تاريخ نشأة الحضارة الرومانية حتى نهاية الإمبراطورية

تاريخ الحضارة الرومانية
قامت الحضارة الرومانية في جنوب أوروبا وبالتحديد في إيطاليا الحالية، بالقرب من الحضارة اليونانية الإغريقية، ومنذ تأسيسها عام 625 قبل الميلاد وحتى سقوطها عام 1453م، استطاعت الحضارة الرومانية غزو ودمج عشرات الثقافات، ومثل أي حضارة شهدت فترات تقدم وازدهار وفترات هبوط وانحدار، ويمكن تقسيم تاريخ الإمبراطورية الرومانية إلى ثلاث فترات متميزة:
- فترة الملوك (735-510 قبل الميلاد)
- روما الجمهورية (510-27 قبل الميلاد)
- روما الإمبراطورية (27 ق.م – 1453 م).
وقد شهدت الفترة الإمبراطورية انقسام الحضارة الرومانية إلى إمبراطوريتين وذلك منذ عام 395م، هما:
- الإمبراطورية الرومانية الشرقية (395 م – 1453 م)
- الإمبراطورية الرومانية الغربية (395 م – 476 م).
عوامل قيام الحضارة الرومانية
تأسست مدينةروما عام 753 قبل الميلاد، على يد ملك يسمى رومولوس، ويرجح المؤرخون أن المدينة قد سميت باسمه.
وكانت روما قرية صغيرة وتوسعت بسبب الهجرات إليها حتى شكلت مركز الحضارة الرومانية.
وعوامل قيام الحضارة الرومانية هي عوامل طبيعية، وتشمل:
- الموقع الجغرافي: حيث كان موقع شبه الجزيرة الإيطالية متميز، فقد امتدت داخل عرض البحر المتوسط، وهذا أدى لتوافر العديد من الموانئ استفادت منه الدولة في التجارة والحروب، كما سهل تواصلها مع الحضارات المجاورة وهما الحضارة الإغريقية وحضارة قرطاجة.
- التضاريس: تنوعت التضاريس داخل الدولة الرومانية، وقد ساهم ذلك في قيام الحضارة الرومانية، حيث امتدت السهول الواسعة في المناطق الجنوبية، مما جعل الزراعة تنتشر في تلك المناطق، كما وفرت جبال الألب في المناطق الشمالة حماية للدولة من الغزوات الخارجية.
- المناخ: ساعد المناخ المعتدل على استقرار الساكن في الدولة الرومانية، وقيامهم بالأنشطة الاقتصادية المختلفة.
- الموارد الطبيعية: توفرت أيضًا الموارد الطبيعية في أراضي الدولة الرومانية، مثل الحجارة والرخام وقد تم استخدامها لبناء المنازل والقصور، كما توافرت فيها المعادن مثل النحاس والحديد، وقد استخدامها في الصناعة والتجارة.
وقد أحسن البشر استخدام تلك الموارد حتى نمت وازدهرت الحضارة الرومانية، وقد استمرت لمدة 2206سنة منذ بدايتها وحتى سقوطها.
وتعد مرحلة الحكم الإمبراطوري هي أطول مراحل الحكم في الدولة الرومانية.
العصر الملكي في الحضارة الرومانية
تميز نظام الحكم خلال تلك الفترة بتفرد شخص واحد بالحكم، وأهم سماته هو أن مدينة روما أصبحت هي المدينة الرئيسية في الدولة.
ويعتقد أن روما تم تأسيسها في منطقة كانت تعرف باسم إتروريا ولاتيوم، وقد تشكلت في البداية بواسطة قرويين لاتيوم الذين انضموا إلى جانب المستوطنين من التلال المحيطة لصد غزو شعوب إتروسكان التي عاشت قديمًا في إيطاليا.
وتشير الأدلة الأثرية إلى حدوث قدر كبير من التغيير والتوحيد حوالي عام600 قبل الميلاد مما أدى على الأرجح إلى إنشاء روما كمدينة حقيقية موحدة.
وخلال فترة الملوك تعاقب على حكم روما ستة ملوك أقوياء، استطاعوا تنمية الاقتصاد وزيادة القوة العسكرية للدولة، وأصبحت رما تنتج وتتاجر في العديد من السلع.
كما ظهر الدستور الروماني المبكر في فترة الحكم الملكي، لكن مع تراجع قوة الأترورية وبسبب الثورات التي نتجت عن سياسات القمع التي انتهجها الملوك انتهت فترة الملوك وبدأ العصر الجمهوري في روما.
