صناعة الورق كيميائيا

الورق يتألف بشكل رئيسي من لب الخشب أو القماش المعاد تدويره أو الألياف النباتية مثل القطن والكتان والحرير ، ومعظم الناس يحصرون وظيفة الورق في الكتابة عليه ، ولكن الحقيقة أن الورق مرتبط بالتغليف والتنظيف والديكور وغيرها ، إذ يدخل في صناعات عدة وله استخدامات كثيرة في حياتنا اليومية ، ويعد الورق اختراعا وليس اكتشافا ، لأنه عبارة عن مكونات كثيرة يتم مزجها بطريقة معينة ؛ لتنتج في النهاية الورق الذي نعرفه .
تاريخ صناعة الورق
كان قدماء المصريين أول الشعوب التي عرفت الورق ، من خلال استخدامهم لأوراق البردي في الكتابة عليها ، وجاء من بعدهم الصينيون الذين كتبوا على البرشمان المستخرج من الخيزران ، ولكن صناعة الورق بالمفهوم المعتاد عليه يرجع اختراعها إلى أحد الصينيين واسمه تساي لون عام 105 م ، حيث فكّر في صنع خليط مكوّن من المواد الطبيعية ؛ مثل لحاء الأشجار والألياف المنفصلة عن الخرق وشباك السمك ، عن طريق ضرب تلك المواد لإحداث تغيير ميكانيكي في خواصها الكيميائية ؛ أدى في النهاية إلى إنتاج صفائح متماسكة هي الورق ، وقد بدأ بإنتاجه الصينيون ، تلاهم الكوريون واليابانيون ، ومن بعدهم جاء العرب ثم دول أوروبا .
صُنعت أول مطحنة ورق أوروبية في جاتيفا داخل مقاطعة فالنسيا بإسبانيا ، حدجث ذلك في عام 1150 م تقريبا ، وعندما جاءت نهاية القرن الـ 15 م ، انتشرت مصانع الورق في إيطاليا وفرنسا وألمانيا وإنجلترا ، ومع نهاية القرن الـ 16 م ، أصبح الورق يُصنع في جميع مناطق أوروبا .
ماكينات صناعة الورق
تختلف وتتعدد ماكينات صناعة الورق ، بحسب المواد المصنعة منه واستخداماتها ومكوناتها ، وتتكون بشكل رئيسي من مجموعة تروس ، ومن تلك الماكينات ما يلي :
- ماكينات الطلاء والتحجيم
- ماكينات تشكيل الحاويات البلاستيكية الورقية
- ماكينات التغليف
- ماكينات تطبيق نهاية الورق المقوى
- ماكينات الجدار المزدوج
- آلة قطع القوالب ذات السرعة العالية للفراغات الجانبية
- آلات تشكيل الأكواب والحاويات الورقية
صناعة الورق اليدوي
بدأ اختراع الورق بصناعته يدويا قبل اختراع الآلات الحديثة ، وما زالت بعض شعوب آسيا تصنعه يدويا حتى الآن ، ويمكن صناعة الورق يدويا من خلال تجميع بقايا الأوراق المهملة مثل الجرائد والأظرف والكتب القديمة ، بالإضافة إلى بعض الألياف النباتية مثل الكتان والحرير والقطن والخيوط ، تُقطّع تلك المكونات جميعها إلى قطع أصغر ، وتُخلط في الخلاط مع إضافة الماء الدافىء ، وفي تلك المرحلة تُضاف إليها الألوان والروائح المطلوبة .
بعد ذلك يُسكب الخليط في وعاء خشبي به طبقة من الأسلاك المعدنية ، حتى تساعد على نزول الماء منه ، وبعدها يتم الضغط عليه برفق لنزول أكبر كمية من المياه ، ثم يوضع ما بين طبقات من الأقمشة حتى تتشرب المياه الباقية بداخله ، ويُترك ليجف تماما ، بعدها يصبح جاهزا .
كيفية صناعة الورق في المنزل
يتم تجميع مخلفات الأوراق والخيوط والجرائد وما شابه ، وتُمزج مع الماء الدافىء في الخلاط المنزلي العادي ، حتى نحصل على خليط شبه متجانس ، ثم يوضع في وعاء ذو طبقتين ويفضّل أن يكون خشبيا ؛ حتى يسمح بتسرب الماء من الخليط ، وبعدها يُفرد بالسُّمك المطلوب فوق أقمشة أو أوراق جرائد ، وعندما يجف الخليط يكون الورق المنزلي جاهزا .
المواد الكيميائية المستخدمة في صناعة الورق
بعد ضرب اللب الخاص بالأشجار في مصانع الورق ، يوضع في محلول به بعض المواد الكيميائية ، وكذلك تستخدم في تلوين الورق مجموعة من الألوان والأحبار والأصباغ ، المستخرجة من مواد كيميائية متنوعة .
كيفية صناعة الورق في المصانع
طرق صناعة الورق الحديثة في المصانع لا تختلف كثيرا عن طريقة صناعته التقليدية القديمة ، ولكن يمكن القول بأنها وسيلة أكثر تطويرا باستخدام مجموعة من الماكينات والآلات ، وتنقسم مراحل صناعة الورق إلى :
- صنع اللب : تجميع الألياف ولب الأشجار وغيرها وطحنها ثم معالجتها في محلول كيميائي ، تتم تلك المرحلة في أحواض ضخمة تسمى هاضمات ، ثم يُرسل الناتج إلى المصانع عن طريق المرشحات ، وفي تلك المرحلة يمكن إضافة المبيضات والملونات .
- الضرب : يتم فيها سحق وعصر اللب آليا في حاوية كبيرة ، وتشمل تلك المرحلة إضافة عناصر حشو متنوعة ، أبرزها الطباشير أو الطين أو العناصر الكيميائية مثل أكسيد التيتانيوم ، وفيها يتفاعل الخليط مع الأصباغ ويمكن أن يضاف إليه النشا لجعله أكثر تماسكا وقوة .
- لب الورق : يتم تحويل اللب إلى ورق ، عن طريق ضخه في آلات ضخمة فوق حزام متحرك ذو شبكة مفرغة دقيقة ، يُضغط اللب عن طريق سلسلة من البكرات ، وتعمل أجهزة الشفط أسفل الحزام على جذب المياه الزائدة ، وفي حالة وضع علامة مسجلة على الورق ، يتم طبعها من خلال جهاز يطلق عليه اسم داندي .