محمد مارمادوك بكتال

محمد مارمادوك بكتال ولد عام 1875 في العاصمة لندن ، والدته هي ماري أوبراين ، ووالده هو القس تشارلز غرايسون بكتال ، وعلى الرغم من كونه مسيحيًا ووالده قس وأن نسبة يعود إلى الملك وليام الفاتح ، إلا أنه اعتنق الدين الإسلامي ، وأصبح واحدًا من أشهر مترجمي القرآن والنصوص الإسلامية ، وتحديدًا خلال الفترة التي شهدت توتر في العلاقات بين الدولة العثمانية وبريطانيا .
من هو محمد مارمادوك بكتال
لم يكن محمد مارمادوك بكتال مجرد مترجم كبير فقط ، بل كان كاتب وروائي عظيم ، ونشر له ما يقرب من 9 روايات في مصر وسوريا وفلسطين وتركيا ، بالإضافة إلى 6 روايات أخرى في إنجلترا .
عمل بكتال إمامًا للجالية المسلمة في لندن ، وترأس تحرير مجلة الثقافة الإسلامية ، وهي أحد المجلات التي كانت تنشر بتوجيه من نظام حيدر آباد ، وقيل عنه أنه ” الروائي الإنجليزي المعاصر الوحيد الذي يفهم الشرق الأقصى ” .
تميزت رواياته بأنها تتناول الأحداث بمنظور مختلف ، حيث تناول من خلالها خطورة الاستعمار ، وحقيقة الصراع بين بريطانيا والدول الإسلامية في بداية القرن العشرين .
ولد بكتال بكامبريدج تيراس، بلندن ، وعاش مع العديد من الإخوة والأخوات الأشقاء وغير الأشقاء ، وقضى سنوات حياته الأولى في الريف ، كما عانى من مرض الإصابة بمرض الحصبة والتهاب الشعب الهوائية خلال فترة طفولته ، بعد وفاة والده عام 1881 م انتقلت أسرته إلى لندن .
انتقل بكتال إلى مصر ، وتحديدًا إلى محافظة القاهرة ، وأخذ يتجول كثيرًا بها ، ثم تعلم اللغة العربية ، ثم سافر إلى فلسطين بعد إتقانه اللغة العربية ، ورغب في اعتناق الإسلام ولكن قوبل ذلك بالرفض من عائلته في البداية ، واستدعته والدته إلى المنزل عند وصوله إلى عمر الـ 20 عامًا .
تزوج بكتال ثم سافر إلى سويسرا ، وهناك نشر القصة الأولى له عام 1898 وتحمل عنوان ” كلمة رجل إنجليزي ” ، ثم سكن وزوجته في كوخ صغير لكي يطلق العنان لكتاباته .
وفي عام 1900 ، عكف بكتال على نشر الرواية الأولى له ، والتي حملت اسم ” All Fools ” ، ثم نشرت له رواية أخرى عقب مرور عامين فقط ، وتوالى نشر الروايات كل عام ، ولم يمر إلى 10 سنوات ، وعاد بكتال مرة أخرى في عام 1907 إلى القاهرة ولكن هذه المرة كان ضيف مسؤول بريطاني .
ترجمة محمد مارمادوك بكتال للقرآن
بمرور الوقت ، أصبح مارمادوك بكتال من أقوى المؤيدين للإسلام وتعاليمه ، وفي عام 1917 أعلن اعتناقه الإسلام ، وأخذ من ” محمد ” اسمًا له ، وانتمى إلى الجالية البريطانية المسلمة .
وفي عام 1919 ، عمل بكتال في المكتب الإعلامي الإسلامي ، وبعد مرور عام واحد فقط ، غادر إلى بلاد الهند ليعمل كمحرر في مجلة ” بومباي كرونيكل ” ، وبعد مرور 7 سنوات تولى رئاسة تحرير مجلة الثقافة الإسلامية .
وفي عام 1930 كان بكتال قد انتهى من ترجمة معاني القرآن الكريم ، وجمعها في كتاب شامل تم نشره وترجمته إلى العديد من اللغات وقد أكد بكتال على أن تلك الترجمة هي مجرد ترجمة لمعاني القرآن الكريم لأن كلمات المولى عز وجل يستحيل على بشر ترجمتها ، ثم في عام 1935 سافر إلى إنجلترا وهناك عاش سنة واحدة فقط ، ثم توفى تاركًا حلفه العديد من الإسهامات الإسلامية ولقب بـ ” خادم الإسلام ” .
ودفن محمد مارمادوك بكتال في المقابر الإسلامية الموجودة بإنجلترا ، ومازال حتى الآن يحظى بتقدير واحترام المسلمين جميعًا ، لما سطره من كتب إسلامية وبخاصة ترجمة معاني القرآن الكريم بطريقة احترافية ، وهي من أفضل الترجمات لمعاني القران التي مازالت مستخدمة حتى اليوم .