فريتيوف نانسين

هو مستكشف ورحالة نرويجي كما أنه عالم في علم الحيوان والمحيطات ، وقد كان سفيرا نرويجيا وله جهود عظيمة في مجال السياسة ، وقد كان أكثر اهتمامه بقضية اللاجئين وحقوق الإنسان ، وله الكثير من الإنجازات في هذا الشأن حيث استطاع أن يحافظ على حقوق اللاجئين على مستوى العالم ، كما أن فريتيوف نانسين هو من الحاصلين على جائزة نوبل للسلام ، وقد كان هذا في عام 1923 م .
سيرة فريتيوف نانسين
تتضمن سيرة فريتيوف نانسين ولادته ونشأته واهتماماته ، وكل المعلومات عن حياته وإنجازاته فيما يلي :
ولادته ونشأته
ولد نانسين في العاشر من أكتوبر عام 1861 م ، وقد كان والده محاميا متدينا معروفا بالنزاهة والسمعة الطيبة ، أما والدته فقد كانت امرأة رياضية قوية شجعت أولادها على ممارسة الرياضة وتطوير المهارات البدنية ، وهذا ما جعل نانسين ماهرا في التزلج وكذلك في السباحة ، وهذا قد ساعده فيما بعد في حياته فقد كان يتزلج لمسافة 50 ميلا في اليوم ، مما علمه الاعتماد على النفس والسفر في رحلات طويلة مع كلبه الوحيد والقليل من الأمتعة .
دراسته
تفوق نانسين في مادة العلوم وفي الرسم ، وعند دخوله جامعة أوسلو عام 1881 م قرر أن يتخصص في مجال علم الحيوان ، وفي الخمس عشر سنوات التالية قام بتوحيد مهاراته في الرياضة واهتماماته العلمية وتوقه للمغامرة وكذلك موهبته في الرسم ، لتحقيق سلسة من الإنجازات الرائعة التي منحته شهرة عالمية .
مغامراته البحرية
في عام 1822 م قام بالإبحار إلى جرين لاند ، وقد استغرقت هذه الرحلة حوالي أربعة أشهر ونصف ، وفي خلالها قام بتدوين الكثير من الملاحظات حول الفقمات والدببة ، والتي ترجمها بعد سنوات إلى كتب ، وفي نفس الوقت فقد أصبح مغامرا شغوفا بعالم البحار والجليد .
وظيفته
حصل فريتيوف نانسين على وظيفة أمين متحف الحيوانات في متحف بيرغن ، قضى نانسن السنوات الست المقبلة في الدراسات العلمية المكثفة ، وتخلل عمله زيارات لبعض المختبرات الكبرى في القارة ، وقام في أحد المرات بعمل رحلة غير عادية عبر النرويج من بيرغن إلى أوسلو وعاد على الزلاجات ، وفي عام 1888 م طرح نتائج أبحاثه ودراساته على الجهاز العصبي المركزي لبعض الفقاريات السفلى للحصول على الدكتوراة من جامعة أوسلو .
استكشاف جرين لاند
قام بتطوير العديد من الخطط لاستكشاف جرين لاند من الداخل ، وقرر العبور من الشرق غير المأهول إلى الغرب المأهول ، وقد شرح فلسفته إلى طلابه في خطابه الجامعي قائلا أنه لا يجب أن يكون هناك تراجع ، وعلى المرء أن يقوم بحرق قواربه من خلفه حتى لا يصبح لديه خيار سوى الذهاب إلى الأمام والمضي قدما .
إنجازاته
عمل نانسن كمنسق لمعهد علم الحيوان في جامعة أوسلو ، ونشر العديد من المقالات وكتابين بعنوان أول عبور لجرين لاند وحياة الإسكيمو ، وخطط لعمل بعثة علمية لاستكشاف القطب الشمالي ، حيث بدأت رحلة سفينته القوية في الجليد من سيبيريا 22 سبتمبر عام 1893 م ، وظهرت منها بعد 35 شهرا في 13 أغسطس عام 1896 في المياه المفتوحة بالقرب من سبتسبيرجين .
منصب رئيس الاتحاد النرويجي
في عام 1919 م أصبح رئيسا للاتحاد النرويجي لعصبة الأمم ، وفي مؤتمر السلام في باريس كان من ضمن من ينادي باعتماد ميثاق العصبة والاعتراف بحقوق الدول الصغيرة ، وظل منذ عام 1920 م حتى وفاته مندوبا عن الرابطة النرويجية .
جهوده من أجل الأسرى
طلبت عصبة الأمم من نانسن الاضطلاع بمهمة إعادة أسرى الحرب إلى وطنهم ، فقد كان العديد منهم محتجزون في روسيا ، فلم يتوانى واستخدم كل ما لديه من جرأة وشجاعة وبراعة ، واستطاع في النهاية أن يقوم بترحيل 450,000 سجين في العام والنصف التاليين ، كما طلب منه الصليب الأحمر أن يقوم بإغاثة الملايين في المجاعات ، واستطاع توفير الكثير من اللوازم لهم .
جائزة نوبل للسلام ثم وفاته
في عام 1922 م استطاع فريتيوف نانسين أن يحصل على جائزة نوبل في السلام ، وذلك لجهوده من أجل اللاجئين ، ودوره لإنقاذ الملايين من المجاعات وجهوده في الصليب الأحمر ، وتوفي نانسين بعد ذلك بعدة أعوام في عام 1930 م إثر الإصابة بنوبة قلبية .