من هم الروم

المقصود بالروم هم سلالة من البشر تم إطلاق اسم بني الأصفر عليهم ، وهم يتبعون نسل العيص بن النبي إسحاق بن النبي إبراهيم عليهما السلام ، ولفظ الروم هي كلمة شاملة للناس الذين توجد بينهم الكثير من الصفات المشتركة ، وتختلف الثقافات الخاصة بهم والتي ورثوها عن الآباء والأجداد عن الثقافات الفارسية والعربية ، وتتسم ملامحهم الشكلية بالبشرة البيضاء ، والعيون الملونة ، ويدينوا بالمسيحية من جميع طوائفها ، وعند قراءة كتب التّاريخ نجد أنهم من كانوا يستوطنون الإمبراطورية الرومانية الشرقية والرومانية الغربية التي تقع بإيطاليا في الوقت الحالي وكانت تًسمى برومية ، والجدير بالذكر أن هذه الإمبراطورية كانت تحتل مصر والشام ، وكان يتزعمها الإمبراطور الروماني هرقل وهذه المناطق سيطر عليها المسلمون بعد ذلك من خلال الفتوحات الإسلامية .
من هم الروم الذين ذكرا في القران
الروم في القرآن هم النصارى الذين يدينون بالديانة المسيحية بطوائفها الثلاثة المعروفة ، وكانت وكان بينهم وبين الفرس حالة من الحرب التي تنبأ القرآن في انتصار الرومان على الفرس بعد انتصار الفرس عليهم أولاً في قوله تعالى في سورة الروم :
(الم ، غلبت الروم ،في أدني الأرض ، وهم من بعد غلبهم سيغلبون، في بضع سنين ، لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون ، بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم) صدق الله العظيم .
ديانة الروم
لقد تشكلت من بعض الأعراق مثل السلاف ، والأرمن ، والجرمان ممن يدينوا بالمسيحية أو النصرانية ، وكان الروم يعادون الإسلام بدرجة كبيرة حتى تم هزيمتهم ، وتعددت الفتوحات الإسلامية في مصر والشام ، وبلاد فارس ، وانتهت بفتح القسطنطينية ، وتوجد بالقرآن سورة كاملة أُطلق عليها سورة الروم ، التي تم ذكر انتصار الروم على الفرس ، وكان المسلمون بذلك الوقت يفضلون هزيمة الفرس وانتصار الروم ؛ لأنهم من أهل الكتاب والفرس كانوا من الكفار الذين كان سيفرح لانتصارهم الكفار في مكة ، وقد ذكر الرسول الكريم أن المسلمون سيقاتلون الروم وينتصرون عليهم أخيراً وهذا ما حدث بالفعل .
اين غلبت الروم
عند تدبر الآية القرآنية وهي (غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون) نعلم المكان الذي انهزم فيه الروم ، وذلك من خلال تفسير كلمة أدنى ومعناها الأقرب للأرض ، والمقصود لديار المسلمين من ناحية أرض فارس ، كذلك فهذه الأرض أقرب للجزيرة العربية فيما يخص المسافة الجغرافية ، ولكن يوجد معنى آخر لكلمة أدنى في اللغة العربية ، فهي تحتمل معنى القرب والانخفاض في العمق ، وهو ما كان من الصعب إدراكه فتم الاكتفاء بالمفهوم الجغرافي دون النظر للمفهوم الجيولوجي وهو الخاص بالعمق ، فلو فسرناها من حيث المسافة تكون بلاد الشام ، ولكنها الأقرب لبلاد فارس وليس للجزيرة العربية التي تحتاج لشهرين أو 3 أشهر للوصول إليها من الجزيرة العربية ، ولذلك فأن المفهوم الجيولوجي هو الأنسب ، والدليل يعود للآية الكريمة التي تم ذكر أن معركة الروم مع الفرس كانت في أدنى الأرض وهو أدنى منخفض من المنخفضات على سطح الكرة الأرضية ، وهو وادي البحر الميت الذي ينخفض عن سطح البحر بما يعادل أربعمائة متر ، وهذا من قبيل الإعجاز العلمي للقرآن الذي تنبأ بالظرف الزماني والمكاني للحرب بين الروم والفرس .
وكذلك فأن كلمة أدنى جاءت للتفضيل على الإطلاق أي أكثر مكان منخفض بطريقة مطلقة على الأرض بكاملها ، وهي الأكثر في الدنو من كل المنخفضات المشابهة مثل منخفض الصين المعروف باسم تروفان ، والذي عرفنا من خلال علم الجيولوجيا الحديث وجود فرق شاسع في العمق بينه وبين منخفض البحر الميت ، فيصل عمق هذا المنخفض عن سطح البحر بحوالي مائة وأربع وخمسون متر فقط ، ويكون الفرق بينه وبين منخفض البحر الميت في العمق حوالي مائتان وخمسون متر وهو فرق شاسع جداً .
من هم الروم حاليا
المقصود بالروم هم اللذين كانوا تابعون للدولة البيزنطية وكانوا يتخذون من القسطنطينية عاصمة لهم ، وكانت توجد دولة الروم الغربية التي مكانها الحالي هو دولة إيطاليا ، إذن فالروم الحاليين هم في إيطاليا و الفاتيكان التي تتجمع بها كافة الطوائف النصرانية ، وهي الكاثوليكية والبروتستانتية والأرثوذكسية ، أما الروم السابقين فانتهوا بالفتح الإسلامي للقسطنطينية أيام الدولة العثمانية والتي قام بفتحها السلطان محمد الفاتح ، وهو ما تنبأ به النبي محمد عليه الصلاة والسلام حينما قال أن المسلمون سوف يهزمون الروم وهو إعجاز في السنة النبوية الشريفة .