حالات وجوب وجواز تقديم الخبر

الجملة في اللغة العربية هي إما جملة فعلية أو جملة اسمية ، وللتمييز بينهما نجد أن الجملة التي تبدأ بفعل هي الجملة الفعلية ، أما الجملة التي تبدأ باسم فهي الجملة الاسمية ، والاسم الذي تبدأ به الجملة الاسمية يسمى مبتدأ ، والمبتدأ يلزمه خبر دائما يخبر عن هذا المبتدأ ، وفي معظم حالات الجملة الاسمية يتقدم المبتدأ على الخبر وهذا هو الأصل في الجملة الاسمية ، ولكن هناك حالات أخرى يتقدم فيها الخبر على المبتدأ أي يأتي الخبر قبل المبتدأ في الجملة ، وفي هذه الحالات يكون تقديم الخبر على المبتدأ إما واجبا أو جائزا .
ما هو الخبر
خبر الجملة الاسمية هو جزء مكمل يعطي الفائدة في هذه الجملة ، ويكمل معنى الجملة ، فبدونه لا يكتمل المعنى ويصبح ناقصا ، وكل من مبتدأ الجملة وخبرها يأتي مرفوعا بالضم أو غير ذلك من علامات الرفع ، وهناك صور وأشكال للخبر فهو يأتي خبرا مفردا في بعض الجمل ، وهو ما يكون ليس جملة أو شبه حملة ، كما يكون الخبر أحيانا عبارة عن جملة ، وهذه الجملة تكون إما جملة فعلية أو اسمية ، وتعرب بأنها جملة في محل رفع خبر ، كما قد يكون الخبر شبه جملة وهي إما شبه جملة مكونة من جار ومجرور ، أو شبه جملة ظرفية مكونة من أحد أنواع الظرف ، كظرف مكان أو ظرف زمان .
حالات تقديم الخبر على المبتدأ
لحالات تقديم الخبر عن المبتدأ نوعان ، حيث يكون تقديم الخبر إما واجبا ولازما في بعض الحالات ، وإما جائزا في حالات أخرى ، وفيما يلي شرح لكل منهما مع أمثلة للتوضيح :
حالات وجوب تقديم الخبر
هناك حالات مختلفة لوجوب تقديم الخبر على المبتدأ ، وهي كما يلي :
الحالة الأولى : هي عندما يكون المبتدأ نكرة ويكون خبرها إما جملة أو شبه جملة ، فعندها يلزم تقديم الخبر على المبتدأ ، مثالا على ذلك ، أمام البيت طفل ، في البيت مجهول ، حيث أن في هذه الجمل المبتدأ ( طفل ومجهول ) نكرة غير محددة .
الحالة الثانية : عندما يتصل المبتدأ بأحد الضمائر ويكون الضمير عائدا على جزء من الخبر ، مثل في البيت مالكه ، فالهاء ضمير يعود على البيت كما أن الهاء جزء من الخبر .
الحالة الثالثة : هي الحالة التي يكون فيها للخبر حق للتقدم والصدارة عن المبتدأ ، كما في أسماء الاستفهام ، مثل : أين المؤتمر ؟ ، حيث تعرب أين اسم استفهام مبني في محل رفع خبر مقدم ، أما المؤتمر فتعرب مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره ، وأيضا في حالة الخبر المضاف إلى اسم استفهام ، مثل : صديق من أحمد ؟ .
ومن حالات وجوب تقديم الخبر أيضا أن يكون الخبر محصورا في المبتدأ ، مثل : إنما الأمانة خلق ، ومثال آخر : ليس في الصف سوى التلاميذ .
وعندما يكون الخبر هو كم الخبرية ، مثل : كم يوم حضورك ؟ ، أو إذا كان مضافا إليه مثال : معلم كم صف أنت ؟
حالات جواز تقديم الخبر
ويكون تقديم الخبر على المبتدأ جائزا في بعض الحالات الأخرى ، وهي كما يلي :
عندما يتصل بالمبتدأ ضمير عائد على بعض الخبر ، مثال : للجهاد رجالنا .
عندما يكون المبتدأ نكرة مخصصة ( إما مضافا أو موصوفا ) ، مثال : في الصف تلميذ جيد .
عندما يكون المبتدأ معرفة ويكون خبر المبتدأ شبه جملة وليس هناك التباس في معنى الكلام ، مثال : لله الأمر .
عندما تكون الجملة منفية وليست مثبتة ، ويكون المبتدأ نكرة غير مخصصة ، مثل : وما على المريض حرج .
عندما يكون المبتدأ نكرة تفيد التنويع ، مثل : للمحسن جزاء .
تقديم الخبر على المبتدأ في القرآن
فيما يلي بعض أمثلة لتقديم الخبر على المبتدأ من القرآن الكريم :
” أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ” ، تقديم الخبر ( على قلوب ) على المبتدأ .
” وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى ” ، تقديم الخبر ( ما ) على المبتدأ .
” فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً ” ، تقديم الخبر ( في قلوبهم ) على المبتدأ .
” إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ ” ، تقديم الخبر ( وليكم ) على المبتدأ .