اذاعة مدرسية عن الغضب

طبائع البشر فيها الجيد والرديء ، ومن أسوء الصفات الإنسانية هو الغضب ؛ الذي يأخذ صاحبه إلى أسوء النهايات ، في العلاقات الحياتية والشؤون المتعلقة بالأسرة والعمل والعائلة ، وذلك لأن الشخص الذي يغضب بسرعة لا يميز من أمامه ، وقدر هذا الشخص عنده ومدى قربه أو بعده عنه .
والغضب يؤدي إلى خسارة كبيرة للإنسان ، وفي أحيان كثيرة لا يستطيع تعويضها ، خاصة خسارة الأشخاص ، التي هي من أسوء حالات الخسران ، لأن معرفة الآخرين والاختلاط بهم من كنوز الحياة ، ولا يجب أن نفرط بسهولة في شخص عرفناه وعرفنا وعشنا سويا كثيرا ، بسبب موقف استدعى غضبنا منه ، فيجب أن نحفظ الجميل ونصبر على من نحبهم ويحبوننا .
مقدمة عن تعريف الغضب
الغضب هو شعور قوي بالاستياء وعدم قدرة الشخص على السيطرة على أعصابه ، وغالبا ما يصاحب الغضب التصرف بعدوانية وعلو الصوت والنبرة العصبية ، وتتفاوت درجات الغضب من شخص لآخر ومن طبيعة بشرية لأخرى ، فهناك من يغضب سريعا ويهدأ سريعا كذلك ، وهناك أشخاص غضبهم لا يتأتى بسهولة وأيضا لا ينتهي بسهولة ، وغير ذلك من حالات الغضب .
آيات قرآنية عن الغضب
تحدث القرآن الكريم في مواضع كثيرة عن الغضب ونهى عنه ، وحث المسلم على ألا يغضب وأن يكظم غيظه ، وألا يقابل العداوة بمثلها ، وأن يمشي بين الناس بالحسنى ، ومن الآيات القرآنية الكريمة التي ورد فيها الغضب ما يلي :
- الآية 42 من سورة الشورى ، قال الله عز وجل فيها : ” وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ ” .
- الآية 134 من سورة آل عمران ، قال رب العزة جل وعلى فيها : ” الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ” .
- الآية 34 في سورة فصلت ، والتي قال فيها المولى جل شأنه : ” وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ” .
حديث عن الغضب
نهانا الرسول عليه الصلاة والسلام عن الغضب ، وقبّحه للمسلمين ، ووضح لنا عواقبه الوخيمة وأضراره على النفس وعلى الآخرين ، وقد روى أبو هريرة رضي الله عنه ، أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني فقال : لا تغضب فردد مرارا فقال : لا تغضب ” رواه البخاري ، وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : ” قلت يا رسول الله دلني على عمل يدخلني الجنة ، قال : لا تغضب ” رواه الطبراني بإسناد حسن .
ودعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن نكتم غضبنا ، فيما روى أبو هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ” رواه الشيخان .
حكمة عن الغضب
الغضب خسارة كبيرة وفي كثير من الأحيان لا يمكننا تعويضها ، فتملّك نفسك وقت غضبك لأن من سيخسر في النهاية كثيرا هو أنت وحدك ، والأشخاص الذين يتحملون غضبك الآن ؛ لن يستطيعوا أن يكملوا في صبرهم عليك ، مهما اعتذرت لهم بعد ذلك ، وإحرص على أن تكون هادئا في غضبك وألا تسُب من أمامك ، وألا تهينه أو تقلل من شأنه .
شعر عن الغضب
قال الشاعر:
ولم أرَ فضلًا تمَّ إلا بشيمة — ولم أرَ عقلًا صحَّ إلا على الأدبِ .
ولـم أرَ في الأعـداءِ حين اختبرتـهـم — عدوًّا لعقلِ المرءِ أعدَى مِن الغَضَبِ .
خاتمة عن الغضب
الغضب يجعل الإنسان يفقد أشخاصا عزيزين على نفسه ومقربين منه ، ومنهم من لا يقدر على مسامحته ، والشخص الذي اعتاد على الغضب ثم الاعتذار ، يجب أن يعي أن اعتذاره لن يجدي على المدى الطويل ، لأن الذي يثور عليه سوف يمل من كثرة غضبه واعتذاراته ، وسوف يقرر بعد فترة أن يهجره وينجو بنفسه وكرامته .
لذلك فالخاسر الأكبر من فعل الغضب هو الشخص الغاضب ، وعليه أن يدرّب نفسه على عدم الغضب وضبط النفس والتحكم في طرق اطلاق الغضب ، وهو إن كان بالأمر العسير ، إلا أنه مرة تلو الأخرى سوف يغيّر في الشخصية العصبية ولو قليلا ، لذلك فإن التخلص من صفة الغضب يبدأ من داخل الشخص أولا .