بنية المقامة وخصائصها

من الأساليب اللغوية الرائعة التي تستخدم لسرد قصة ما من القصص التي قد تبدو غير حقيقية أحيانا ، حيث أنها من الفنون النثرية الهامة التي تعتني بانتقاء الألفاظ والعبارات السلسة ، كما أنها تعتبر أفضل من الشعر وذلك لكونها تشتمل على الكثير من المحسنات اللفظية التي تضفى عليها إيقاع متميز ، كذلك تعتبر من أهم الفنون بالأدب العربي التي نقلت لنا الكثير من ثقافات الأمم الماضية من خلال الأحداث التي كانت تدور ، حيث أنها كانت تناقش بعض القضايا الهامة بشتى العصور بطريقة ساخرة ومسلية لتهون على الناس أحداث ووقع الأيام عليهم .
بنية المقامة
المقامة لغويا هي المجلس أما في الاصطلاح فهي عبارة عن قصة قصيرة أو حكاية على أن تكون أحداث تلك القصة في مجلس واحد أو عن طريق الاستعطاء أو ما يسمى بالكدية ، اختلف العلماء في بداية ظهور فن المقامة فالبعض رجح أن المقامة أصلها يرجع إلى كل من أبي بكر بن دريد وأحمد بن فارس ، ويعد بديع الزمان الهمذاني هو أول من أدخلها في عالم الأدب إلا أن بعض العلماء قال بأن بديع الزمان الهمذاني هو أول من ابتدع هذا الفن ، حيث كانت مقامات الهمذاني تتناول الأحداث التي تدور في عصره بصورة مضحكة للتخفيف عن الناس ، وتعتبر مقامات الهمذاني من أشهر المقامات التي وصلت إلينا في العصر الحديث .
عناصر المقامة
للمقامة العربية عناصر كثيرة جعلتها من أهم الفنون التي لاقت استحسانا من الجميع في شتى العصور ، ومن تلك العناصر ما يلي :
- المجلس ، وهو ذلك المكان الذي تكون فيه أحداث المقامة ولا يجوز الخروج من ذلك المجلس في أحداث المقامة .
- الراوية ، وهو ذلك الشخص الذي يقوم بنقل تلك الأحداث التي دارت في ذلك المجلس .
- البطل أو المكدي ، هو ذلك الشخص الذي تدور أحداث تلك المقامة حوله ويتميز ببعض الصفات كالورع والتقوى ، وفصاحة اللسان فيكون في الأغلب شاعر أو خطيب ، كذلك من الصفات التي يتميز بها ذلك الشخص الخيالي البؤس والحاجة كذلك يظهر في معظم الأحيان وهو يبحث عن المنفعة .
- النكتة ، هي تلك الفكرة التي تناقشها المقامة وتمتاز بالخروج عن المألوف حيث تبتعد عن الأخلاق المعروفة ، لذا قد تكون في الغالب غير ناجحة .
- القصة ، وهي تلك الأحداث التي يعيشها البطل وقد تختلف في زمن رواياتها وتختلف أيضا عن المقامات الأخرى ، حتى وإن كان المؤلف لتلك المقامات هو شخص واحد .
- موضوع المقامة ، هناك العديد من الأقسام التي تصلح أن تكون من ضمن موضوعات المقامة التي تناقشها المقامة ، كأن تدور أحداث المقامة مثلا في الجانب الأدبي أو السياسي أو الفكاهي المضحك ، وكذلك قد تتطرق المقامة إلى الجانب الماجن .
- اسم المقامة ، وغالبا ما يكون اسم المقامة راجع إلى البلد الذي كانت فيه أحداثها فمثلا هناك المقامة الدمشقية أو الكوفية أو البلخية وهكذا من أسماء المقامات .
- شخصية المقامة ، تتمثل شخصية المقامة في شخصية المؤلف الذي أبدع تلك المقامة وهناك بعض الصفات التي يتميز بها ذلك المؤلف منها ، كونه شديد الذكاء وكثير الإطلاع على شتى العلوم من أدب ولغة ومنطق وفلسفة وبعض العلوم الأخرى ، وكذلك له دراية كافية بالخطابة والشعر والنثر .
خصائص المقامة
من أهم ما يميز المقامة عن غيرها من الفنون الأخرى بعض الخصائص التي تشتمل عليها ، ومن أهم تلك الخصائص ما يلي :
- لابد أن تعتمد المقامة على بعض الأساليب البلاغية التي تزيدها جمالا وتشويقا ، ومن تلك الأساليب الطباق والجناس والسجع والمقابلة وغيرها من الأساليب البلاغية الأخرى .
- ومن الخصائص التي تميزها أيضا احتوائها على الألفاظ الغير مألوفة ، وذلك يرجع إلى كون المقامة ذاتها تحمل أفكارا غير مألوفة .
- عندما تقوم المقامة بمناقشة بعض القضايا التي تدور في عصر ما من العصور ، لابد أن تشتمل على بعض المواعظ والحكم المستفادة من مناقشة تلك القضية .
- من الخصائص الرئيسية للمقامة أنها تميل إلى الجانب التعليمي ، حيث تعمل على زيادة المعرفة بالجانب الأدبي وكذلك الجانب اللغوي ، لذا يلجأ إليها أغلب القراء للاستفادة من ذلك الفن الراقي .
- لابد أن تحتوي تلك المقامة على بطل تدور تلك الأحداث حوله ، وكذلك لابد من وجود راوي لتلك المقامة لكي يقوم بنقلها إلى شتى المجالس الأخرى .