غاندي

موعدنا اليوم مع شخصية من أبرز الشخصيات السياسية ، وهو مهاتما غاندي ، فمن هو ؟ وما أبرز الإنجازات التي قدمها ؟ وما هي أبرز المحطات الأساسية التي مر بها خلال حياته ؟ كل هذا وأكثر يمكننا التعرف عليه من خلال السطور القادمة ، فهيا بنا .
سيرة المهاتما غاندي
هو موهانداس كرمشاند غاندي ، المعروف بلقب المهاتما ، والذي يعني القديس ، أو الملهم الذي يتسم بالعظمة والشجاعة ، وهو هندي الجنسية ، ولد في شهر أكتوبر في عام 1890 من الميلاد ، وقد ولد في مدينة بوربندر ، التابعة لمقاطعة كجرات في الهند ، والتي تتضح على خريطة الهند بين مدينتي بومباي والسند ، وقد نشأ في عائلة تتمتع بتاريخ سياسي ممتد وطويل ، فكان أهله من علية القوم ، والذين كان لهم شأن عظيم في العديد من الوظائف السياسية في الهند .
وقد اشتهرت أسرته بخصالها الحميدة ، ويعد المهاتا من أوائل وأبرز الداعمين للثقافات التي تحفز على نبذ العنف ، والكراهية ، والعدوان ، بالإضافة إلى أنه يعتبر من الأوائل الذين شجعوا ، ودعموا ، وأيدوا المقاومة السلمية ، كما اشتهر المهاتما بمُناصرته للمنبوذين في أرجاء بلاده ، والجدير بالذكر أنه قد بذل كل جهوده في سبيل الحفاظ على بلاده ، وحمايتها بأساليب سلمية ، وصد الاحتلال البريطاني ، إلا أن مهاتما في آخر سنوات عمره قد توجه إلى دعوة الهندوسيين إلى ضرورة احترام جميع الديانات الأخرى الموجودة في البلاد ، وعلى رأس هذه الديانات تأتي ديانة الإسلام ، فقد دعا إلى ضرورة منح هؤلاء المسلمين حقوقهم كاملة ، واحترام ديانتهم ، وهذا ما انعكس على الهندوسيين ، حيث غضبوا غضبًا شديدًا لذلك ، ولا سيما المتعصبين منهم ، فقد وجهوا إليه تهمة الخيانة ، ومن ثم قاموا باغتياله .
انجازات غاندي
شهد المهاتا حياة مليئة بالإيجابيات ، حيث توجد له العديد من الإنجازات ، تعالوا بنا نتعرف معًا على أبرزها من خلال السطور التالية :
- استطاع بحكمته أن يعيد الثقة إلى ذوي الجالية الهندية التي كانت مهاجرة في هذا الوقت ، وتمكن من تخليصهم مما يشوبهم من الذعر ، والخوف الشديد الذي حل بهم ، وكذلك تمكن من القضاء على مشاعر النقص لديهم ، والارتفاع بالمستوى الأخلاقي لديهم .
- قام بإنشاء صحيفة ، أسماها صحيفة الرأي الهندي ، وقد دعا من خلالها إلى فلسفة اللا عنف .
- قام بتأسيس حزب هندي ، أطلق عليه اسم المؤتمر الهندي للناتال ، وكان الهدف الأسمى من إنشائه أن يدافع من خلاله عن الحقوق المستحقة للعمال الهنود .
- كان له دور بارز في محاربة ، والقضاء على قانون هندي ، كان من شأنه منع الهنود من الإدلاء بأصواتهم في أي شيء .
- عزم على تغيير ما عرف في ذلك الوقت بالمرسوم الأسيوي ،والذي كان يفرض بعض القوانين على الهنود ، والتي تستدعي بالضرورة أن يقوموا بتسجيل أنفسهم ، وذلك في السجلات الخاصة بذلك ، وقد غير هذا النظام نهائيًا .
- كان له الدور الأسمى في تغيير قرار الحكومة البريطانية ، والتي كانت قد عقدت النية على تحديد هجرة الهنود ، في جنوب أفريقيا .
- تمكن من مكافحة القانون الخاص بإلغاء العقود الخاصة بزواج غير المسيحيين .
ديانة غاندي
الشائع حول ديانته هو أنه هندوسي الديانة ، ولكن شاعت حوله بعض الأقاويل ، الواضح منها والأكيد أنه كان محبًا للسلام ، وحاول نشر أسسه طيلة أيام حياته ، ولكن قيل أنه في الحقيقة لم يؤمن بأي ديانة في حد ذاتها ، وبكامل تعاليمها ، فقد أبدى إعجابه بأكثر من ديانة ، من ضمنهم الإسلام ، والمسيحية ، والبوذية ، واليهودية ، والهندوسية ، فكان يؤمن بوجود هذه الديانات جميعها ، إلا أنه كان يرى في كل ديانة مما سبق جوهر ، وكيان متفرد لم يجده في سواها من الديانات الأخرى .
غاندي والاسلام
كان غاندي يرى عظمة الدين الإسلامي ، وقد اتضح ذلك في الكثير من أحاديثه حول سماحة الدين الإسلامي ، وتحضر ، ورقي تعاليمه ، وصدق نبيه ، وقد ظهر ذلك في العديد من المقولات التي أفصح عنها قائلًا :
- ” لقد أصبحت مقتنعًا كل الاقتناع ، أن السيف لم يكن الوسيلة التي من خلالها اكتسب الإسلام مكانته ، وانتشاره في رقعة جغرافية واسعة من العالم شرقًا وغربًا ، بل كان ذلك من خلال بساطة الرسول محمد بن عبدالله ، مع دقته وصدقه في الوعود ، وتفانيه وإخلاصه لأصدقائه وأتباعه ، وشجاعته مع ثقته المطلقة في ربه ، وفي رسالته ، هذه الصفات هي التي مهدت للدين الإسلامي الطريق للانتشار الواسع ، وتخطي المصاعب ، وليس السيف ، كما يردد البعض ” .
- ” أردت أن أعرف صفات الإسلام ، الذي يملك بدون نزاع قلوب ملايين البشر ، وبعد انتهائي من قراءة جزء من حياة رسول الإسلام ، وجدت نفسي آسفًا ، لعدم وجود المزيد ، للتعرف أكثر على هذا الدين العظيم وحياة رسوله .
- ” إن التعرف على نبي الإسلام ورسالته ، هو الذي قادني إلى المناداة بتحرير الهند العظيم الخالد إلى الأبد ، محمد بن عبد الله رسول الإسلام كان قادرًا على السيطرة على العالم كله ، ومع ذلك ترك نفسه إنسانًا بالإسلام ، ولم تستطع شهوة الشيطان في السيطرة أن تحوم حتى حوله ، فعاش نبي الإسلام رسولًا بشرًا عاديًا أمام إخوانه من الناس ، كواحد منهم رغم أنه اصطفاءه الإلهي ” .