بحث عن فضل الصدقة

دعا الدين الإسلامي الحنيف إلى فعل الخيرات ، ونهى عن ارتكاب الذنوب والمعاصي ، وهناك العديد من الأعمال الصالحة التي حث عليها الدين الإسلامي ، والتي تعود بالنفع على الفرد والأسرة والمجتمع ، ومن تلك الأعمال هي الصدقة ، التي تُعلي من شأن فاعلها ودرجاته في الجنة ، وترفع منزلته عند ربه عز وجل .
مقدمة عن الصدقة
الصدقة من أهم الأعمال السامية والعظيمة في الإسلام ، وذلك لأنها سبب لدخول الجنة ، ولفك كرب وضيق المحتاجين والفقراء ، كما أنها أمر من الله عز وجل ومن الرسول عليه الصلاة والسلام ، وهناك العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة ؛ التي تحدثت عن فضل الصدقة ودعت إليها ، وحببت الناس فيها .
فضل الصدقة
تتعدد فضائل الصدقة ؛ كونها من أحب الأعمال إلى الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ومن فضل الصدقة ما يلي :
- مسح السيئات ومغفرة المعاصي .
- تحمي المسلم من دخول النار .
- الذي يتصدق يستظل بصدقته يوم الحشر .
- تطفىء غضب الخالق جل شأنه .
- تشفي من الأمراض .
- طريق موصّل للبر ، كما قال سبحانه وتعالى في الآية 92 من سورة آل عمران : ” لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ” .
موضوع عن الصدقة في سبيل الله
الصدقة في سبيل الله عز وجل لها أجر عظيم ، إذ أن الله سبحانه وتعالى يضاعفها أضعافا كثيرة ، وورد هذا المعنى في الآية 261 من سورة البقرة ، في قوله تعالى : ” مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ” .
كما أن السنة النبوية الشريفة جاء فيها فضل الصدقة في سبيل الله ، في الحديث الذي رواه أَبِو مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، إذ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ بِنَاقَةٍ مَخْطُومَةٍ ، فَقَال َ: هَذِه فِي سَبِيلِ الله ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : ” لَكَ بِهَا يَوْمَ القِيَامَةِ سَبْعُمِائَةِ نَاقَةٍ كُلّهَا مَخْطُومَةٌ ” ، رواه مسلم .
احاديث عن الصدقة
قال الرسول عليه الصلاة والسلام أحاديثا كثيرة عن الصدقة ، وبيّن فضلها وحُسن ثوابها ودعا إليها ، ومن تلك الأحاديث الآتي :
- عن معاذ بن جبل قال ، قال الرسول عليه الصلاة والسلام : ” الصدقَةُ تُطْفِئُ الخطيئةَ كما يُطْفِئُ الماءُ النارَ ” ، أخرجه أحمد والنسائي وابن ماجة والترمذي .
- عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال : سمعت النبي ﷺ يقول : ” اتقوا النار ولو بشق تمرة ” ، رواه البخاري ومسلم .
كلمة عن الصدقة
الصدقة زكاة عن الصحة والمال والأولاد ، والله عز وجل يفرح بالعبد الذي يداوم على الصدقة ، لأنه بذلك يشعر بغيره من المحتاجين والفقراء والمساكين ، ويعلم جيدا أن المال الذي أعطاه الله عز وجل ليس ملكا له ، وإنما هو قد مُنحه حتى ينفقه في سبيل الله ، وألا يبخل بالصدقة ولا يستصغرها مهما كانت قليلة ، لأن ما عند الله باقٍ ويعلمه الله ويجازي به خير الجزاء .
اهمية الصدقة
- فك كرب المحتاجين ومساعدتهم في أزماتهم المالية .
- دخول الجنة .
- امتثال وطاعة لأوامر الله سبحانه وتعالى وللرسول عليه الصلاة والسلام .
- تطهير النفس .
- تكفير الذنوب .
- نشر المحبة والإخاء ما بين الناس .
- إعطاء القدوة الحسنة في فعل الخيرات .
- الصدقة تزيد مال المتصدق ولا تنقصه .
- حلول البركة في مال الشخص الذي يتصدق بأمواله .
- مراعاة ظروف الآخرين وعدم الانشغال عنهم .
- ترغيب الغير في التصدق ونشر فضل ثواب الصدقة .
- الوقوف مع الغير في أزماتهم .
خاتمة عن الصدقة
عرفنا فضل الصدقة وأهميتها ، سواء للمتصدقين أو الذين يحصلون عليها ، ودعوة الله ورسوله للتصدق ولو بالقليل ، فلا يشترط أن يكون مقدار الصدقة كبيرا ؛ ولكن القليل عند الله كثير الجزاء والثواب ، فعلينا أن نغتنم تلك الفرصة ونكثر من الإنفاق في سبيل الله ، وابتغاء وجهه الكريم ، وألا نُتبع صدقاتنا بمن ولا أذى ، حتى لا يضيع ثوابها وتكون قد ذهبت بلا فائدة ، وأن ندعو أولادنا للتصدق بجزء من مصروفهم ، حتى يشبّوا على الصدقة ويكونوا قدوة لغيرهم .