الاستمطار الصناعي

العديد من البلدان تعاني من الآثار السلبية لقلة تساقط الأمطار على أراضيها ، وخاصًة البلدان التي يعتمد نشاطها الاقتصادي على الزراعة بشكل كبير ، لذلك تسعى هذه الدول إلى إيجاد حلول بديلة للحد من الجفاف والمساهمة في تساقط الأمطار ، لذا بيعد الحل الأنسب هو تقنية تلقيح السحب أو الاستمطار الصناعي .
طرق الاستمطار الصناعي
عند سقوط الأمطار بشكل طبيعي ، بفعل تبخر الماء وتكثفها وتحولها من الحالة الغازية إلى الحالة المائية ، وفي حالة عدم اكتمال هذه العملية ، تلجأ الدول إلى الاستمطار الصناعي على بعض المناطق الجغرافية المحددة بهدف تحفيز السحب وتسريع سقوط الأمطار ، وللاستمطار الصناعي عدد من الطرق ، ولكن الطريقة الأكثر استخدامًا هي :
- حقن السحب الركامية ببعض المركبات مثل يوديد الفضة وأملاح أخرى ، حتى تزيد الكثافة لدى السحب ، وتحول قطرات الماء الموجودة بداخلها ، إلى قطرات ثلجية ثقيلة ، ومع ارتفاع درجات الحرارة ، يتحول الثلج إلى أمطار قبل نزوله على الأرض .
- تلقيح السحب بيتم إما عن طريق الأرض أو خلال الجو ، وفي حالة التلقيح الجوي يتم استخدام الطائرات أو الصواريخ ، وفي حالة الحقن الأرضي بيتم استخدام مضادات للطائرات ، وبيتم استخدام قذائف محملة بملح الفضة .
- يمكن استخدام مولدات أرضية ، من أجل توليد كمية من بخار الماء مشبع بملح الفضة .
- على الرغم من نجاح الاستمطار الصناعي في حل مشكلة سقوط الأمطار ، إلا أن المواد الكميائية مثل غاز الكيمتريل ، والمستخدمة في عملية تلقيح السحب تؤثر تأثير سلبي على البيئة وصحة الإنسان وكذلك الحيوانات .
عملية الاستمطار
حوالي أربعين دولة حول العالم ، بدأت في استخدام عملية الاستمطار الصناعي ، وفي السنوات الأخيرة ، بدأت بعض الدول العربية في اللجوء لهذه التقنية ومنها دولة الإمارات العربية المتحدة ، والمملكة العربية السعودية ، وعمان والأردن والمغرب .
الاستمطار الصناعي هو ببساطة وسيلة لتشجيع السحب بشكل مصطنع لإنتاج المطر ، وتحتاجه المملكة بشدة ، فالمملكة العربية السعودية دولة صحراوية ، وتعد واحدة من أكثر دول العالم جفافًا بسبب هطول أمطار قليلة للغاية .
استمطار الغيوم
تعتمد المملكة العربية السعودية ، التي تتلقى ما يقرب من 100 ملليمتر من الأمطار سنويًا ، بشكل رئيسي على المياه المحلاة ، وهي أكبر منتج للمياه المحلاة في العالم ، لذا تلجأ المملكة للاستطار الصناعي لمعالجة مشاكل المياه في مناطق مختلفة من المملكة الصحراوية ، وتم استخدام تقنية حقن السحب في عدد من أجزاء المملكة ، مثل منطقة عسير الجنوبية .
نجحت المملكة في تجربة الاستمطار الصناعي على منطقة عسير ، حيث أنها منطقة زراعية وبتعد المنطقة الوحيدة التي تتلقى الأمطار طوال العام ، ويتم هذا المشروع بالتعاون مع عدد كبير من الخبراء والمتخصصين من الجامعات السعودية .
السحب الصناعية
فالكثير قد يعتقدون أن الاستمطار يولد أمطارًا ، ولكن هذا غير صحيح ، فالاستمطار الصناعي هي عملية تعمل على زيادة الأمطار كمًا ونوعًا ، ويمكن أن تتم هذه العملية بطريقتين من خلال أجهزة مثبتة في الأرض ، والثانية عن طريق الطائرات ، وهي الأكثر شيوعًا .
يتم إطلاق طائرات مؤهلة لهذا الغرض ، وقادرة على العمل في الظروف الجوية السيئة ، وتستطيع الوصول إلى ارتفاع يصل إلى 25 ألف قدم ، وقد يختلط الأمر على البعض بترديد كلمة سحب صناعية ، فهي ليست عملية خلق للسحب ، وإنما هي آلية اخترعت لتحفيز السحاب الموجود بالفعل في تجمعات غيوم على إنتاج المطر بطرق مختلفة .
الاستمطار في مكة
ولقد أصدر الملك سلمان حفظه الله الوامر بالموافقة على تطبيق برنامج الاستمطار الصناعي داخل المملكة ، حيث يتم تزويد الطائرات بمشاعل خاصة محملة بلورات ملح وتطلق في السحب ذات الغيوم ، وهذه الطائرات يتم توجيها من قبل مراكز الأرصاد الجوية .
بعد ذلك ، تمتص السحب بلورات الملح ، وتجتذب جزيئات صغيرة من الماء وتصبح أثقل ثم تسقط كمطر بسبب ارتفاع درجات الحرارة ، وبالفعل تُساهم عملية تلقيح السحب في التخفيف من انعكاسات قلة سقوط الأمطار وخاصةً في الدول التي تعاني الجفاف ، ولقد بدأت المملكة تجربتها الأولى على المنطقة الوسطى في عام 2006 .