تلخيص رواية رجال في الشمس

رواية رجال في الشمس هي للأديب الفلسطيني المعروف غسان كنفاني صادرة عام 1963م ، وهي واحدة من أفضل روايته وأكثرها شهرة على الإطلاق لذا فقد تحولت لفيلم عام 1972م لكن باسم مختلف وهو ” المخدوعون ” ، وفيما يلي نقدم لكم ملخص عن أحداث هذه الرواية وشخصياتها فتابعونا .
رواية رجال في الشمس
- من خلال هذا الرواية يرمز الأديب غسان كنفاني للقضية الفلسطينية والآلية التي يتعامل بها الشعب الفلسطيني معها .
- ففي كل حوار يدور بين شخصياتها تجده يرمز لما يعايشه الفلسطينيين على أرض الواقع ، ومحاولاتهم البائسة للتعايش معه ومجاهدتهم قدر استطاعتهم .
- وتكمن براعة الكاتب في تمكنه من عرض هذا الأمر من خلال ثلاث شخصيات ، فكل منهم يرمز لطبقة معينة وتنعكس من خلاله معتقدات وأفكار ونوعية حياة هذه الطبقة .
الاحداث في رواية رجال في الشمس
- تدور أحداث الرواية بشكل أساسي حول ثلاثة شخصيات رئيسية هي ” أبو القيس ، مروان ، سعد ” من فلسطين ، يعايشون حياة مرية للغاية عقب أحداث 1948م فتضيق عليهم الأرض وتصعب عليهم الحياة لذا يحاولون البحث عن طريقة للنجاة بعيداً عن هذا الدمار ، فيقرر الثلاثة ترك البلاد والهجرة للكويت لكن بطريقة غير شرعية لبدء حياة جديدة ومستقرة وآمنة بعيداً عن الدمار القابع في بلادهم .
تلخيص رواية رجال في الشمس
- في البداية يتعرفون على شخص محترف في التهريب لكنه كان يريد من كل منهم 15 دينار مقابل تهريبه ، ثم يتعرفون على أبو الخيزران وهي الشخصية الرابعة في الربعة في الرواية ويتفقون معهم على تهريبهم من حدود العرق للكويت ، من خلال شاحنة مخصصة لنقل المياه فكل ما عليهم فعله هو الاختباء في خزان الماء بهدوء حتى يعبر من نقطة التفتيش ومن بعدها يمكنهم الخروج منه وبدء التخطيط لحياتهم الجديدة .
- لكن الأمر لم يكن بهذه البساطة فلم يكن يعلم هؤلاء الثلاثة أن هذا الخزان سيكون مثواهم الأخير ، فحينما وصل السائق للنقطة الحدودية الفاصلة بين ماضي هؤلاء الثلاثة ومستقبلهم تمادى كثيراً في الحديث مع الجنود حتى أنه نسي أمرهم ، وهم في ذلك الخزان الضيق يجلسون بهدوء يخشون إصدار صوت واحد حتى لا ينتهي هذا الحلم بكابوس ، لكن الهواء ينفذ وأشعة الشمس تتسلط عليهم كأنه لا يوجد في الكون سواهم والسائق أسقطهم من ذاكرته .
- وحينما ينتهي حديثه أخيراً ويعبر الحدود يتفقد الخزان ليجد الرجال الثلاثة وقد فارقوا الحياة فيلقي بأجسادهم ويتابع طريقه .
التقنيات الفنية لرواية رجال في الشمس
- تمكن غسان كنفاني من خلال الرواية من لفت انتباه القراء وإثارة فضولهم لمعرفة ما سيحدث تالياً من السطر الأول وحتى آخر كملة في الرواية ، فأسلوبه الأدبي في كتابة أحداث الرواية والحبكة التي تجمع بين شخصيات وأحداث مختلفة جعلت القراء متشوق للغاية لمعرفة مصير هؤلاء الرجال .
- كذلك فالرواية تسلط الضوء على الكثير من التناقضات الاجتماعية والذهنية ، وأول تناقض تسلط الرواية الضوء عليه هو عنوان الرواية نفسه فكلمة رجال تترك في نفس القارئ انطباعاً بالقوة والشجاعة وبأنه على وشك قراءة رواية ملحمية يقود أحداثها مجموعة من الشجعان ، لكن في الواقع ما تعرضه الرواية هو ضعف وتشتت أبطالها ، أما فيما يخص الشمس فهي مصدر للنور للبهجة والتفاؤل وإذعان ببدء يوم جديد والحصول على فرصة جديدة ، أما في الرواية فليست سوى أداة تسببت بمقتل هؤلاء الرجال .
- أما عن الأسلوب الإنشائي فقد أظهر غسان براعة لغوية كبيرة ، فقد تمكن من خلال استخدام تعبيرات قوية أن يجعل القارئ شريكاً لأبطال الرواية في ما عايشوه من أحداث ، كما أنه استخدم كلماته ببراعة فائقة ووظفها بدقة شديدة كسرت الملل وجعلت القارئ متشوق لمعرفة المزيد .
- أما عن نهاية الرواية فكانت أعظم ما فيها فانتهت الرواية بموت الثلاثة بهدوء تام لم يشعر بهم العالم ولا الجنود أو لسائق ، ويبقى السؤال الأكبر الذي تركه الكاتب للقراء لماذا لم يقدم أحد منهم على الطرق على الخزان ؟ ، بالرغم من اختلافاتهم الثقافية والاجتماعية وحتى على مستوى الفكر فلم يقدم أي منهم على فعل هذا الأمر ، وهناك إسقاط بلاغي يمكن أن يلمسه كل منا في حياته فكثير ما نمر بمواقف لو أننا فقط طرقنا الخزان لربما كنا في مكان آخر اليوم .