مشكلات الشباب ودور المملكة لمواجهتها

ما هي الخصائص التي تميز الشباب السعودي عن أقرانهم في الدول الأخرى ؟ ما مدى رضاء الشباب السعودي عن حياتهم ؟ ما هي أهم احتياجاتهم ؟ أصبحت هذه الأسئلة ذات أهمية متزايدة لحكومة المملكة وقادة الأعمال وهم يتابعون مبادرات لتحسين حياة الشباب في المملكة ضمن رؤية 2030 .
مخاوف هؤلاء الشباب تستحق الاهتمام العاجل ، ويمثل المواطنون السعوديون البالغ عددهم 13 مليون شخص دون سن الثلاثين ما يقرب من ثلثي السكان ، ويشكل قطاع الشباب الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا ما يقرب من نصف السكان ، وفي البلدان المتقدمة النمو ، تزيد هذه المجموعة قليلاً عن ثلث السكان .
عواقب وجود شريحة كبيرة من الشباب واضحة بالفعل ومن المحتمل أن تزداد حدة ، فعلى سبيل المثال ، سيدخل حوالي 1.9 مليون مواطن القوى العاملة على مدى السنوات العشر القادمة ، مما سيزيد من حجم القوى العاملة الحالية بأكثر من الثلث ، ولاستيعاب هذا التدفق للعمال الجدد ، ستحتاج البلاد إلى توفير المزيد من فرص العمل في كل من القطاعين العام والخاص ، وكذلك تقليل اعتمادها على ايجابيات وسلبيات العمالة الاجنبية ، ومع انتقال ” انتفاضة الشباب ” خلال دورة الحياة ، سيتكثف الضغط لتحسين نظام التعليم ، وخلق فرص عمل بأجر جيد ، وتوفير مساكن بأسعار معقولة ، وتقديم خدمات اجتماعية فعالة .
المشاكل التي تواجه الشباب في المجتمع السعودي
- انخفاض المشاركة ؛ تواجه البلاد نسبة مشاركة منخفضة نسبياً في القوى العاملة تبلغ 53.6 في المائة وفقًا لتقرير سوق العمل في المملكة العربية السعودية ، وقد يعزى ذلك إلى بعد المواطنين من الحرف اليدوية في السعودية ومناطق انتشارها .
- نقص المهارات الفنية لدى البعض ؛ حسب النشاط الاقتصادي ،فإن 22.8 ٪ من غير السعوديين يعملون في صناعة البناء والتشييد ، وهذا الافتقار إلى المهارات التقنية بين المواطنين السعوديين وعدم الرغبة في الحصول على وظائف كثيفة العمالة في القطاع الخاص يخلق طلباً متقلباً على العمال المهاجرين .
- تفاوت الأجور بين القوى العاملة المحلية والأجنبية ؛ هناك فرق واضح في الحد الأدنى للأجور المدفوعة للمواطنين في القطاع الخاص مقارنة بالعمال المهاجرين على أساس تعاقدي ؛ الفجوة التي استفاد منها عمالقة الصناعة في المملكة ، وتنطبق قوانين العمل في المملكة العربية السعودية على جميع الموظفين باستثناء الوافدين إلى المملكة على تأشيرات العمل ، وعمال العقود المؤقتة ، وخدم المنازل .
مشاكل يعاني منها الشباب في العالم
في دراسة حديثة ونوعية عن المشاكل العالمية وخاصةً مشاكل الشباب السعودي ، طلبت مجموعة بوسطن الاستشارية إجابات من الشباب السعودي ، فوجدوا أن شباب المملكة يعيشون حياة مختلفة ، ومع ذلك ، تساعد قصة رجل يبلغ من العمر 24 عامًا في توضيح محنة هذه المجموعة العمرية : هذا الشاب ، عاطل عن العمل وعازب ، يعيش مع أسرته في جدة ، وهو يقضي أيامه في النوم ، ويتحدث مع الأصدقاء عبر الإنترنت ، ويلعب أو يشاهد مباريات كرة القدم ، ويقول إنه يفتقر إلى الصلات التي قد تساعده في الحصول على وظيفة ، مستشهدًا بانتشار المحسوبية في التوظيف ، هو يريد أن يجد وظيفة ، وأن يتزوج ، وأن يشتري منزلاً وسيارة ، لكنه لا يعرف كيفية تحقيق ذلك .
اهم المشكلات الاجتماعية المعاصرة
مع وجود البطالة بين الشباب السعودي بالمملكة ، وعزوف معظم الشباب عن الحرف الصناعية أو اليدوية ، فإن الحياة بالنسبة لهم وتحقيق أبسط الأحلام كالحصول على منزل والتزوج يكون صعبًا جدًا لهم .
كيف تواجه المملكة ذلك
يعد برنامج الخصخصة الواسع في المملكة ذا أهمية كبيرة بالنسبة لعواقبه الاجتماعية بقدر ما هو مهم بالنسبة للثروات المعروضة لمصرفيي الاستثمار ، والملكية المطلقة ذات القطاع العام المتضخم وغير الفعال ، والرواتب الحكومية الضخمة ، ومقاومة التغيير ، لن تكون هدفًا سهلاً على الإطلاق على الحكومة السعودية .
أضف إلى ذلك عقلية الاستحقاق بين العديد من الشباب السعودي والإنتاجية المتدنية ، ويبدو أن التحديات لا يمكن التغلب عليها ، ومن الأمور الأساسية لخطة الأمير الشاب فتح الثروة وإعطاء مواطنيها قبولاً كاملاً ، كما المحليات ، فقد ألقى أيضا في الإصلاحات الثقافية ، مثل فتح دور السينما ، وتشجيع الحفلات الموسيقية وغيرها من التحسينات في الحياة الاجتماعية التي يتوق الكثير من السعوديين .