الفارابي

كتابة: أ.ابتسام مهران آخر تحديث: 13 سبتمبر 2019 , 23:01

يعد الفارابي ويسمى أيضاً المعلم الثاني من أهم العلماء الذين اشتهروا بحبهم للمعرفة والعلوم ، وبتخصصهم في العديد من المجالات العلمية والإنسانية مثل الطب والفلسفة الذين تعلمهم على يد الطبيب يوحنا بن حيلان ، والنّحو والمنطق من أبي بكر بن السّراج ، وقد كان مرافقا لسيف الدولة الحمداني الذي اهتم به وبكتاباته ، كما أنه تأثر كثيرًا بدراسة أعمال الفيلسوف ارسطو  .

سيرة الفارابي

الفارابي هو أبو نصر محمد بين محمد بن طرخان الفارابي ، ولد في عام 874 ميلادياً في إقليم تركستان ، وتوفي عام 950 م ، وقد سمي بالفارابي نسبة إلى ميلاده في فاراب ، وكان والده أحد قادة الجيوش في بغداد .

بدأ الفارابي رحلته التعليمية في موطنه فاراب حيث درس الكثير من العلوم من رياضة ، وفلسفة ، وغيرها من العلوم الأخرى ، وكان الفارابي ينتقل من بلدٍ إلى أخر حتى استقر في دمشق ، وكان انتقاله بهدف العلم ، حيث كان ينتقل مع علماء آخرين منهم العالم يوحنا بن حيلان وأيضا أبو إسحاق إبراهيم البغدادي ، وقد قضي وقت كبير جداً في بغداد ، وسافر إلى مصر أيضا وقضى فيها بعض الوقت ، تعلم الفيلسوف الفارابي في بغداد ، حيث درس فيها الطب وأيضا المنطق بالإضافة إلى دراسته علم الاجتماع ، وقد زار مصر وتعلم فيها ، كما أنه قد كان رفيق للحاكم سيف الدولة الحمداني ، وقد ساعده ذلك على تحصيل المزيد من العلوم  .

انجازات الفارابي

كان أبو نصر محمد الفارابي له مجموعة كبير ة من الإنجازات في صورة مؤلفات مكتوبة ،  كانت تمتاز هذه الكتب باحتوائها على مؤلفات متعددة في العلوم ، فكانت منوعة في شتى العلوم من طب وفيزياء ومنطق وفلسفة وعلم اجتماع وغيرهم، فقد ألف كتباً في الشعر والمنطق منها كتاب الألفاظ المستعملة في المنطق ، وكتاب شرح العبارة لأرسطو ، وكتاب الخطابة ، وأيضا من مؤلفاته العلمية : إحصاء العلوم ، فهو أحد أهم الكتب العلمية التي يلجأ إليها الكثيرون كمرجع علمي شامل ، وذلك لأنه يحتوي على ستة أقسام في شتى العلوم المختلفة ، بالإضافة إلى كتاب يدعى ” كتاب الحروف ” والذي فيه يشرح الفرق بين الجدلية و المغالطة .

اقوال الفارابي

هناك أقوال لأبو نصر علقت بأذهان الناس ولم ينسوها ، حيث كانت تحمل في طياتها من الحكمة ما يجعل المعنى راسخاً في ذهن القارئ وهي إن واجب الوجود هو عقل محض ، يعقل ذاته ” أي نفس الشخص ” بذاته ، فهو عاقل ومعقول ” أي يكون بهذا معه العقل والشيء المعقول ” في آن واحد ، وهناك أيضا قول مشهور عن أبو نصر محمد الفارابي وهو فما هذه الدار دار خلود لنا ، ولا المرء ” أي الإنسان ”  في الأرض بالمعجز ، وهو قول بليغ يبين أن الدنيا ليست دار خلود و لا الإنسان فيها يفعل المعجزات .

اشهر مؤلفات الفارابي

كانت له عدة مؤلفات في شتى العلوم ، فقد ألف في الفلسفة كتاب تعليقات الحكمة ، واحتوى هذا الكتاب على 90 تعليقة ، بينما ألف في نفس العلم ” الفلسفة ” كتاب أسماه عيون المسائل ، هذا الكتاب بالتحديد تحدث فيه أبو نصر عن مباحث العلم الإلهي ، وعن المباحث الطبيعية أيضا ، بينما كان من بين مؤلفاته في الشعر والمنطق كتاب اسمه شرائط اليقين ، وكتاب يدعى رسالة في قوانين صناعة الشعر ، بالإضافة إلى كتاب اسمه الشعر ، وغير ذلك من مؤلفاته في الشعر والمنطق ، أيضا له كتاب في الموسيقى ، وكتاب فصول منتزعة .

بعض اراء الفارابي

قام بمخالفة الكثير من العلماء ، ومن مخالفاته رأيه في أنه لا وجود لشيء يسمى التنجيم ، وأيضا تحدث عن نظرية المعرفة حيث قال بأن المعرفة موجودة بالإنسان منذ كان صغيراً .

وفاة الفارابي

بعد رحلة من التجول العلمي من بلدٍ لأخر ، استقر أبو نصر محمد الفارابي في دمشق وظل فيها حتى توفي ، وكان حينها يبلغ 80 عام ، حيث توفي عام 950 ميلادياً  الموافق 339 هجرياً ، وقبل أن يتوفى قام بإنجاز العديد من المؤلفات التي كانت ولازالت مرجع لأهل العلم وللمبتدئين أيضا ، فقد كان لا يبالي للدنيا ، بل فقط يهتم بالعلم وتدوين هذا العلم حتى يكون لمن بعده ويستفيد من هذا العلم ، وقد تأثر بأعماله ابن سينا وابن رشد به ، في تعليمه وما قدمه من علوم مختلفة في الطب والفيزياء والشعر والمنطق وغير ذلك من العلوم المختلفة التي كلاً منها أثر في الحياة العلمية بالتأكيد .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المزيد من المواضيع في قسم علماء ومخترعين الذهاب الى الصفحة الرئيسية
زر الذهاب إلى الأعلى