تعبير عن العظمة الانسانية

تعرف الإنسانية في اللغة بأنها مصدر صناعي مشتق من كلمة إنسان ، وهي تتكون من خصائص وسمات الإنسان التي تؤهله ليختلف عن بقية المخلوقات ، ونستطيع التوضيح بأن الإنسانية معاكسة للبهيمية وبمعنى آخر معاكسة للحيوانية ، وهناك تعريف آخر للإنسانية حيث أنها كل ما يميز الشخص من أعمال صالحة يعملها .
تعبير عن العظمة الانسانية
مفهوم الانسانية في الفلسفة
عرفها الفلاسفة هي كل ما يعبر عن الأخلاق والواجب لدى الإنسان ، ويعرفها أوجست بأنها مجموعة صفات تساعد على تكوين شخصية المرء اجتماعيا وتطوره عبر الزمن ، وحين يقوم المرء بعمل خيري يعود بالنفع على المجتمع ، ويرى البعض أن الإنسانية تشمل كل المخلوقات البشرية أو هي التي تعني القوة الروحية .
صفات الكائن البشري أو الانساني
- القدرة على المحبة .
- القدرة على الإحساس بالآخرين .
- القدرة على الإبداع والابتكار .
- القدرة على العمل والإنتاج .
الفلسفة الانسانية
انتشرت في العصور القديمة مذاهب متعددة مثل الصوفية والزهد ، والتي اعتمدت على إنكار ذات الإنسان وقد تطورت عبر العصور وفيما يلي نتعرف على مراحل تطورها :
١- القرن الثاني عشر وذلك عند بداية ظهور الإنسانية لم تكن متطورة ولم تقم على أسس دينية عقائدية .
٢- القرن الخامس عشر أصبحت الإنسانية ناضجة عاقلة تقوم على أسس كالاعتراض على بعض العلوم المنتشرة في ذلك الوقت ورغبتها في تحرر العقل البشري من سلطة الكنيسة والحاكم .
٣- القرن الثامن عشر تطورت أكثر فأكثر ونادت بحركة التنوير التي قدَرت العقل البشري حد التقديس .
٤- القرن العشرين في منتصفه ظهرت الحركة الإنسانية بصورة عامة وشاملة بعد الدمار الذي حققته الحروب وحاجة الأمم للأمن والسلام والتفاعل بين المجتمعات .
العظمة الانسانية
يرى الفيلسوف الأمريكي أمرسون أن المعنى الأعظم للإنسانية هو أن يكون الإنسان متواضعا قريبا من سمات الفقراء المتواضعين ، ولم يكن ذلك غريبا على ديننا الإسلامي فقد كان نبينا محمد صل الله عليه وسلم يدعو “اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين” لأن العظمة لا تعني التكبر ورفع الجناح ، ولكنها تكمن في الإبداع مع التحلي بمكارم الأخلاق ويتمثل ذلك في خلق النبي محمد حينما كان يتسم بالتواضع وحب الفقراء على الرغم من كونه قائدا للجيوش مسيرا للغزوات معدا للخطط ، لا يضاهيه أحد في المجال العسكري أو السياسي وبذلك كان النبي محمد صل الله عليه وسلم يحمل جميع صفات العظمة بمفهومها الشامل .
وقد بين الأمريكي أمرسون أن ” العظيم ” هو من كان بارزا فريدا بين أقرانه ، لأن العظمة تقتدي أن تكون للقلائل الذين يرى الناس أنهم مهمون أكثر من غيرهم وبصورة نادرة عما يتصف به البشر الآخرون الذين يمكن الاستغناء عنهم على اعتبار أنهم لا يمثلون أهمية قصوى ولا يبدون تطورا ملحوظا في مجال ما وبمعنى آخر غير قادرين على الإبداع سواء كانوا سياسيين أو مفكرين أو فلاسفة أو فنيين أو صناعيين .
صفات العظمة الانسانية
من صفات العظمة أن يبتعد العظيم عن التشبه بالأخرين ، وأن يمتلك قدرات خاصة خارقة ، ويكون على الجانب الآخر شخصا عاديا يؤدي حياته بشكل طبيعي ، يأكل ويشرب وينام ويستيقظ ، ومن عظمة الشخص الفريد أن يكون عظيما في فكره واشتغاله بعظيم الأفكار الكونية والمسائل الدقيقة العظيمة ليتبين حكمة الخالق ويكتشف قوانين الحياة .
مظاهر العظمة كما جاءت في الهدي النبوي
نجد أن النبي صل الله عليه وسلم بين معنى القوة وأن الشديد ليس بالصرعة واستطاعة البطش ، ولكن الشديد من يملك نفسه عند الغضب ، كما أن الجمال لا يكون بتناسق القسمات ولكنه يتمثل في جمال الأخلاق والتحلي بالمروءة ، ولا تكون العبقرية بمعناها الحقيقي إلا إذا قدمت ما ينفع البشرية ، وما يظل أثره في الأرض وإن لم يتحقق هذا فهي مدعاة للشرور في الأرض .
ومن أعظم الشخصيات التي تمثلت فيها الإنسانية والعظمة والخيرية نبينا محمد صل الله عليه وسلم صاحب الخلق القويم والنهج المستقيم هادي البشرية إلى طريق الله القويم ، لا يتعارض منهجه مع فطرة الخلق وشرع رب العالمين كما دعا إليها الله في محكم التنزيل وطبقها جميع الأنبياء والرسل في هداية الأمم والشعوب .
خاتمة تعبير عن العظمة الانسانية
وفي النهاية نصلي ونسلم على أعظم الخلق سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام الذي كان قرأنا يمشي على الأرض .