حق الله وحق الرسول

نتناول اليوم موضوعًا في غاية الأهمية ، ألا وهو حقوق الله جل علاه على عباده ، وتأتي من بعده حقوق نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم ، والآن سنطوف بين أبرز الحقوق ، التي لا تعد ولا تحصى ، فهيا بنا .
حقوق الله عليك
قال النبي المصطفى صلوات الله وتسليماته عليه لمعاذ بن جبل رضي الله عنه : ” يا معاذ ، هل تدري حق الله على عباده ؟ وما حق العباد على الله ؟ فقال معاذ : ” الله ورسوله أعلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” فإن حق الله على عباده أن يعبدوه ، ولا يشركوا به شيئًا ، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئًا ” ، ومن هنا يتضح لنا أن أبرز حقوق الله تعالى تتمثل فيما يلي :
- عبادة الله وحده ، وطاعته كيفما يليق به .
- عدم الشرك بالله مطلقًا .
- الإيمان بأن الله مالك كل شيء .
- اجتناب ما ينهى الله عنه .
- الإقبال عما فيه رضا لله سبحانه وتعالى .
- أن ندعو الله سبحانه وتعالى بما تجول به خواطرنا ، ونعلم يقينًا أنه وحده القادر على كل شيء .
- الالتزام بأركان الإسلام الخمسة ، وهي : ” شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدًا رسول الله ، وإقامة الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلًا ” .
- الإقبال على أركان الإيمان ، وتتمثل في : ” أن تؤمن بالله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فهو يراك ” .
- الالتزام بأركان الإحسان ، وتتمثل فيما يلي : ” أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه ، فهو يراك ” .
- أن نحمد الله في السراء ، وفي الضراء ، وعلى نعمه التي لا تعد ولا تحصى ، ولذلك فإنا إن أعددنا حقوق الله ، فإنا لا نوفيه حقه مهما عددنا من نعمه .
التقصير في حق الله
يجب أن نجاهد أنفسنا ، وأن نحاول جاهدين على عدم التقصير في حقوق الله ، وأن نؤدي حقوقه علينا في كل وقت ، وفي كل حين ، حتى لا نعرض أنفسنا إلى التهلكة ، فمن آثار التقصير في حقوق الله ما يلي :
- الإحساس بالذنب الشديد ، وتأنيب الضمير .
- العيش في ضنك ، وكرب لا تنفرج .
- عدم إعانة الله للمقصرين في حقه .
- تعريض النفس للتهلكة ، وغضب الله ، لعذاب الله سبحانه وتعالى .
- انصراف الله عن عبده .
هذا إلى آخر الآثار التي تحول بين توفيق المقصر في حقوق الله في الدنيا والآخرة .
حق الرسول
يقول الله تعالى في الآية 59 من سورة النساء : ” يا أيها الذين آمنوا أَطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأُولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلًا ” .
وهذا يعني أن طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم واجبة ، وهي من طاعة الله ، ويجب أن نحرص على إعطاء حق رسول الله ، حيث :
- فعل ما أمر به الرسول ، بالكيفية التي وردت عنه صلى الله عليه وسلم .
- الانتهاء عما نهى عنه الرسول .
- الاقتداء بالنبي في أفعاله ، وأقواله ، وصفاته .
- أن نصلي عليه دائمًا ، ونذكره بما ورد عنه .
قصص عن حق الله على العباد
ورد عن الرسول الكريم أنه روى عن الله سبحانه وتعالى ، في حديث قدسي يقول الله تعالى فيه : ” يا عبادي ، إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ، يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته ، فاستهدوني أهدكم ، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته ، فاستطعموني أطعمكم ، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته ، فاستكسوني أكسكم ، يا عبادي ، إنكم تخطئون بالليل والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعا ، فاستغفروني أغفر لكم ، يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئًا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ، ما نقص ذلك من ملكي شيئًا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد ، فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر ، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ، ثم أوفيكم إياها ، فمن وجد خيرا فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ” .