فوائد المبادرة في الحياة والمجتمع

كتابة: أ . علا آخر تحديث: 30 سبتمبر 2021 , 04:15

تعريف المبادرة

إن المبادرة تعني القدرة على أن تكون واسع الحيلة دون أن يخبرك أحد بما يجب أن تقوم به دائمًا، وهذا يعني أن تكون دائمًا سباق بالفعل قبل أي شخص أخر، وهذا يؤدي بلاشك للنجاح في النهاية.

وتحتاج المبادرة إلى شخص يمتلك المرونة والتصميم، والثقة بالنفس ليقدم دائمًا على الخطوة الأولى وهذا ينطبق على الحياة الشخصية والحياة العامة والعمل أيضًا فالشخص المبادر في عمله، يكون هو أيضًا المبادر دائمًا بإصلاح مجتمعه، فحياة الفرد في النهاية جزء من حياة المجتمع.[1]

تعريف المبادرة المجتمعية

والمبادرة المجتمعية لا تختلف عن فكرة المبادرة بالمعنى العام، فالمبادرات المجتمعية تعني اتفاق مجموعة من الأشخاص حول قضية معينة تخص المجتمع، وعملهم معًا من أجل تحسين المجتمع.

وهذا المجتمع قد يكون ماديًا مثل الجمعيات التي تهدف لتطوير الإسكان، أو مبادرات مجتمعية عبر الإنترنت مثل مجموعات عبر الإنترنت للتشجيع على تناول الطعام الصحي.

وقد تشارك مؤسسات كبرى في إطلاق المبادرات المجتمعية، على سبيل المثال تقدم جامعة الملك عبدالعزيز بالمملكة منصة خاصة للمبادرات المجتمعية وتشجيع العمل التطوعي تسمى عطاء.

أيضًا قد يطلق بعض الأفراد مبادرات صغيرة، مثل اتفاق بعض الشباب لتقديم مبادرات للترفيه عن طلاب المدارس من خلال تعليمهم مهارات جديدة مثل الرسم وصنع الروبوت، لتخفيف الضغوط عليهم وتحسين صحتهم النفسية، وتحسين قدرتهم على الفهم والاستيعاب.

أهمية المبادرة في الحياة

إن أخذ زمام المبادرة قد يجعلك تشعر بعدم الارتياح لأنك ستضطر غالبًا إلى الخروج من منطقة الراحة الخاصة بك، ولكن مع عدم الراحة ستجد نفسك دائمًا متقدم بخطوة، وهذا سيزيل أي أثر للتعب، ومن فوائد أن تكون مبادرًا:

إن المبادرة هي الخطوة الأولى نحو تحقيق أحلامك.

عندما تكون مبادرًا في الأمور التطوعية التي تخص مجتمعك، سيضمن لك ذلك أن يكون صوتك مسموع في مجتمعك.

إن أخذ المبادرة يساعد الإنسان في بناء وتعزيز مهارات اتخاذ القرار والمهارات التحليلية لديه، حيث يتعلم تحليل إيجابيات وسلبيات أي مسار عمل سواء على الصعيد الشخصي أو الصعيد المهني والحياة العامة.

كما أنك إذا كنت مبادر فإن ذلك سيجعلك مرشح مناسب لكثير من الوظائف، لأنك ستكون قادر على التطور والنمو في أي عمل تقوم به.

أهمية المبادرة في المجتمع

في جميع أنحاء العالم، يجتمع أعضاء المجتمع لمعالجة أي قضايا تتعلق بمجتمعه، على سبيل المثال تحاول الكثير من المنظمات المجتمعية التوعية بمخاطر المخدرات، وتلعب تلك المبادرات دورًا كبيرًا في المجتمع، منها:

  • تقيم ترابط بين أفراد المجتمع، وتشجعهم على العمل الجماعي.
  • تساعد المبادرة المجتمعية في تغيير سلوك الناس في المجتمع مثل تشجيعهم على ممارسة الرياضة.
  • تساعد في تحسين صحة أفراد المجتمع عبر وسائل ومستويات عديدة، حيث يمكن نشر ثقافة صحية معينة في المدارس والشركات وأرباب المهن المختلفة في المجتمع، وهذه التغيرات حتى لو كانت صغيرة لكنها يمكن أن تنتشر بين نطاق واسع من أفراد المجتمع، وهذا يؤثر في النهاية في صحة المجتمع.
  • غالبًا ما تعمل المبادرات المجتمعية كمحفزات للتغيير حيث يعمل أعضاء المجتمع والمنظمات معًا لتحسين نوعية الحياة.
  • تساعد في تعزيز التنمية الاقتصادية والحضرية في المجتمع.

