الدولة الغزنوية

إن الأسرة الغرنويون هي سلالة إسلامية من أصول عرقية تركية وخلال فترة ذروتها كانت تحكم في الدولة الإيرانية الشرقية وبعض الأماكن في الغرب ، وأراضيها كانت تشمل المساحة من شرق أفغانستان وبلوشستان وشمال غرب الهند ، ولقد كانت متمركزة في غزنة ، وهي مدينة في أفغانستان حاليًا ، وسوف نعرض لكم في هذا المقال معلومات مهمة عن الدولة الغزنوية .
مؤسس الدولة الغزنوية
إن مؤسس الدولة الغرنوية هو محمود بن سبكتكين الغزنوي ، والذي كان ملتزم بجميع تعاليم الإسلام ولديه القوة والعزيمة وكان له تأثير واضح على بث الشجاعة بين جيوشه وجعلهم يتبعون السنة النبوية ، وهذه الأمور ساعدت في أن يحقق الكثير من النجاحات ، كما أنه كان رمزًا للوفاء والأمانة وترك أثر بالغ في النفوس ، فلقد كان عادلًا وقام بالكثير من الفتوحات التي تمكن من خلالها أن يوسع دولته .
وقد حرص على أن يدعو للخليفة العباسي القادر بالله دائمًا على المنابر ، ولقد حاول الفاطميين الشيعة في مصر ضمه إليهم من خلال إرسال الكتب والهدايا الثمينة إليه فكان يتلفها من خلال حرق الكتب والهدايا ، حيث أنه كان ذا مذهب سني حنفي ، وكان يحب أن يجالس أهل العلم والعلماء ، حتى يستفيد منهم مما جعله يمتلك العلم والإيمان والشجاعة وغيرها من الصفات الحميدة ، التي كانت سبب في أن يترك خلفه أثرًا واضحًا .
تاريخ الدولة الدولة الغزنوية
لقد تم إطلاق هذا الاسم على الدولة نسبة إلى مدينة غزنة التي كانت عاصمة الدولة ، ويعود الفضل في تأسيسها إلى سبكتكين وهو قائد مسلم ، وحدث ذلك عندما جعله السامانيين يتولى هذه المنطقة فقام بتوسيعها ، ولقد حصل على إقليم خراسان في الجانب الشرقي ، من ثم ذهب إلى الهند ، وذلك بناء على طلب جاء إليه من السامانيين للقضاء على الحركات الخارجية التي أغارت عليهم من خراسان ، وتمكن هو وأبنه محمود القضاء عليهم ، والنتيجة كانت أنهم تمكنوا من إعادة مدينة نيسابور إليهم ، ولقد ولى أبنه عليها وعلى جيوش خراسان ولقد لقب أبنه بسيف الدولة .
وقد قام سبكتكين بشن الحروب على الأقاليم الهندية التي كانت مقسمة إلى العديد من الإمارات بسبب مساحتها الواسعة ، وعلى كل واحد من هذه الأقاليم كان يوجد ملك ، وأكبر ملوكهم كان يدعى جيبال وقد كان من أكثر الملوك حقدًا وشرًا ، ولقد قام سبكتكين بعمل العديد من الاشتباكات مع جيبال وهزمه في النهاية وكان ذلك في 369هـ ، وتمكن سبكتكين من جعل جيبال يطلب الصلح ويقدم له بعض البلاد هذا بجانب الفدية المالية وما يصل إلى خمسين فيلًا ، فقام سبكتكين بإرسال بعض الجنود مع جيبال حتى يتسلموا الفدية ولكن جيبال غدر بهم وقبض عليهم وجعلهم رهائن لديه ، هذا الأمر سبب الإزعاج إلى سبكتكين الذي ذهب إلى الهند مع جيوشه وهو في قمة غضبة بسبب الغدر وقام بتخريب كل شيء بها وقصد فتح أهم القلاع لديهم وهي قلعة لمغان ، كما أنه حرص على هدم كل شيء له علاقة بالأصنام واستبدالها بشعائر المسلمين .
لكن جيبال لما يكتفي بما قام به من غدر فبعد أن عاد سبكتكين إلى غزنة قام جيبال بإحضار جيش وذهب خلفه حتى يحاربه ، ولكن سبكتكين هزمه هزيمة ساحقة وأخذ من جيشه الكثير من الأسرى بالإضافة إلى الكثير من الغنائم ، وكانت هذه الواقعة سبب في عدم رفع راية لهم من جديد ، كما أنها زادت من نفوذ سبكتكين والتي كانت سبب في أن يطيعه الأفغان ، وبعد أن توفى أصبح ابنه إسماعيل هو الوالي بعده ، ولكن هذا الأمر لم يرضى أخيه محمود مما كان سبب في الكثير من الصراعات بينهم أدى في النهاية إلى انتزاع الإمارة من أخيه .
سقوط الدولة الغزنوية
من أهم الأسباب التي أدت إلى سقوط الدولة الغزنوية هي هزيمة مسعود ابن محمود في معركة داندانقان ، وكانت هذه الهزيمة سبب في أن يخسر أراضيه في كلًا من آسيا وإيران ، كما أن الأمر كان سبب في الكثير من الاضطرابات في البلاد .
أما المشكلة الأكبر بعد أن توفى مسعود الثالث وحدث الكثير من الصراعات بين أبنائه إلى أن أصبح السلطان برهام شاه آخر الملوك في غرنوية حتى عام 1040 م عندما تمكن السلاجقة من الاستيلاء على مختلف الحقول الفارسية .