العصر الجمهوري الروماني
تميز العصر الجمهوري بتوسع الحضارة الرومانية خارج حدود البلاد، حيث احتلت الحضارة الرومانية خلال العصرالجمهوري مصر وآسيا وبلاد الشام.
وكان من أهم ما يميزها أيضًا تغيير شكل الحكم، حيث أنشأ الرومان شكلاً جديدًا من أشكال الحكم حيث حكمت الطبقات العليا ، أي أعضاء مجلس الشيوخ والفروسية ، أو الفرسان. ومع ذلك ، يمكن ترشيح ديكتاتور في أوقات الأزمات.
وفي عام 449 قبل الميلاد ، أصدر الرومان “اللوائح الإثنى عشر جدولًا” ، وهي مدونة معيارية للقوانين كانت مخصصة للمسائل العامة والخاصة والسياسية.
استمرت روما في التوسع خلال الفترة الجمهورية وسيطرت على شبه الجزيرة الإيطالية بأكملها بحلول عام 338 قبل الميلاد.
ةوكانت الحروب البونيقية من 264-146 قبل الميلاد ، إلى جانب بعض الصراعات مع اليونان ، هي التي سمحت لروما بالسيطرة على قرطاج وكورنثوس وبالتالي أصبحت روما هي القوة البحرية المهيمنة في البحر الأبيض المتوسط.
بعد فترة وجيزة ، دفع الجو السياسي في روما الجمهورية إلى فترة من الفوضى والحرب الأهلية، وأدى ذلك إلى انتخاب ديكتاتور ، ل. كورنيليوس سولا ، الذي حكم من 82-80 قبل الميلاد.
وبعد استقالة سولا في 79 قبل الميلاد ، عادت الجمهورية إلى حالة من الاضطراب. بينما استمرت روما في الحكم كجمهورية لمدة 50 عامًا أخرى، بدأ التحول إلى الإمبريالية في الظهور في 60 قبل الميلاد عندما وصل يوليوس قيصر إلى السلطة.
بحلول عام 51 قبل الميلاد ، غزا يوليوس قيصر سلتيك الغال ، وللمرة الأولى امتدت حدود روما إلى ما وراء منطقة البحر الأبيض المتوسط.
وعلى الرغم من أن مجلس الشيوخ كان لا يزال الهيئة الحاكمة لروما ، إلا أن قوته كانت تضعف. اغتيل يوليوس قيصر في عام 44 قبل الميلاد وحل محله وريثه، جايوس يوليوس قيصر أوكتافيانوس (أوكتافيان) الذي حكم إلى جانب مارك أنتوني.
في عام 31 قبل الميلاد ، تفوقت روما على مصر مما أدى إلى وفاة مارك أنطوني وترك أوكتافيان كحاكم لروما بلا منازع، وحل أوكتافيان (أوكتافيوس) محل أغسطس وبالتالي أصبح أول إمبراطور لروما.
العصر الإمبراطوري الروماني
بدأ العصر الإمبراطوري بسيطرة أوكتافيوس على الحكم.
وكان من أهم مظاهر تلك الفترة تأسيس مدينة القسطنطينية محل مدينة قديمة كانت تسمى مدينة بيزنطة، على يد الإمبراطور قسطنطين عام 330م، وقد أسمى المدنية باسمه وجعلها عاصمة للإمبراطورية بسبب موقعها الاستيراتيجي والذي يقع عند التقاء قارتين هما آسيا وأوروبا، وبسبب ضعف مدينة روما التي كانت بعيدة عن حدود الإمبراطورية الواسعة.
انقسام الإمبراطورية الرومانية
في عام 395 م ، انقسمت الإمبراطورية الرومانية إلى إمبراطوريتين شرقية وغربية.
كانت عاصمة الشرقية القسطنطينية بينما أصبحت روما عاصمة الإمبراطورية الرومانية الغربية، كما أصبح لكل منهما منهما لغة فاللغة اللاتينية استخدم في الإمبراطورية الغربية، بينما أصبحت اللغة اليونانية هي لغة الإمبراطورية الشرقية.
عانت الإمبراطورية الغربية من العديد من الغزوات القوطية، وفي عام 455 بعد الميلاد ، نهبها الفاندال، واستمرت روما في الانخفاض بعد ذلك حتى عام 476 م عندما انتهت الإمبراطورية الرومانية الغربية وسقطت.
بينما استمرت الإمبراطورية الرومانية الشرقية ، المعروفة أكثر باسم الإمبراطورية البيزنطية ، حتى القرن الخامس عشر الميلادي، وسقطت عندما سيطر الأتراك العثمانيين على عاصمتها القسطنطينية (اسطنبول الحديثة في تركيا) عام 1453 بعد الميلاد .