وسواس الموت

وسواس الموت أو رهاب الموت الثانتوفوبيا ( Thanatophobia ) هو أحد اضطرابات القلق ، والذي يتسم بخوف الشخص من وفاته نفسه أو الخوف من الموت بشكل عام ، وهذا النوع من الوسواس ليس مميزا بحد ذاته ، ولكنه قد يرتبط باضطرابات القلق والاكتئاب وسوء المزاج وغيرهم ، وينشأ هذا الوسواس من التفكير في الموت بشكل مستمر ، مما يؤثر على الحياة اليومية والنشاط اليومي ويهدد حياة الفرد بشكل عام .
وسواس الموت
من الطبيعي أن يكون لدى أي شخص مخاوف من الموت مع تقدم العمر ، ويفكر في حال أسرته وأصدقائه ومعارفه بعد رحيله ، ولكن قد تتطور هذه المخاوف لدى بعض الأشخاص بشكل غير طبيعي ، وفي هذه الحالة لا يكون الخوف من الموت أمرا طبيعيا معتادا ، بل يتحول إلى وسواس يؤثر بشكل كبير على حياة الفرد ، ويرجع خوف الشخص من الموت إلى الخوف من فراق الأحبة والخوف من الخسارة والفقد ، والخوف من الموت وترك الأحبة وراءه ، فعندما تستمر هذه المخاوف وتؤثر على حياة الفرد وأنشطته اليومية فيعرف هذا باسم ” وسواس الموت ” أو ” رهاب الموت ” .
اعراض وسواس الموت
يصنف رهاب الموت على أنه رهاب محدد ، حيث أن الرهاب ما هو إلا اضطراب قلق يرتبط بشيء معين أو موقف معين ، ويعتبر الخوف من الموت رهابا أو وسواسا إذا كان ينشأ في كل مرة يفكر فيها الإنسان في الموت ، وإذا كان يستمر لدى الشخص لمدة تزيد عن الستة أشهر ، وإذا كان يؤثر سلبا على الحياة اليومية للفرد وعلاقاته ، وتشمل الأعراض الرئيسية لوسواس الموت الخوف أو القلق الفوري بمجرد التفكير بالموت ، بالإضافة إلى نوبات الهلع التي يمكن أن تؤدي للإصابة بالدوار والهبات الساخنة والتعرق ، وارتفاع معدل ضربات القلب أو عدم انتظام ضربات القلب ، بالإضافة إلى الشعور بالغثيان أو آلام في المعدة عند التفكير في الموت ، الشعور بالاكتئاب والقلق بشكل ما .
كما يمكن أن يؤدي وسواس الموت إلى العزلة وتجنب التواصل مع الأهل والأصدقاء لفترات طويلة ، هذه الأعراض قد تذهب وتأتي طوال حياة الفرد ، فقد يعاني الشخص من قلق معتدل من الموت عند تفكيره في موته ، أو تفكيره في موت أحد أفراد أسرته ، مثلما يحدث عندما يكون أحد أفراد الأسرة مصابا بمرض خطير كالسرطان ، وإذا كان القلق مرتبطا بقلق أو حالة اكتئاب أخرى ، فقد يعاني الشخص أيضا من أعراض أخرى مرتبطة بهذا القلق أو الاكتئاب ، وفي بعض الحالات قد يصل الخوف من الموت إلى التسبب بنوبات الهلع .
علاج وسواس الخوف من الموت
يركز علاج الوسواس بما فيها وسواس الخوف من الموت على تخفيف الرهبة والقلق المرتبط بهذه الوساوس ، ويمكن للطبيب المعالج اللجوء لعدة خيارات :
العلاج النفسي
قد تساعد العلاجات النفسية وعلاجات التحدث مع المعالج النفسي في تقليل الخوف من الموت ، ويمكن اللجوء للإقناع بالمعتقدات الدينية لتقليل هذه المخاوف ، وهذا النوع من العلاج يركز على تدريب الفرد على تغيير التفكير وإعادة تركيز المخاوف عن طريق التحدث عنها .
العلاج السلوكي المعرفي
العلاج السلوكي المعرفي أو العلاج المعرفي السلوكي يعمل عن طريق تغيير أنماط سلوك الشخص ، حتى يتمكن من تكوين سلوكيات وطرق تفكير جديدة ، سيساعد الطبيب الشخص على التوصل إلى حلول عملية للتغلب على مشاعر القلق عن طريق تطوير استراتيجيات تسمح له بالهدوء عند التحدث أو التفكير في الموت .
تقنيات الاسترخاء
قد تساعد تقنيات التأمل والتخيل وتنظيم التنفس في تقليل الأعراض الجسدية للقلق عند حدوثه ، بمرور الوقت قد تساعدك هذه التقنيات في تقليل المخاوف المحددة مثل وسواس الموت ، ومن أمثلة هذه التقنيات تمارين التنفس العميق ، والتركيز على أشياء محددة في الغرفة مثل حساب عدد البلاطات في الحائط ، أو التأمل والتركيز على صور إيجابية .
الأدوية
قد يصف الطبيب بعض الأدوية لتقليل القلق والشعور بالهلع المرتبطين بالوساوس ، الدواء نادرا ما يكون علاجا طويل الأجل ، حيث يمكن استخدامه لفترة قصيرة من الوقت أثناء العمل على مواجهة خوفك أثناء العلاج .