السلطانة قسم

السلطانة قسم أو التي يطلق عليه ماه بيكر والذي يعني وجه القمر ، هي يونانية الأصل تعتبر من أقوى وأجمل وأغنى النساء في العصر العثماني ، وقد انتقلت إلى اسطنبول الذي كانت مقر الدولة العثمانية ، وبعد أن دخلت إلى الإسلام تزوجت من السلطان العثماني الرابع عشر أحمد الأول ومثل العديد من السلطانات العثمانيات لعبت كوسم دور كبير في تاريخ الدولة العثمانية ، وسوف يحدثكم موقع ويكيات فيما يلي على قصة السلطانة الجميلة والمراوغة قسم .
قصة السلطانة قسم
لقد كان لها العديد من النفوذ وكانت مؤثرة جدًا حتى أن تأثيرها في البلاط العثماني أمتد لمدة تصل إلى خمسون عامًا ، ففي البداية كانت بجانب زوجها في الحكم ، وبعد ذلك كانت بجانب ابنائها ، وهي من مواليد اليونان وذلك في سنة 1590 وكان يطلق عليها اسم أناستاسيا ، وتم بيعها كجارية ونقلها إلى اسطنبول وهي في الـ 15 من عمرها ، ودخلت قصر الملك أحمد الاول لتكون جارية به ، وأحبها السلطان وكان هذا دافع لها أن تدخل إلى الإسلام وبالفعل تزوجها ، وكان من شدة حبه لها وثقته بها يسمح لها بالتدخل في الحكم ، ولقد أنجبت منه خمسة أبناء وخمس بنات .
كانت السلطانة كوسم تحب الشعب كثيرًا ؛ لهذا السبب فإنها قامت بعمل العديد من الأعمال الخيرية التي لا حصر لها ، إضافة إلى أنها كانت تدفع الديون عن الأشخاص الذين تم الحكم عليهم بالسجن نتيجة الديون وذلك من خلال زيارتها إلى السجن في كل عام بالتحديد في شهر شعبان ، إضافة إلى أنها كانت تحرص على تجهيز البنات الفقراء للزواج ، وقامت ببناء العديد من الأبنية التي يحتاج إليها المسلمين مثل المدارس والمساجد .
وهي في السن الـ 28 توفى زوجها وتم إبعادها عن الحكم وإخراجها من القصر إلى القصر القديم ، ولكنها كانت أذكى من أن تستلم لهذا الأمر ، فمن خلال حيلها تم تعيين ابنها مراد الأول الحكم ومن ثم قام بتعيينها في دور السلطانة الأم كان ذلك في عام 1642 ، ومن عام 1640 تم تعين أبنها إبراهيم وذلك لمدة ثماني سنوات ، ولكن ابنها إبراهيم كان منشغل عن السلطة بالخمر والنساء وكان الحكم في الأول والأخير إلى السلطانة قسم ، وهذا الأمر هو الذي دفع الشعب أن يطلق على هذه الفترة اسم نفوذ قسم ، وكان عدم اهتمام السلطان إبراهيم بالحكم تسبب في خلعه وتعيين ابنه محمد الذي لم يكن قد وصل إلى سن السابعة من عمره ، ولكن السلطانة خديجة تارخان والدته هي التي كان لها الحكم وكانت سبب في قتل السلطانة قسم .
السلطانة كوسم الأولاد
لقد أنجبت السلطانة كوسم بعد زواجها من السلطان أحمد الأول خمس أبناء وخمسة بنات ، الأبناء كانوا ( شاه زاده محمد ومراد محمد ومراد الرابع وشاه زاده قاسم وشاه زاده سليمان وإبراهيم ) أما بالنسبة للبنات فكانت أسمائهم ( فاطمة سلطان وهانزاده سلطان وعائشة سلطان وبورناز عاتكة سلطا وجوهر خان سلطان ) .
عندما حكم ابنها إبراهيم وكما وضحنا أنه انشغل بملذاته عن الحياة من نساء وخمر ، فإنه هدد والدته إن يبعدها عن اسم السلطانة الأم إذا لم تتوقف عن التدخل في شئون البلاد ، وكان هذا سبب واضح جعلها تقوم بالحيل التي نفت من خلاله ابنها كما أنه سلمته إلى الجلاد ليقوم بتقتله بعد عشرة أيام من ذلك ، وكان هذا عقاب بالنسبة له على تهديده لوالدته التي على الرغم من ذكائها فإنها كانت قاسية .
موت السلطانة قسم
بعد أن تم طلب رأس السلطان إبراهيم بسبب كثرة علاقته النسائية وكثرة شربه للخمر ، الذي سبب العديد من المشاكل ، كان هذا سبب كافي ليتم إبعاد السلطان إبراهيم عن الحكم وتعين السلطان الصغير ابنه ، وقد أمست السلطانة خديجة تارخان والدته هي الحاكمة الفعلية ، مما سبب الإزعاج الشديد إلى السلطانة قسم ، وكان هذا دافع قوي بالنسبة لها أن تحاول قتل السلطان محمد ووالدته السلطانة خديجة تارخان ،وكانت خطتها أن تعين أي واحد من إخوته لتسيطر عليه ، ولكنها لم تتمكن من تنفيذ هذه الخطة ، وفي نفس الوقت قررت السلطانة خديجة تارخان قتلها ، وعندما عملت السلطانه قسم حاولت الهرب ولكنها لم تتمكن القيام بذلك ولحق بها الخدم وقاموا بقتلها خنقًا ، وكان ذلك في عام 1651 ميلاديًا وكان خروجها لدفنها بجوار زوجها حدثًا ضخمًا على الرغم من أنها عرفت بقسوتها إلى أنها قدمت الكثير من الأعمال الخيرية التي كانت مفيدة للشعب وهذا الأمر كان كفيل أن يشفع لها