .

اهميّة التضامن

إنّ أهميّة التّضامن تعد في فوائده وآثاره الإيجابية على مستوى الفرد والمجتمع ، ومن هذه الفوائد نذكر :

  • يعتبر التّضامن قوة للمجتمع ، فالمجتمع الذي يكون أشخاصه متضامنين مع بعضهم البعض يكون مجتمع صلب ومتماسك ، بينما يعد المجتمع الذي لا تكون فيه مظاهر التضامن والتكافل مجتمعاً ضعيفا يسهل تفكيكه والسّيطرة عليه ، وفي الحديث الشّريف إنّ يد الله مع الجماعة ، وهذا معناه أن أي مجتمع يتضامن أفراده مع بعضهم البعض يكون قوي جدا ؛ لأن الله سبحانه وتعالى يبارك فيه .
  • يعد التّضامن سبيل لإنجاز أماني البشر وأهدافهم ؛  فالمرء لا يستطيع ومهما امتلك من القوة أن يحقق أهدافه لوحده ، وذلك بأن الحياة في كثيرٍ من الأحيان تتطلب تعاون الأفراد مع بعضهم البعض بحيث يقدم كل منهم جهده وخبراته ومعرفته في مجاله فتكتمل أدوار الأشخاص لتحقيق الغايات والأهداف المختلفة .
  • يعد التضامن سبيل لتفريج الكروب والهموم لأن الأفراد يتعرضون لكثيرٍ من الهموم والمشاكل في مجتمعهم ، ويكون التضامن مع بعضهم البعض طريقةً لأن يشعر كل إنسان بأخيه الإنسان فيطلع على أحزانه ومشاكله ، ويساهم في حلها وفي الحديث الشريف ( مثل المؤمنين في تكافلهم وتعاضدهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) .
  • إن التضامن هو السبيل الوحيد لرفع معدل الإنتاج وإحراز قدر أكبر من الأرباح ، وتحقيق غايات المؤسسات والشركات فالمؤسسة أو الشركة التي يكون بين أفرادها تعاون مع بعضهم هي المؤسسة القادرة التي تستطيع أن تحقق أعلى معدلات ربحية بالمقارنة مع الشركات التي تفتقد إلى التضامن والتعاون بين أفرادها ،  إلى جانب قدرتها على زيادة إنتاجها بما يعود بالفائدة علي جميع أعضاءها .

مظاهر التضامن

  • مساعدة أفراد المجتمع الجماعات الضعيفة والفقيرة والمحتاج ، وذو الاحتياجات الخاصة ، وضحايا العنف ، والإرهاب ، ومصابين الحروب ، والكوارث الطبيعية كالفيضانات ، والزلازل ، والمجاعات .
  • التعرف على أسباب مشاكل الجماعات المستهدفة والاستماع إليهم .
  • التعاطف مع الجماعات المحتاجة وتوفير كافة مصادر الرعاية والاهتمام بهم .
  • التعرف على تطلعات الجماعات وأهدافها المشتركة ومساعدتهم في الوصول إليها وتحقيقها .
  • التعاون والرعاية الكاملة مع الجماعات المستهدفة وتأييد قضاياهم ومساعدتهم في إيصالها إلى الرأي العام وأصحاب النفوذ والقرارات المصيرية .
  • نفي الجماعات المستهدفة عن لعب دور التوكل ومساعدتهم في تمثيل دور فعال والإمساك بزمام الأمور من أجل حل مشاكلهم وقضاياهم المختلفة .
  • المحافظة على تماسك وترابط المجتمع معاً ونشر السلام والمحبة وتقوية العلاقات بين أفراده وتغير نفوس الفقراء والمحتاجين من كراهية الأشخاص الأثرياء .
  • تربية الأفراد لأبنائهم بصورة سليمة وصحيحة ، لأن التعاون والمشاركة بين أفراد العائلة الواحدة يسهم في تنمية مهارات أفرادها  ، وكذلك رفع قدرتهم على مشاركة الأخرين سواء خارج حدود أسرته أو خارجها .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المزيد من المواضيع في قسم قضايا المجتمع الذهاب الى الصفحة الرئيسية
زر الذهاب إلى الأعلى