اثر المواد الكيميائية المسرطنة في انقسام الخلايا وتكاثرها

كتابة: أ . علا آخر تحديث: 14 أكتوبر 2021 , 20:00

تعريف المواد الكيميائية المسرطنة

المادة المسرطنة هي مادة قادرة على التسبب في السرطان في الأنسجة الحية لأنها تسبب تلف الحمض النووي الموجود في خلايانا، وهناك مجموعة متنوعة من المواد المسرطنة حيث يمكن أن تكون المواد المسرطنة مشعة مثل الإشعاع من أشعة جاما أو جزيئات ألفا والإشعاعات الناتجة من التجارب النووية.

أًيضًا تعد الأشعة فوق البنفسجية من الشمس من المواد المسرطنة، ويمكن أيضًا أن تكون المواد المسرطنة الأخرى مواد كيميائية مثل دخان التبغ وبعض المبيدات الحشرية والكحول وغيرها، لدى الجمهور بشكل عام فكرة أن معظم المواد المسرطنة هي مواد كيميائية صناعية، ومع ذلك ، فمن المرجح أن تظهر المسرطنات في كل من المواد الطبيعية والاصطناعية.

وقد يكون من الصعب تحديد ما إذا كانت مادة ما مسرطنة حيث لا يمكن إجراء تجارب على أي مادة لمعرفة ما إذا كانت مسرطنة أم  لا لأنه ليس من الأخلاقي تعريض البشر لمادة مشتبه بها ومعرفة ما إذا كان السرطان سيتطور لديهم أم لا.

كما أن بعض المواد المسرطنة لا تسبب السرطان طوال الوقت فنفس المادة يمكن أن يتعرض لها شخصين واحدهما يصاب بالمرض بينما لا يصاب الأخر.

وهناك العديد من العوامل التي يمكن أن تؤثر على احتمالية تسبب المادة المسرطنة في حدوث السرطان.

قد تشمل هذه العوامل كيفية تعرض الشخص لها، ومقدار وشدة التعرض والتركيب الجيني للشخص، وفي بعض الأحيان عندما يتم ملاحظة وجود بؤرة أو “مجموعة سرطانية” ، يكون هناك ما يبرر إلقاء نظرة فاحصة لمعرفة ما إذا كانت السرطانات ناتجة عن مادة مسرطنة شائعة الاستخدام.

وقد وصفت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) والمعهد الوطني للسرطان تعريف المجموعة السرطانية بأنها “عدد أكبر من المتوقع من حالات السرطان التي تحدث داخل مجموعة من الأشخاص في منطقة جغرافية محددة على مدى فترة زمنية محددة”.

 نادرًا ما يتم تحديد سبب فعلي لظهور “مجموعة السرطان” في منطقة، ولكن يمكن التعرف على العوامل المشتركة بين تلك المجموعات التي يمكن ربطها بالزيادة في الحالات، وفي تلك الحالة يمكن دراسة تلك المواد المشتركة لمعرفة ما إذا كانت مواد مسرطنة أم لا.

على سبيل المثال تمت دراسة الأشخاص الذين نجوا من التعرض الإشعاعي بعد انفجار تشيرنوبل وقد تطورت لديهم أورام سرطانية بعد التعرض بمدة تتراوح من 2 إلى 15 عام.

كيف تؤثر المواد المسرطنة على الخلايا

لا تتحول خلايا الجسم السليمة إلى خلية سرطانية بين عشية وضحاها، لكن ماذا يحدث عندما تدخل هذه المواد المسرطنة إلى جسمك؟

إن أجسامنا تصنع دائمًا خلايا جديدة لعدة أسباب مختلفة، منها أن الخلايا الجديدة تسمح لأجسامنا بالنمو وكذلك تسمح للجسم بإصلاح نفسه عند تلف الخلايا، أيضًا فإن الخلايا تبلى وتحتاج إلى استبدال بشكل مستمر.

ومن أجل فهم عملية التسرطن وتأثير المواد السرطانية على طريقة انقسام الخلايا، من المهم فهم كيفية تكاثر الخلايا في جسم الإنسان.

مراحل الانقسام الفتيلي

من أجل تكوين خلايا جديدة ، يجب أن تمر الخلية بعملية انقسام تسمى الانقسام الخيطي المتساوي أو الانقسام الفتيلي خلال هذا الانقسام تصنع الخلية نسخة طبق الأصل من نفسها وتنقسم إلى قسمين.

و قبل أن يبدأ الانقسام الفتيلي ، يجب أن تمر الخلية عبر الطور البيني الذي تقوم فيه بعمل نسخة من الحمض النووي الموجود بها.

