حوار بين الكتاب والجوال

حوار بين الكتاب والجوال نقدمه لك اليوم للوقوف على أحدث التطورات التي نتجت عن اختراع الجوال ، وكيف أثر ذلك على شعبية الكتاب ، فالتطور التكنولوجي على الرغم من أهميته وأنه يجعل الحياة أسهل وأسرع ويبقى الأفراد على مقربة من بعضهم ، إلا أنه له العديد من المساوئ حيث اتجه الكثيرون إلى التخلي عن بعض الأشياء المهمة مثل الكتب ، وأصبحوا يهتمون بالجوال أكثر ، وإليك نص حوار تخيلي بين الكتاب والجوال .
حوار بين الكتاب والجوال
ذات يوم كان هناك كتاب على مكتب أحد الأشخاص ، يعلوه كم كبير من الأتربة ، ويبدو أنه لم يقترب منه أحد منذ شهور عديدة ، وفي لحظة قام أحد الأشخاص بوضع الجوال إلى جانب الكتاب ثم تركه وذهب ، ودار هذا الحوار بين الكتاب والجوال .
الكتاب : ما الذي أتى بك إلى هنا ، ألم يكفيك ما فعلت بي .
الجوال : أنا لا أريد أن أكون في هذا المكان المظلم الذي تملؤه الأتربة ، لقد مللت منذ الثانية الأولى التي وضعت بها هنا .
الكتاب : أنت مللت من ثواني قليلة وضعت بها ، وأنا هنا منذ شهر تقريبًا لم يلقي أحد علي السلام ، أو حتى يفكر أن ينظر إلى صفحاتي التي تلونت بالأصفر ، وأنت السبب وراء كل هذا .
الجوال : لماذا أنا السبب ؟ ، إني بعيد تمامًا عنك ، وليس لي علاقة بك .
الكتاب : منذ اختراعك أصبح الناس يمسكون بك طوال الوقت ، ليس لإجراء المكالمات الهاتفية فقط ، بل للقراءة أيضًا ، وأصبحت الكتب كلها يمكن حفظها بداخلك ، وأصبح ليس هناك حاجة لحملي أو شرائي ، وظللت سجين داخل المكتبات والأرفف .
الجوال : أصبحت أنا المسيطر الآن ، أستطيع أن أتواجد مع كل شخص ، وأصبحت أنت منبوذًا ، ولا يتجه إليك إلى القليل من الأشخاص .
الكتاب : إذا كنت من أهم أشكال التطور التكنولوجي ، فأنا منارة الجميع ، صفحاتي تحمل كنز من العلوم والمعرفة ، أستطيع أن أنير الطريق للجميع ، ليس هناك بديل لي ، وسوف أظل أنا مصدر العلم والمعرفة .
الجوال : لن يتواجد لك أهمية خلال سنوات قليلة ، سأكون أنا البديل الذي يعيش طوال السنوات ، أما أنت فسوف تختفي .
الكتاب : لا أنت لا تستطيع أن تحتفظ بالمعلومات التي لدي .
الجوال : أتمكن من الاحتفاظ بقدر كبير من المعلومات التي تجملها العديد من الكتب .
الكتاب : وهل يمكنك الاحتفاظ بهذه المعلومات إلى الأبد ؟ .
الجوال : أناااااااااااا …
الكتاب : ألا تستطيع التحدث الآن ، هل تم محو الملفات التي تحتفظ بها ، أم أنك لا تثق بنفسك .
الجوال : أنت على صواب أيها الكتاب ، أنا وعلى الرغم من تمثيلي للتطور التكنولوجي ، إلا أنني لا أستطيع أن أضاهي مكانتك في المعرفة والعلم .
الحوار السابق هو حوار تخيلي بين الجوال والكتاب ، ويهدف الحوار إلى إجراء مقارنة بين الجوال والكتاب ، تناقش الوضع الذي كل منهما عليه ، حيث تراجعت نسبة شراء وقراءة الكتب بعد اختراع الهاتف ، وخاصة بعد ظهور التطبيقات التي تمكن أي شخص من قراءة عدد كبير من الكتب المجانية ، والاستفادة من المحتوى الموجود عبر شبكة الإنترنت ، ولكن سوف يظل الكتاب هو وسيلة التعلم والمعرفة الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها مهما طال الزمان ، وهو منارة العلم ، ويستمتع بعض الأشخاص بالكتب الورقية بدرجة أكبر من الكتب الإلكترونية ، بل ويشعر بالقرب من الورق أكثر من شاشات الهاتف المملة .