التنمر الالكتروني

انتشار استخدام الأشخاص للإنترنت عبر السنوات الأخيرة ، ونشرهم محتوى خاص بهم عبر الشبكة العنكبوتية يتضمن أفكارهم وميولهم وطريقة حياتهم ، جعل من السهل التنمر بهم وتعرضهم لانتقادات وسخرية وسخافات ، وبالرغم من مميزات وسائل الاتصال الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر وإنستجرام وسناب شات ، إلا أنها أصبحت منصات للتنمر الإلكتروني .
التنمر الالكتروني
التنمر الإلكتروني مصطلح أصبح شائعا في السنوات الأخيرة ، بعد انتشار مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة ، وما يتعرض له المستخدمون عبرها من تنمر ومضايقات وسخرية وانتقادات ، وأحيانا يصل التنمر الإلكتروني إلى السباب وتبادل الشتائم ، والتعليق على الشكل والسمات الشخصية وطريقة التفكير والآراء ، كل ذلك يدخل في إطار التنمر الإلكتروني ، والذي يحدث عبر الأجهزة الرقمية ، سواء كانت هواتف ذكية أو أجهزة لوحية أو أجهزة كمبيوتر .
اهداف التنمر الالكتروني
- إظهار العدوانية
- انتقاد التصرفات الشخصية
- التعدي على الحريات العامة ، مثل حرية الرأي والتعبير
- التحرش الإلكتروني
- السخرية من المظهر العام وشكل الجسم
- التقليل من القدرات وإنكار الإنجازات
التنمر الالكتروني للاطفال
أشارت دراسة أجريت في طب الأطفال ، إلى أن معدل التنمر الإلكتروني للأطفال والمراهقين تحديدا ، قد تزايد بنسبة خمسين بالمائة خلال السنوات الخمس الأخيرة ، وساعد في ذلك نشر هؤلاء المراهقين والأطفال ، يومياتهم وتفاصيل حياتهم عبر الإنترنت ، سواء من خلال المدونات أو وسائل التواصل الاجتماعي ، أو المراسلات الفورية أو غرف الدردشة ، عن طريق إطلاق عبارات عن التنمر في تلك الوسائل .
التنمر الالكتروني في السعودية
قدمت وزارة الإتصالات وتقنية المعلومات بالمملكة العربية السعودية ، مبادرة إلكترونية تسمى مبادرة العطاء الرقمي ، وهي مبادرة تخصصية لا تهدف إلى الربح ، تعمل على نشر الوعي الرقمي بين المواطنين داخل المجتمع ، ومن بين حملات مبادرة العطاء الرقمي ، حملة للتعريف بالتنمر الإلكتروني .
يقدم موقع مبادرة العطاء الرقمي عبر الإنترنت ، كافة التفاصيل حول التنمر الإلكتروني ، من خلال تعريفه وتوضيح أشكاله وعلاماته وأسبابه ، وكذلك يعرض الموقع إحصائيات عن التنمر الإكتروني ، وطرق الوقاية منه ومواجهته ، فضلا عن تقديم إرشادات للآباء والأمهات ، لحماية أطفالهم من التعرض للتنمر الإلكتروني ، بالإضافة إلى عرض تطبيقات تساعد المتضرر من التنمر الإلكتروني .
قصص عن التنمر الالكتروني
- آشلين كونر : طفلة أمريكية من منطقة إلينوي ، انتحرت في عمر العشر سنوات ، بعد تعرضها للتنمر الإلكتروني من قِبل زملائها في المدرسة ، الذين كانوا يرددون أنها بدينة وقبيحة الشكل ، لدرجة أنها طلبت من والدتها ان تكمل تعليمها في المنزل ، حتى تتجنب الاحتكاك بمَن يتنمرون بها ، ولكن استمر التنمر بآشلين من المنزل أيضا ، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ، ولم تتحمل الطفلة الصغيرة الأمر ، حتى وجدتها شقيقتها في أحد الأيام قد انتحرت .
- ديفيد مولاك : صاحب قصة قصيرة عن التنمر ، فهو مراهق أمريكي من ولاية تكساس ، تعرض للتنمر طوال سنوات حياته الأخيرة ، وكان الأمر بالنسبة إليه لطيفا في بدايته لأنه بدا معروفا وسط زملائه ، ولكن شيئا فشيئا أصبح يؤلمه التنمر الإلكتروني ، حتى وُجد ميتا في فناء منزله ، وهو في عمر الـ 16 عاما .
التنمر الالكتروني وعلاقته بالقلق الاجتماعي
التنمر الإلكتروني من أسوء الممارسات على نفسية الكبار والصغار ، إذ يولد لديهم شعورا بالنقص وأنهم قليلون أمام أقرانهم ، مما يعزز لديهم القلق الاجتماعي ، وتسيطر عليهم عدم الثقة بالنفس أو في أي شيء يفعلونه ، حتى لو كان إنجازا أو تصرف جيد ، ويجعل التنمر الإلكتروني الأشخاص يميلون إلى العزلة عن المجتمع ، ويصيبهم بالقلق والتوتر من الدخول في أي علاقات جديدة .
استبيان عن التنمر الالكتروني
أصدر المركز الوطني لإحصاءات التعليم ومكتب العدل بالولايات المتحدة الأمريكية ، ملحق الجريمة المدرسية لعام 2017 ، والذي أوضح أنه من بين الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 18 عامًا ، والذين أبلغوا عن تعرضهم للتنمر الإلكتروني داخل المدرسة خلال العام الدراسي ، تعرض 15 % منهم للتنمر عبر الإنترنت أو عن طريق النص .
وهناك مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها داخل الولايات المتحدة الأمريكية ، التي أصدرت نظام مراقبة سلوك الشباب في عام 2017 ، وجاء فيه أن حوالي 14.9 % من طلاب المدارس الثانوية بأمريكا ، تعرضوا للتنمر الإلكتروني في الـ 12 شهر التي سبقت إجراء المسح .