المفعول المطلق

للجملة الفعلية في اللغة العربية ركنين أساسيين ، حيث تتكون من الفاعل والمفعول ، بالإضافة لبعض الأركان الأخرى والتي قد لا يغير حذفها معنى الجملة ، لكنها تُضاف لزيادة المعنى وإضفاء مغزى أعمق وأوضح للجملة ، وتكوّن المفاعيل أحد تلك الأركان الفرعية في الجملة الفعلية ، نشرح اليوم باستفاضة أحد أنواع المفاعيل وهو المفعول المطلق .
شرح المفعول المطلق
المفعول المطلق يُعد اسمًا مشتقًا من لفظة الفعل الأصلي في الجملة ، ويعد كمصدر ويأتي نكرة بدون تعريف ، ولا يقترن بزمن معين ولا يرتبط به ألفاظ أخرى مقيدة له وحده مثل بقية المفاعيل الأخرى كالمفعول به أو المفعول له وخلافهما ، ولا يؤثر وجوده من عدمه في الجملة ، لكن بإضافته يزداد التأكيد على الفعل وإبرازه أكثر .
وللمفعول المطلق أنواع مختلفة ، مثل أن يأتي مفعولًا مطلقًا للتأكيد على الفعل الأصلي ، أو يأتي كمفعول مطلق مبين لنوع الفعل وما ينم عنه ، أو أن يأتي كمفعول مطلق مبين للعدد ، وجميعها استخدامات صحيحة وشائعة ، وكلها تصنف تحت ذات التصنيف .
وقد يتساءل البعض عن جواز تثنية وجمع المفعول المطلق من عدمه ، وفي الحقيقة هذا يحدث فقط طبقًا لنوع المفعول المطلق ، فلو كان مفعولًا مطلقًا للتأكيد على الفعل فلا يجب أبدًا تثنيته أو جمعه ، في حين يمكن تثنية وجمع كلًا من المفعول المطلق المخصص لبيان نوع الفعل أو عدده ، ويختلف المعنى مع اختلاف الفعل .
اعراب المفعول المطلق
كأغلب أنواع المفاعيل ، فالمفعول المطلق يعرب بالنصب ، ولا يأتي إلا منصوبًا ، فقط تختلف علامة النصب طبقًا للاسم ، حيث يأخذ المفعول المطلوق علامة الفتحة ( َ ) لو كان مفردًا كما في حالة التأكيد ، أو جمع تكسير، وينصب بالياء إذا أتى مثنى أو جمع ، وحالة النصب الأخيرة تكون بالكسرة إذا كان جمع مؤنث سالم .
وفي الإعراب يجب ذكر أن الاسم مفعول مطلق ، على عكس بعض الأسماء الأخرى ، حيث يعرب كمفعول مطلق منصوب بعلامة النصب المناسبة ويتم إضافة نوعه في بعض الأحيان ، مثل في حالات بيانه للنوع أو العدد فيتم تسميته كمفعول مطلق مبين للنوع أو مبين للعدد .
نائب المفعول المطلق
قد تأتي كلمة أخرى في الجملة تنوب عن المفعول المطلق أو تقوم بعمله ، قد لا تكون مشتقة من لفظ الفعل وقد لا تكون مصدرًا ، لكنها تؤدي نفس الغرض وتأخذ نفس الحكم الإعرابي للمفعول المطلق ، ويطلق عليه نائب عن المفعول المطلق أو نائب عن المصدر ، ويمكن أن يأتي النائب عن المفعول المطلق في بعض الحالات كالآتي :
- ينوب عن المفعول المطلق أي لفظ يحدد درجة توكيد الفعل ، مثل ( كل ) و ( أي ) و ( بعض ) .
- ينوب عنه لفظ النعت الذي اتصف به ، فيمكن وقتها حذف المفعول المطلق واستبداله بنعت لتوسيع الدلالة .
- النائب الذي يرادف أو يشارك في المعنى ، فمثلًا يمكن استخدام مفعول مطلق مثل قيامًا مع فعل وقفت ، أو فعل جلست مع مفعول مطلق قعودًا ، حيث يؤدي كل منهما معنى آخر للفعل .
- النائب الذي يشابه الفعل في مادته ، حيث يأتي النائب من ذات مادة الفعل الأصلية وليس المصدر ، مثل ” أنبت نباتًا ” حيث أن نباتًا ليس مصدرًا لفعل أنبت لكنه يشترك مع الفعل في أصل مادته ( نَ بَ تَ ) .
- النائب الذي يضاف لبيان النوع ، مثل ( جلس القرفصاء ) والتي أصلها ( جلس جلوس القرفصاء ) .
- ينوب عنه ما يذكر لبيان العدد ، وهي أسماء تدل على عدد مرات وقوع الفعل .
- ينوب عن المفعول المطلق اسم الإشارة لو تقدم عليه .
- تنوب عنه بعض أدوات الشرط مثل ( ما ) و ( أي ) و ( مهما ) .
امثلة على المفعول المطلق من القرآن الكريم
في القرآن الكريم عدة أمثلة تبين المفعول المطلق وتستخدم كأمثلة للإعراب كما الآتي :
ـ قال تعالى : ” وَرَتِّلْ القْرْآنَ تَرْتِيلاً ” ( سورة المزمل الآية 4 ) .
ـ قال تعالى : ” الـزَّانِيَـةُ والـزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِـدٍ مِنْهُـمَا مِائَـةَ جَلْدَةٍ ” ( سورة النور الآية 2 ) .
في هذا المثال ، المفعول المطلق أتى مبينًا للعدد ( مائة جلدة ) .
قال تعالى ” وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأولَى… ” ( سورة الأحزاب الآية 33 ) .
قال تعالى ” يا أَيَّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا الله ذِكْراً كثيراً ” ( سورة الأحزاب الآية 41 ) .
قال تعالى ” سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّاً كَبِيراً ” ( سورة الإسراء الآية 43 ) .