حوار بين الكتاب الورقي والكتاب الالكتروني

لمئات السنوات كانت الكتب الورقية هي المتربعة على عرش القراءة والمعرفة ، وخاصة بعد أن اخترع العالم يوهان غوتنبرغ آلة الطباعة بالقرن 15 وهي نفسها التي يتم استخدامها في وقتنا الحالي ، ولكن مع إضافة بعض التعديلات التكنولوجية عليها ، ولكن ظهرت ظاهرة منذ زمن ليس من بعيد ، وهي الكتاب الالكتروني ، فقد اتجه جميع من يعيشون بالوقت الراهن لاستخدامه بشكل كبير في جميع المجالات ، واختفى الطلب على الكتب الورقية بشكل شبه كامل ، باستثناء بعض الحالات القليلة ، وهي بعض البشر الذين تخطوا عمر معين ، ولا يمكنهم التغيير من عاداتهم في قراءة الكتب الورقية ، وإليكم في السطور التالية حوار خفيف بين الكتاب الالكتروني والورقي ، نستطيع التعرف من خلاله على عيوب وسلبيات كلاً منهما .
حوار بين الكتاب الورقي والكتاب الالكتروني
الكتاب الورقي : أهلاً بك .
الكتاب الالكتروني : مرحبا ً، هل أنت غاضب مني ؟ .
الكتاب الورقي : لا أحد يستطيع إغضابي .
الكتاب الالكتروني : اعتقدت إنك غاضب لوجودك على الرف برغم أن الجميع يهتمون بقراءتي .
الكتاب الورقي : أنا ما زلت مع الذي يستطيع تقدير قيمتي .
الكتاب الالكتروني : لا تنكر أن المستقبل لي وحدي لأنني جعلت من القراءة شيئاً سهلاً .
الكتاب الورقي : وكذلك جعلت الجاهلين يحصلون منك على المعلومات بسهولة يقصوها ويلصقوها دون أي مجهود .
الكتاب الالكتروني : ولكن تكلفتي قليلة .
الكتاب الورقي : أنا هام في المذاكرة والتدوين .
الكتاب الالكتروني : وأنا هام في البحث .
الكتاب الورقي : بالمناسبة قد يكون البحث فيك سريع ، ولكن الفائدة الناتجة عن البحث من خلالي أكبر للباحث .
الكتاب الالكتروني : أنا لا أنكر ذلك ولكني ما زلت الأسرع .
الكتاب الورقي : قد يكون لديك حق .
الكتاب الالكتروني : ولا تنس إنني خفيف ولطيف ويمكن الحصول علي في أي وقت ومكان .
الكتاب الورقي : لا أشك في ذلك ولكن اللذة تكون في تقليب أوراقي ، وجمال شكلي وروعة تصميمي ، وغلافي ، والإهداء الذي يكون في بداية صفحاتي ، والذكريات التي تبقى في الذهن عند مطالعتي ، فهذا يمنح السعادة للشخص الذي يقرأني .
الكتاب الالكتروني : ولكن أنا في حد ذاتي مكتبة متنقلة .
الكتاب الورقي : أنا لا أرتبط بوجود الكهرباء مثلك .
الكتاب الالكتروني : وأنا لا يتم أكلي من خلال الفئران .
الكتاب الورقي : وأنا لا أتلف بسبب الفيروسات ، ولا يتم محوي من خلال ضغطة واحدة من زر ، وأظل لآلاف ومئات السنوات .
الكتاب الالكتروني : يمكن التحكم بسطوري ووضع علامات بشكل أسهل وأفضل .
الكتاب الورقي : ولكن وضع الخطوط تحت سطوري أسرع ولا تتعرض للتهنيج مثلك .
الكتاب الالكتروني : ولكن يمكن الاقتباس مني بشكل أسهل .
الكتاب الورقي : لتعلم أن النقل مني يُرسخ المعلومات بالرأس بشكل أفضل منك .
الكتاب الالكتروني : لقد أجهدني هذا الحوار .
الكتاب الورقي : وأنا مثلك هل سنظل على هذا الحال من العراك والصدام ؟ .
الكتاب الالكتروني : وأنا أيضاً سئمت من هذا هل يوجد لديك حل ؟ .
الكتاب الورقي : الأفضل أن نعترف أن لكلاً منا مزاياه وعيوبه فلما لا يكمل أحدنا الآخر ؟ .
الكتاب الالكتروني : نعم لديك الحق فكلانا هام بالنسبة للقارئ .
الكتاب الورقي : إذاً لنجعل التنافس بيننا في جذب القراء ، فلكل واحد منا السوق والجمهور الخاص به ، لنعمل على التطوير من أنفسنا ، والتنافس بشكل حضاري حتى نعود بالنفع على القراء والعلماء .
انتهى الحوار وعانق كلاً منهما الآخر بحرارة أثناء تصفيق القراء لهم .
في النهاية نستطيع أن نستنتج :
- الكتاب الإلكتروني برغم تأثيره على سوق الكتب الورقية ، ولكنه مصدر تفضيل للعديد من الناس ، فما يزال هو المتربع على عرش سوق الكتب ، وفي معارض الكتاب في العديد من الدول .
- من خلال الكتب الإلكترونية أمكن التعرف على وجود بعض الكتب الورقية ، التي لم يكن البعض على علم بها ، وبالتالي زادت الرغبة في البحث عنها واقتنائها .
- لكلاً من الكتاب الالكتروني والورقي المزايا والعيوب الخاصة به ، برغم انتشار الكتب الإلكترونية في الآونة الأخيرة .
- الغاية الأساسية للكتاب الالكتروني والورقي هو تسهيل القراءة على القراء والباحثين ، فينبغي ألا ننشغل بالتنافس بينهما عن القراءة والتعلم بشكل عام ، فالكتب الورقية أو الالكترونية ، هي مجرد مطبوعات ورقية أو رقمية لتحقيق الغاية الرئيسية لهما .
- يجب أن نعلم أن العلاقة بين كلا النوعين هي علاقة تكاملية ، فلكل منهما لذة خاصة وطعم خاص ، ولكلاً منهما جمهوره الذي يفضله عن الآخر ، فالكتب الورقية هي صاحبة الفضل في النهضة الحضارية لجميع الدول ، أما الكتب الإلكترونية هي نتيجة التقنية الحديثة التي انعكست على الكثير من جوانب الحياة ، في العديد من المجالات .