بينيتو موسوليني

كتابة: أ.ابتسام مهران آخر تحديث: 30 أغسطس 2019 , 14:06

بينيتو موسوليني من الشخصيات الهامة بل المحورية في التأسيس للفاشية ، وكان حليف رئيسي لهتلر فيما يخص النزعة الفاشية ، فقد تقلد موسوليني رئاسة الوزراء بإيطاليا لمدة وصلت حوالي 21 عام حتى عام 1943م ، عندما تم إقالته من رئاسة الوزراء ، حيث شغل بعدها رئاسة جمهورية بإيطاليا لفترة حتى تم إعدامه في عام 1945 م عن طريق بعض المحاربين الإيطاليين .

من هو بينيتو موسوليني

وقد ولد بينيتو موسوليني في قرية بريدابيو ، بالتاسع والعشرون من يوليو بعام 1883 م ، حيث تعتبر قرية بريدابيو من القرى الصغيرة التي تقع بشمال إيطاليا ، وكان والده يدعى اليساندرو ، وكان يشتغل بالحدادة ويُذكر أنه كان من الاشتراكيين الذي كان يهاجم الدين ، ووالدته كانت مدرسة بإحدى المدارس الكاثوليكية ، وكان منذ طفولته متمردًا لا يستمع لكلام أحد وكان يغضب بسرعة متناهية ويتم طرده من المدرسة بسبب استخدامه للهراوة مع زملائه من الطلبة ، ولكنه استطاع الحصول على شهادة علمية وتم تعيينه مدرس لفترة من الوقت .

يُعتبر موسوليني من المروجين الرئيسين للاشتراكية ، حيث نمى من مهاراته في مجال الخطابة فكان يثق بنفسه لدرجة كبيرة ، ولكنه كان يغالط في بعض الحقائق ، ولكن كانت خطبه تلقى الاهتمام وبصفة خاصة من الاشتراكيين أمثاله مما أدى لتوليه منصب محرر لجريدة إيطالية اشتراكية .

موسوليني  خلال الحرب العالمية الاولى

بدأت الحرب العالمية الأولى في العام  1915 م عندما أعلنت ألمانيا بداية الحرب على دولة النمسا وأعلنت إيطاليا الحرب على النمسا ، كما انضمت بشكل رسمي للمشاركة في الحرب العالمية الأولى ، وخلال هذه الفترة بدأ موسوليني الخدمة في مدينة ميلان ، وكان أثناء تأدية خدمته تم تجريب سلاح حربي جديد ولكنه انفجر مُسبباً أضراراً بالغة بموسوليني ولكنه شفي منها سريعاً .

بعد انتهاء الحرب العالمية الأولي صار موسوليني من المعاديين لمبدأ الاشتراكية ، وبدأ دعوتها لإنشاء حكومة مركزية في إيطاليا يكون رئيس هذه الحكومة من الديكتاتورين ، وكان هذا شأن الكثيرين ممن رأوا مهازل الحرب والفوضى التي خلفتها والرغبة في عودة إيطاليا لقوتها السابقة .

وقد كانت فترة حكم موسوليني مليئة بالأحداث حيث بدأ مع حليفة هتلر أكبر حرب في تاريخ البشرية ، وهي الحرب العالمية الثانية التي راح ضحيتها ملايين البشر ، وانتهت بهزيمة قوات المحور ومن بينها ألمانيا وإيطاليا ، وسقوط الحزبين النازي في ألمانيا والفاشي في إيطاليا .

وبعد ذلك اتجهت ايطاليا لمؤازرة الفكر الشيوعي بعد إنهاء الفاشية التي أسس لها موسوليني وحليفه النازي هتلر ، وقد استمرت التيارات الشيوعية في التأثير على المجتمع الغربي حتى الوقت الحالي ، وتكاد تنتشر في أنحاء القارة الأوروبية وكأنها عادت على النحو السابق .

اعدام بينيتو موسوليني

كان ذلك عقب الحرب العالمية الثانية وهزيمة ايطاليا والمانيا في الحرب هزيمة كبيرة ، فبدأ التخلص من التيارات الفاشية التي كان موسوليني يمثلها ، فقد حاول الهروب مع عشيقته التي كانت تدعى كلارا ولكن تم توقيف السيارة التي كانا يستقلانها بصورة مفاجئة ، وتم طلب الترجل منها وتم أخذ البندقية التي كان يحملها وتم التحفظ عليهما وذلك بتعليمات من الشعب الإيطالي .

وبذلك تم اعتقال موسوليني مع صديقته في السادس والعشرون من أبريل بالعام 1945 م أثناء محاولاتهما الهرب لسويسرا في منطقة كومو التي تقع بشمال إيطاليا ، وتم القبض أيضا على كل من يتعاون مع موسوليني والحكم بإعدامهم بطريقة مهينة من خلال تعليقهم من أرجلهم في مدينة ميلانو ، وكانت تستخدم طريقة التعليق من الأرجل قديماً في روما عند الحكم على الخونة والتي ما لبثت أن طُبقت على موسوليني وأعوانه .

موسوليني وعمر المختار

كان هناك علاقة غير مباشرة بين موسوليني وعمر المختار ، ولكن تربط بينهم نفس الفترة التي كانت فيها إيطاليا تحتل إيطاليا وتُطبق الحكم الفاشي الذي تزعمه موسوليني ، وعانى منه الشعب الليبي ورفضه عمر المختار وقاومه حتى النهاية .

فقد تم قتل نحو مائتان ألف من الشعب الليبي خلال 3 سنوات من مقاومة الاحتلال الإيطالي بهدف التأسيس لاستعمارها ، ولكن تم القبض أخيرًا على الشيخ عمر المختار زعيم المقاومة الليبية ، وتم عقد محكمة هزلية للحكم عليه والتي حكمت عليه بالإعدام وهو في سن كبيرة ما يقارب خمس وسبعون عاماً للتخلص من مقاومته للاحتلال وذلك بعام 1931 م في مدينة بنغازي .

والذي يدعو للدهشة أنه تم تنفيذ حكم الإعدام أيضاً في موسوليني بعد إعدام عمر المختار بنحو 14 عام ، ولكن مع الفارق الكبير فلا مجال للمقارنة بين الشيخ عمر المختار المجاهد الكبير الذي عاش حياته للنضال من أجل وطنه وبين موسوليني القاتل الذي كان يطمح في السيطرة على بلاد وثروات الشعوب ، فقد تم إعدامه معلقًا من رجليه وتم التمثيل بجثته ، ولكن عمر المختار كان رافعًا رأسه لآخر لحظة في حياته ولم يكن يهاب الموت ، فحين صعد ليتم شنقه كان وجهه منيرًا ، وكان مستعداً للقاء ربه متمتماً ببعض الآيات القرآنية  فكان كالأسد حتى في مماته  وبقى حياً في قلوب الجميع .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المزيد من المواضيع في قسم شخصيات سياسية الذهاب الى الصفحة الرئيسية
زر الذهاب إلى الأعلى