حساسية الحليب عند الرضع

كتابة: أ . شروق مصطفى آخر تحديث: 24 سبتمبر 2019 , 18:58

انتشر تشخيص حساسية الحليب بين الرضع في الفترة الأخيرة انتشارا كبيرا ، حتى أن هناك بعض الحالات التي قد تشابهت أعراضهم مع الأعراض العادية التي تصيب معظم حديثي الولادة مثل الانتفاخ والبكاء المستمر أو حتى الارتجاع ، ولتلاشي ذلك اللبس سنوضح معا بعض أهم الأسباب والأعراض وكذلك العلاج لذلك المرض المقلق .

اسباب حساسية الحليب عند الرضع

تعتبر حساسية الحليب هي مرض مناعي ، ويمكن وصفه على أنه خلل معين يحدث لجهاز المناعة يجعله مقاوما لبروتينات الحليب ، أو أحد منها على الفور عند تناوله سواء كان الحليب على صورته الأساسية أو شكل من أشكاله الأخرى .

يعتبر السبب الرئيسي وراء رد فعل جسم الرضيع تجاه منتجات الحليب هو إفراز الجسم لمواد تهاجم بروتين الحليب وبقوة عند التعرف عليه ، وهناك نوعان من البروتينات ومنها بروتين الكازين .

عند تناول الرضيع الحليب الصناعي أو تناول الأم التي تعتمد على الرضاعة الطبيعية المطلقة في إطعام الرضيع ، فإنه في الغالب وعلى الفور سيتأثر الرضيع بصورة مباشرة وستظهر عليه بعض الأعراض التي من شأنها أن تؤكد وجود الحساسية .

هناك فرق بين حساسية الحليب وعدم تحمل بروتين الحليب ، حيث أن حساسية الحليب هي مرض مناعي ، أما عدم التحمل فهو مرض يتبع الجهاز الهضمي وحتى أن أعراضه تهاجم الجهاز الهضمي فقط .

اعراض حساسية الحليب عند الرضع

الارتجاع الزائد عن الحد والذي يجعل الرضيع غير قادر على الرضاعة رغم الشعور بالجوع ، وكذلك عدم قدرته على النوم في وضع مسطح ، هو من أبرز الأعراض المصاحبة لحساسية الحليب .

يمكن اعتبار التقيؤ وكثرة التجشؤ أيضا أحد الأعراض المهمة ، كذلك المغص الذي يؤدي إلى البكاء المستمر والإسهال الذي يصل إلى أكثر من 8 مرات في اليوم وفي بعض الأحيان قد يكون مصحوبا بمخاط أو دم في بعض الحالات المتقدمة .

هناك بعض الأعراض التنفسية مثل سيلان الأنف والعيون الدامعة باستمرار وكذلك ضيق التنفس والسعال المصحوب بالافرازات المخاطية الكثيفة ، وكذلك بعض الأعراض الجلدية مثل الطفح الجلدي والتسلخات والالتهابات الجلدية .

حساسية الحليب والرضاعة الطبيعية

يمكن التقنين من منتجات الحليب للأم المرضعة والتي تعتمد على الرضاعة الطبيعية فقط ، لتبتعد عن منتجات الحليب بصفة عامة أو بعض المنتجات التي يدخل فيها بروتين الحليب كمادة حافظة .

عند رؤية أحد المنتجات مكتوب عليه يحتوي على حليب أو مصل الحليب أو الحليب المجفف أو الزبد أو السمن أو الكازين ، فعلى الفور يتم الابتعاد عن تناوله حرصا على صحة الرضيع .

يمكن الاستعانة ببعض أنواع الألبان الصناعية التي تتناسب مع حساسية الحليب والتي يمكن أن تعمل على توازن التغذية للرضيع ، لأنه وفي معظم الأحيان تفتقد الأم المرضعة إلى بعض أهم العناصر الغذائية عند ابتعادها عن تناول أصناف كثيرة .

في تلك الحالة يوصي الطبيب المعالج الأم المرضعة بأخذ بعض الفيتامينات المعوضة ومن أهمها الكالسيوم ، فهو العنصر الأساسي الذي يقوم الحليب بإمداد الجسم به بالطبع .

يتم الاهتمام بالرضيع كذلك بأخذ بعض الفيتامينات التكميلية مثل فيتامين د ، وكذلك الكالسيوم بجرعة كبيرة لتعويض النقص الحاصل بسبب عدم قدرته على تناول الحليب أو مشتقاته .

حليب صناعي لحساسية الحليب

هناك عدة أنواع مخصصة من حليب الأطفال المصابين بحساسية الحليب وهي تساهم بشكل أساسي في الرضاعة الصناعية ، وتعتمد تلك الأنواع على تركيبة مميزة ومتكاملة ومعتمدة في الأساس على الأحماض الأمينية سهلة الامتصاص والهضم .

تعتبر تلك المنتجات المخصصة لتلك الحالات باهظة الثمن بعض الشيء ، وذلك لعدم احتوائها على أي شكل من أشكال الحليب وتعتبر تلك التركيبة متطورة ومتخصصة لحالات حساسية الحليب فقط .

عند بداية تناول الرضيع للطعام بعد الشهر الخامس أو السادس ينصح أيضا بالابتعاد عن مشتقات الحليب لفترة ، ويمكن الاستعاضة عنها ببعض الأغذية التي تحتوي على نسبة عالية من الكالسيوم مثل السمسم والبروكلي والجوافة وغيرهم الكثير .

متى تختفي حساسية الحليب

تختفي حساسية الحليب بعد فترة من منع تناول الأطعمة التي تحتوي على الحليب أو مشتقاته لفترة لا تقل عن عام واحد ، ويكون بعدها الطفل محظوظا وفي الغالب يتم الشفاء نهائيا من تلك الحالة .

هناك بعض الحالات التي يعجز فيها الجسم عن التعرف على بروتين الحليب حتى بعد فترات المنع الطويلة ، وللأسف لن يكون الطفل قادرا على تناول الحليب طوال حياته .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المزيد من المواضيع في قسم صحة الاطفال الذهاب الى الصفحة الرئيسية
زر الذهاب إلى الأعلى