أنواع مبادرات المشاركة المجتمعية

يمكن أن يكون هناك عدد لا محدود من المبادرات التي تخص مجال المشاركة المجتمعية، لأن المبادرة تعني السبق وهذا يعني أن أي شخص في المجتمع يمكن أن يبتكر مبادرة جديدة تخدم مجتمعه المحلي، ومن أمثلة المبادرات المجتمعية:

مبادرات تخص قضايا الفنون: مثل تنفيذ برامج لتجميل وتلوين المباني أو المدارس في الحي.

مبادرات تخص رعاية الأيتام مثل توفير فرص تعليم جيدة للأيتام، أو توفير سكن مناسب الأطفال دار الأيتام بعد وصولهم لسن البلوغ.

مبادرات تخص التعليم: مثل توفير وسائل نقل مجانية لطلاب المدارس البعيدة أو تطوير المدارس من خلال توفير أجهزة تكنولوجية حديثة لتعليم الطلاب.

مبادرات تخص الصحة: مثل تنظيم حملات طبية للكشف عن الأمراض المزمنة.

مبادرات تخص مجال الإسكان والتخطيط العمراني: مثل  التخطيط لإقامة حديقة للأطفال في منطقتك.

مبادرات تخص التعافي المجتمعي: مثل جمع تبرعات لمساعدة مواطنين منكوبين بعد حدث مدمر مثل الزلازل أو اضطراب كبير في المجتمع.

وبالطبع هناك أفكار لا محدود لأنواع مختلفة من المبادرات المجتمعية، وفقًا لمتطلبات كل مجتمع واحتياجاته.

تقييم المبادرات المجتمعية

بعد إطلاق أي مبادرة مجتمعية ومهما كانت الجهة المنظمة لتلك المبادرة، فإن تقييم المبادرة بعد وقت من إطلاقها أمر ضروري حتى تحقق فوائد المبادرة، وتشمل أهميته:

  • يساعدنا جمع المعلومات حول كيفية إنجاز الأشياء والنتائج على فهم كيفية تطور المبادرات المجتمعية، وتقديم دروس يمكن لمجموعات أخرى الاستفادة منها.
  • إن عمل تغذية راجعة للمبادرة بشكل مستمر يمكن أن يساعد في عمل تعديلات وتحسينات على البرامج والسياسات التي تؤثر في المبادرة.
  • يساعد ذلك في منع أي تلاعب قد يقوم به بعض الأفراد المشاركين في المبادرة، ويساعد في التأكد أن التمويل أو الجهود المبذولة في تلك المبادرة تذهب في الاتجاه الصحيح.

التحديات التي تواجه المبادرات المجتمعية

بالطبع إن أي عمل يهدف لتحسين المجتمع يواجه عدد كبير من التحديات، منها:

قد يكون تحديد الكثير من أسباب المشكلات المجتمعية التي تهدف المبادرة لحلها أمر صعب، وبدون فهم الأسباب بدقة قد لا تنجح المبادرة، على سبيل المثال لا يكفي أن نخبر الشباب بأضرار المخدرات حتى يمتنعوا عنها، لكن يجب فهم سبب تفشي مثل تلك الظاهرة حتى يمكن علاجها بطريقة صحيحة.

المبادرات المجتمعية معقدة للغاية وليست كما يعتقد البعض أنها عمل تطوعي ترفيهي، بل هي في الواقع تحتاج لترتيب كثير من الأمور على مستويات مختلفة، منها على سبيل المثال اختيار المكان أو الفئة التي تستهدفها المبادرة، وإيجاد طريقة مناسبة للوصول لتلك الفئات، وإيجاد أشخاص مناسبين للمشاركة في تلك المبادرة، وأيضًا توفير الدعم المادي للمبادرة المجتمعية.

هناك الكثير من المشكلات يستغرق حلها سنوات طويلة، ولا تظهر نتائج الجهود التي بذلت إلا بعد سنوات طويلة، وقد لا تعرف أن المبادرة قد حققت أهدافها، على سبيل المثال إذا كانت المبادرة تهدف للتوعية بالأمراض المزمنة وأهمية التغذية السليمة، فلن تكون هناك معلومات عن عدد الذين اهتموا باتباع نمط صحي، إلا إذا كانت الحكومات تتبنى تلك المبادرات على مستوى الدولة ولديها آليات لتتبع ورصد معلومات دقيقة عن المشاركين.

تتغير المبادرات المجتمعية مع الوقت والظروف، ولذلك يجب أن تكون المبادرات مرنة، بحيث يمكن تعديلها وفقًا لتغير ظروف معينة.

وأخيرًا فإن من أهم التحديات التي يمكن أن تعرقل المبادرات المجتمعية، هو اختلاف الآراء بين أعضاء المجموعة المشرفة على المبادرة، لذلك يجب أن تكون هناك أهداف واضحة من البداية للمبادرة، ويجب أن تكون هناك آلية لاتخاذ القرار في حالة حدوث اختلاف. [2]

المزيد من المواضيع في قسم تنمية بشرية الذهاب الى الصفحة الرئيسية
زر الذهاب إلى الأعلى