الدولة السلجوقية

كتابة: مها حسني آخر تحديث: 10 يناير 2020 , 01:33

فرضت الدول الإسلامية نفسها بشراسة تاريخية وحضارية وسط الدول منذ عهد رسول الله ـ صل الله عليه وسلم ـ انطلاقًا من دولة الخلافة الراشدة والتي توسعت لتشمل بلاد فارس وشمال الشام ، مرورا بالدولة الأموية التي وصلت للأطلسي ثم الدولة العباسية والتي توسعت إلى بلاد ما وراء النهر ، كذلك بدأت بالظهور دول إسلامية مستقلة ، مثل دولة المماليك الذين حكموا مصر ودولة الأيوبيين والدولة الغزنوية والسلجوقية ، وفي هذا التقرير سنتعرف على الدولة السلجوقية .

الدولة السلجوقية

تم تأسيس الدولة السلجوقية على يد عائلة حاكمة عسكرية ، كانت تحكم قبائل الغز التركية ، وسلجوق هي نسبة لاسم جدهم الأكبر ” سلجوق بن دقاق ” .

وسط أسيا هو الموطن الأصلي للسلجوقيين ، استوطنوا في منطقة تسمى ” استبس القرغيز ” ثم هاجروا نحو الشرق ، واعتنقوا الإسلام وحاربوا الوثنيين في منطقتهم ، ثم دخلوا حربًا ضد الغزنويين وانتصروا عليهم وبدأوا يتوسعون نحو الغرب ، فحاربوا البوهيون واستولوا على مناطق الشام والأناضول والحجاز ، وواجهوا الصليبيين والبيزنطيين في معارك ملحمية ، قبل الانقسام في صفوف العائلة السلجوقية الحاكمة والذي قسمهم إلى سلاجقة الروم وسلاجقة خراسان والعراق والشام ، وكذا بدأت الدولة تفقد قوتها رويدًا رويدًا كنتيجة لكل انقسام في الصف .

تنحدر أصول السلجوقيين إلى قبيلة ” قلق ” التركمانية وهي جزءً من قبائل الغز التركية ، وهم ثلاثة وعشرون قبيلة ، وكات هذه القبائل تمتد من هضبة منغوليا وشمال الصين شرقًا مرورا ببحر قزوين غربا إلى سهول سيبيريا شمالا وصولً لشبه القارة الهندية وبلاد فارس في الجنوب ، وفيما بعد اشتهروا هذه القبائل بـ” الأتراك “

وأنشأت الدولة السلجوقية الكثير من المدارس الإسلامية والمساجد الكبرى ومنها جامع أصفهان ، وفيما بعد اتخذ السلاجقة من اللغة الفارسية بديل اللغة العربية .

قونية عاصمة الدولة السلجوقية

تقع مدينة قونية جنوب غرب تركيا ، وهي من المدن التاريخية التي تعج بالآثار المعمارية الرائعة من وقت اتخذتها الدولة السلجوقية عاصمة لها ، اكتسبت أهمية تاريخية كبيرة وكانت من أهم مدن الأناضول على الإطلاق .

وفيها من المعالم السياحية ما يجعلها مزارًا يجذب الكثير من الزوار ، فهي تحتوي على قصر سرايا الذي أنشئ بأمر من أشهر سلاطين الدولة السلجوقية علاء الدين كيقباد ، وتقدم فيها رقصات المولوية الشهيرة بلباسها المعهود للطريقة الصوفية ، ويوجد بها أيضًا النصب التذكاري فاصللار والذي يعد ضمن أكبر الأنصبة التذكارية عالميًا ، كما تحتوي مدينة قونية على متحف مولانا ، والعديد من البحيرات .

الدولة السلجوقية علاء الدين

السلطان علاء الدين كيقٌباد الأول بن السطان كسخرو الأول ، ولد عام 1188 م ، وهو الولد الثاني لأبيه كسخرو ، حيث لديه أخ أكبر هو كيكاوس ، والذي تنازع معه على الحكم بعد وفاة أبيهم ، وحصل علاء الدين على دعم خارجي من عمه طغرل حاكم أرضوم ، ومن حاكم أفريقيا ليو الأول ، ولكن الكفة كانت تميل لكيكاوس في الداخل ، حيث حصل على دعم كل الأمراء السلاجقة ، وبالفعل حصل على الحكم وهو ما اضطر كيقباد إلى الهروب والإختباء في مدينة أنقرة ولكن تم القبض عليه ووضع في السجن حتى توفى أخيه عام 1022 م ، وأخذ مقاليد الحكم واستطاع السلطان علاء الدين خلال سنوات قليلة من الحكم أن يوسع الدولة السلجوقية  ويمتد نحو الدولة الأيوبية والمنكوجيكيون ، وكذا خضعت له شبه جزيرة القرم ، واعتبر المؤرخين أن عصر السلطان علاء الدين كيقباد هو أزهى عصر مر على الدولة السلجوقية ، والأقوى على الإطلاق .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المزيد من المواضيع في قسم التاريخ الذهاب الى الصفحة الرئيسية
زر الذهاب إلى الأعلى