وهناك أربع مراحل تالية للانقسام بعد مرحلة الطور البيني:

  • المرحلة الأولى هي المرحلة التمهيدية: التي يتكثف فيها الحمض النووي في هياكل مدمجة تسمى الكروموسومات، و يبدأ الغلاف النووي المحيط بالحمض النووي في الانهيار حتى يتسنى لبقية الخلية الوصول إلى الحمض النووي.
  • المرحلة التالية هو الطور الوسيط:  حيث تصطف الكروموسومات في مركز الخلية وتتحرك العضيات التي تسمى المريكزات إلى الأطراف القطبية للخلية استعدادًا لإسقاط ألياف مغزل رقيقة لتتصل بمركز الكروموسومات.
  • في المرحلة الثالثة والتي تسمى بالطور الانفصال: تبدأ المريكزات في سحب كل كروموسوم إلى نصفين يسمى الكروماتيدات الشقيقة، وتكون تلك الكروماتيدات متطابقة.
  •  في مرحلة  الطور النهائي من الانقسام الفتيلي: يتشكل غشاء نووي حول الكروماتيدات الموجودة على طرفي نقيض للخلية وتختفي ألياف المغزل، خلال عملية تسمى التحريك الخلوي، تنقسم الخلية إلى خليتين ابنتيتين متطابقتين وهما نسختان طبق الأصل من الخلية الأم قبل تكرار الحمض النووي أثناء الطور البيني.

تأثير المواد المسرطنة على عملية الانقسام الفتيلي

تتأكد المادة الوراثية dna في الخلية من أن كل شيء يسير على النحو المفترض فيما يتعلق بالتحكم في نمو الخلية وانقسامها وعمرها ووقت موتها، لكن مع ذلك عندما يتم إدخال المواد المسرطنة في الجسم يمكن أن تؤثر على الجينات وتتسبب في تغييرها بطريقة سيئة.

حيث أنها تتسبب في إتلاف الحمض النووي عن طريق جعله ينسخ نفسه قبل بدء عملية الانقسام الفتيلي وهذا يسمى بالطفرة.

 وبالتالي تكون الخلية الجديدة التي تم نسخها لها أيضًا طفرة في حمضها النووي مثل الطفرة التي حدثت في الخلية الأم.

وهنا تولد خلية سرطانية، حيث لا تتلقى تلك الخلايا السرطانية التي أصابتها الطفرة الرسالة الصحيحة من الجينات التي تخبرها أنها يجب تتوقف عن النمو أو تموت، وبالتالي تنمو بشكل لا يمكن السيطرة عليه وتنقسم كثيرًا.

ويمكن أن تعيش الخلايا السرطانية إلى الأبد، حيثأنه في الخلايا الطبيعية تصبح نهايات الكروموسومات أقصر كلما حدث انقسام الخلية، وفي النهاية تموت الخلية عندما تتآكل الكروموسومات.

أما الخلايا السرطانية فإنها، تحتفظ بالكروموسومات الطويلة الخاصة بها عن طريق إضافة البتات باستمرار مرة أخرى، وهذا ما يسمح للخلايا السرطانية بالعيش إلى الأبد، وتظل مستمرة  في التكاثر والنمو مكونة كتل تسمى الأورام.

ويمكن أن تتلف الأورام الأنسجة المحيطة بها، وفي بعض الأحيان تنفجر الخلايا السرطانية من الورم ويتم نقلها عن طريق مجرى الدم إلى أجزاء أخرى من الجسم، هذه هي الطريقة التي ينتشر بها السرطان في الجسم

طريقة تقليل تأثير المواد المسرطنة على الجسم

بالطبع لا أحد معفي من احتمال الإصابة بالسرطان، لكن أيضًا من المهم العمل على تقليل مخاطر واحتمالات الإصابة به من خلال القضاء أو تقليل المواد المسرطنة الموجودة حولنا قدر الإمكان.

على سبيل المثال فإن اللجوء لوسائل الزراعة العضوية قد لا يقضي تمامًا على المواد المسرطنة الموجودة في الغذاء، لكنه قد يقلل كميتها.

أيضًا فإن ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي قد يساعد في تقليل التلف الذي يحدث في الحمض النووي للخلايا بسبب المواد المسرطنة ويؤثر على طريقة انقسامها، وبالتالي تقل احتمالية تطور الخلايا السرطانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المزيد من المواضيع في قسم نظريات علمية الذهاب الى الصفحة الرئيسية
زر الذهاب إلى الأعلى