تعبير مدرسي عن الرحمة

دعا الدين الإسلامي الحنيف إلى عدد من القيم الأخلاقية ، التي حث الناس على الالتزام بها ، وكلها تخص المعاملات فيما ما بينهم ، مثل الكرم والتسامح والتآخي وجبر الخواطر ، ومن أهم تلك القيم الرحمة ، التي كتبها الله عز وجل على نفسه وحث عباده عليها ، لأن الراحمين يرحمهم الله عز وجل ، فإذا كنت رحيما دائما ، يكن ربك سبحانه وتعالى رحيما بك .
تعريف الرحمة
تعني الرحمة التعامل مع الآخرين برأفة ولين قلب وتفاهم وتساهل ، وتشمل كذلك عدم معاقبة الآخرين والعفو عما صدر منهم من أفعال غير طيبة ، ذلك لأن الشخص الرحيم يكون قلبه نقيا صافيا ومتسامحا ، ومحبا لمن حوله وليّنا في معاملته معهم .
وأكثر صور الرحمة جمالا عندما يكون الشخص قادرا على إلحاق العقاب بغيره ، وهو في موضع قوة والذي أمامه في موقف ضعف ، ولكن الشخص صاحب الحق يكون رحيما فيعفو عن الآخر ، ويسامحه ويرحمه ، وتلك هي عظمة قيمة الرحمة ، التي تنم عن شخصية طيبة وروح سامية نقية ونفس صافية .
الرحمة في الاسلام
الإسلام دين رحمة ومحبة وتسامح ، وقد حث على الرحمة ، وخير مثال على دعوة الإسلام للرحمة هو أن بداية أي سورة من سور القرآن الكريم – ما عدا سورة التوبة – تبدأ بالبسملة التي تشمل اسمين من أسماء الله عز وجل ، وهما الرحمن والرحيم ، وقد بيّن لنا الله في القرآن الكريم أن رحمته وسعت كل شيء ، وطالبنا بألا نيأس من رحمته الواسعة مهما فعلنا من ذنوب وآثام ، إذ قال جل شأنه في الآية 53 من سورة الزمر : ” قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ” .
حديث عن الرحمة
قال الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الشريف : ” جعل الله الرحمة مائة جزء ، فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءا ، وأنزل في الأرض جزءً واحدا ، فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق ، حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه ” ، رواه البخاري ، وفي هذا الحديث يبين لنا الرسول صلوات الله وسلامه عليه ، أن الله عز وجل أنزل جزءا واحدا من الرحمة إلى الأرض ، وهو الذي يتراحم به الناس فيما بينهم .
انواع الرحمة
تتعدد أنواع الرحمة بتعدد وتنوع المواقف التي تشملها ، وكذلك الأشخاص المتراحمين ، ومن أنواع الرحمة ما يلي
- الرحمة بالوالدين .
- الرحمة بالأطفال .
- الرحمة بالحيوانات .
- الرحمة بالنباتات .
- الرحمة بالأصدقاء .
- الرحمة بالمساكين .
- الرحمة باليتامى .
اهمية الرحمة
للرحمة أهمية كبرى في حياة الناس ، وتتمثل أهميتها في الآتي :
- نشر المودة والتآلف والحب ما بين القلوب .
- الشعور بالرضا عن النفس والسعادة .
- إعلاء قيمة التسامح والتغاضي عن الأخطاء البشرية والزلات الإنسانية .
- تنفيذ أوامر الله عز وجل وطاعته .
- الامتثال لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم .
- عدم تصيد أخطاء الغير والعفو عنهم عن طيب خاطر .
- الظهور في موضع القوة ؛ ولكن ليست القوة الجبارة وإنما القوة المتسامحة النبيلة .
- إعطاء الآخرين مثلا وقدوة حسنة يقلدونها في تصرفاتها الرحيمة .
- لين القلب يُدخل الجنة ويجعل صاحبه فرحا في حياته .
- ابتغاء مرضاة الله عز وجل وفعل ما أمرنا به عن نفس راضية .
الرحمة والمودة
الشخص الرحيم يُجبر الآخرين على محبته ، حتى وإن كانت بينه وبينهم عداوة أو بغضاء ، فإنها تزول عندما يجمعه بهم موقف يرحمهم فيه ، فيعلو شأنه في نظرهم ويرونه بصورة جديدة ، كلها امتنان ومحبة ، لذلك فإن الرحمة من أهم المعاني والقيم الإنسانية ، التي تؤدي إلى نشر المحبة والمودة ما بين الجميع ، ومن هنا نجد حرص الإسلام على إرسائها ما بين المسلمين ، وكذلك يدعو إلى رحمة غير المسلمين .
خاتمة عن الرحمة
من يتصف بالرحمة يعش سعيدا هنيئا في حياته ، وتمر مشاكله أو أزمات حياته على خير وسلام ، لأنه عندما يكون رحيما بغيره ، يسخّر له ربه من يرحمه ، ويحقق السعادة في الدنيا ، وحسن ثواب الآخرة ، ويشعر بالرضا عن نفسه وحياته ، ويعيش مع من حوله في محبة وسلام .