الوساطة

تُعتبر الوساطة هي طريقة لحل نزاع ما ، حيث يلجأ كلا الطرفين المختصين بالنزاع بإدخال طرف آخر محايد ، ويقوم هذا الطرف بدور الوسيط للوصول من خلال هذا الوسيط أو الطرف الآخر لاتفاق يُرضي الطرفين ، وهذه العملية تتم بالبعد عن الإجراءات القانونية والقضائية في النزاع القائم ، فهي من العمليات الابتكارية التي تُشجع على تلبية حاجات جميع الأطراف وتسعى لعدم الالتزام بقواعد القانون الجامدة ، ولا يقوم الطرف الثالث بفرض الحل بل تطلبه الأطراف المتنازعة من الطرف الوسيط لمساعدتهم في الحل المناسب ، ويستفيد كلا الطرفين من هذه الوساطة .
انواع الوساطة
الوساطة الفردية : وهي قيام أحد الأفراد بعمل دور الوسيط بين الأطراف محل النزاع والمقصود بالفرد هنا الشخص العادي أو الطبيعي ، ويُمكن أن يكونوا مجموعة من الأفراد فعلى سبيل المثال الوساطة الفردية في التنازع الأهلي والإقليمي قد نجحت في مجال الحروب الأهلية والتنازعات القبائلية ، وهناك عدة وساطات قامت بين دولة موريتانيا ، والسنغال ، والمغرب ، وذلك فيما يخص نهر السنغال بعام ألفان وواحد .
الوساطة الجماعية : ومن اسمها يتم استخدام مجموعة من الأشخاص المعروفة والمنزهة لعمل الوساطة مثل لجنة الحكماء ، أو 2 ، أو أكثر من الدول في الإطار الإقليمي أو الدولي ، وتتم جهود التوسط في كنف هذه المنظمات ونتائجها تكون المقدرة على حل النزاع الموجود بين الأطراف والتوصل لمرحلة جديدة تتم فيها المفاوضات بطريقة مباشرة ، وفي حالة عجز الأطراف محل النزاع عن التوصل لحل المشكلة أثناء التفاوض المباشر ، فيتم طلب دخول طرف من الأطراف الدولية الأخرى لمحاولة إيجاد الحل المناسب فيما يخص النزاع ، والوقوف لمنع حدوث التطور فيه وتفاقم الأزمة .
الوساطة المزدوجة : وهي إحدى صور الوساطة الخاصة التي يتم اللجوء إليها فيما يخص التنازعات الجدية والخطيرة ، حيث يُمكن لهذه التنازعات أن تهدد الأمن والسلم العام وهي اختيار كل دولة من دول التنازع لدولة أخرى تُسلمها مهام التفاوض فيما يخص مشكلة النزاع ، وتقوم هذه الدول التي تم اختيارها للوساطة بعدم قطع علاقاتها السلمية بين الدول طرفي التنازع ومن ثم تعمل على التفاوض بينهم في تسوية الأزمة بشرط ألا تتجاوز الفترة المسموحة لهذه الدولة للقيام بجهودها في التوسط عن شهر كامل ، وخلال هذه الفترة يستطيع أطراف التنازع اتباع أسلوب المحاورة والمناقشة لحل النزاع .
الوساطة القضائية : ويمكن اللجوء لوساطة القضاء في حل المنازعات من خلال الاعتماد على بعض الوسطاء الذين تعتمدهم المحكمة ويكونوا من قدامى المحامين ، أو من بعض القضاة المتقاعدون عن العمل ، أو من الخبراء المختصين في كافة الميادين ويعملون بشكل غير حكومي .
الوساطة الاتفاقية : وهي من خلال عمل اتفاق بين الدولتين لعدم عرض القضية محل التنازع على المحكمة ، حيث يقوموا بطريقة مباشرة بالتقدم للوسيط بعد الاتفاق عليه ويتم ذلك من خلال عقد تم إبرامه سابقاً أو بعد حدوث التنازع .
الوساطة القانونية : وهي الوساطة التشريعية التي يقتضينها النص القانوني ويتم فيه النص على تحويل الطرفين للوساطة ، وذلك قبل التعرض لمرحلة التوجه للمحاكم .
مراحل الوساطة
لكي تتم عملية الوساطة بشكل نموذجي يجب أن يعلم الوسيط بوجود 4 من المراحل وهي :
• المقدمة .
• عقد الجلسة المشتركة .
• عقد الاجتماعات المغلقة .
• عمل التسوية ثم الاتفاق .
اهداف الوساطة
• تهدف الوساطة لتحقيق الحرية الكاملة لطرفي التنازع للاحتكام إليها بمنتهى السرية .
• تهتم الوساطة لتحقيق المعايير الأخلاقية مما يعطي الكفاءة للوسيط .
• تهدف الوساطة لتوفير النية الحسنة للوصول للحلول المقبولة للقضايا المتنازع عليها وذلك عن طريق توفير المراقبة القانونية .
• تسمح الوساطة بتوضيح النقاط الغامضة فيما يخص النزاع ووضع التفسيرات لها .
• تهدف الوساطة للمحافظة على وجود علاقات بالمستقبل بين الدول محل النزاع ولكن اللجوء للقضاء قد يؤدي لقطع العلاقات بين الدول بطريقة نهائية .
• هي من الحلول السريعة لتقريب وجهات النظر بين الدول بطريقة حيادية دون الانحياز لطرف معين .
الفرق بين الوساطة والتحكيم
يوجد فرق رئيسي بين كلاً من الوساطة والتحكيم وهو أن الوساطة تستطيع التوصل لحلول ودية ، وذلك من خلال وجود الأطراف بهذه الوساطة ، أما التحكيم فيتم الالتجاء فيه إلى التحكيم الذي يقوم بالفصل عن طريق إصدار الأحكام فيما يخص جهات التنازع ، ويتم استخدام الوساطة في التنازعات على المستوى العائلي والتجاري والاجتماعي ، وذلك للتصالح فيها والتوصل لحل يُرضي الأطراف المتنازعة .