الجاحظ

يعد الجاحظ من أشهر علماء العصر العباسي فقد ذاع صيته بشكل كبير في هذه الفترة ، حيث كان من أعلام عصره ، وقد كان يتمتع بفصاحة اللسان وبلاغة أسلوبه ، وقد أطلق عليه اسم الجاحظ بسبب وجود جحوظ في عينه .
قصة الجاحظ
يعرف الجاحظ على أنه هو أبو عثمان عمرو بن بحر الكناني البصري ، ينسب إلى قبيلة كنانة ، وقد أطلق عليه هذا الاسم لوجود جحوظ في عينيه وهو من أعظم أعمدة الأدب العباسي ، وكان من المعتزلة في زمانه ، قام بالعديد من المؤلفات في جميع المجالات وكان من أشهرها كتاب البخلاء وكتاب الحيوان ، وكتاب البيان والتبيين ، وقد قام بالجمع بين الثقافات العربية واليونانية والفارسية والهندية وجميع المجالات الأدبية .
كان يعمل في بداية حياته بائعاً للخبز والسمك ، ثم أتقن دراسة اللغة العربية وآدابها حيث تتلمذ على يد الأصمعي والأخفش والكثير من الأدباء والأعراب ، كان يفكر كثيراً قبل اتخاذ القرارات ، وكان لديه اقتناع تام بأنه من الضروري إجراء التجربة التي تجعلنا نتأكد ونثق في معلوماتنا .
صفات الجاحظ
كان من أهم السمات التي يتميز بها الجاحظ هو سلامة أسلوبه والوضوح في التعبير عما يدور في ذهنه من أفكار ، وكان يتسم أسلوبه بالسهولة والنقاء والكوميديا والمنطق والسرد القصصي ، كان لديه إتقان في استخدام أسلوب الاستطراد الذي قام بدراسته من الأدباء الآخرين ، ويمكن إيجاز بعض السمات التي يتسم بها الجاحظ ومنها :
– استخدام أسلوب الاستطراد وهو الابتعاد عن الموضوع محور الحديث ثم العودة للموضوع مرة أخرى .
– الخلط بين الجد والهزل .
– تعدد الجمل الاعتراضية .
– يتميز بالإطناب .
– تتميز كتاباته بسهولة الألفاظ .
– تتميز مؤلفات الجاحظ باستخدامه لأسلوب الاستقصاء .
– يمكن أن يقوم في كتاباته سواء للكتب أو للمؤلفات الأخرى أن يقوم بتجزئة الجمل إلى فقرات أصغر .
لقب الجاحظ
كان يطلق على الجاحظ هذا الاسم وذلك بسبب تضخم عينيه وكان يتحلى بعلامات واضحة في حدقتيه ، وهذا جعل شكله ليس محبب لدى الكثيرين ، وكان يطلق عليه أحياناً الحدقي وكان هذا المسمى لا يستخدم كثيراً بينما كان المعروف بشكل أكبر هو الجاحظ بالرغم من أن هذا اللقب لم يكن محبب إليه ، ولكن استمر معه هذا الاسم واشتهر به وكان معروف به قديماً وحديثا .
اهم انجازات الجاحظ
ولقد قام الجاحظ بتقديم عدد المؤلفات التي قام بإعدادها في العديد من الموضوعات المختلفة منها ، اللغة والأدب ، والبلاغة ، والخطابة ، والشعر ، والمهارات الأدبية ، وعلم الحيوان ومن أهم المؤلفات التي قام بها الجاحظ :
– كتاب الحيوان : يعتبر هذا الكتاب من أهم مؤلفات الجاحظ حيث أنه يتناول موضوعات تتحدث عن الفيلسوف أرسطو ، وأخرى تتحدث عن الحيوانات ، واللاهوتية ، والاجتماعية ، والموضوعات اللغوية ، حيث أن هذا الكتب الضخم يعتبر من أكبر مؤلفات الجاحظ .
– كتاب البخلاء : وكان يشمل هذا الكتاب على ثمانية أجزاء ضمت مجموعة عديدة ومختلفة من القصص والموضوعات التي تتحدث عن البخل ، والبخلاء وعرض ذلك بالنقد الاجتماعي ، وكان يستخدم أسلوب السخرية بشكل كبير في هذا الموضوع .
– كتاب البيان والتبين : وهذا الكتاب الضخم يتضمن الأسلوب الأدبي الصحيح الذي قام الجاحظ بتناوله، وحسن استخدام اللغة العربية .
– مقال مآثر الترك : وقام الجاحظ بتقديم مثل هذا المقال حتى يتناول فيه السمات العسكرية لكل من الجنود والأتراك التي يجب أن يتحلى بها كل منهما .
– البخالة ( كتاب الأخطاء ) : كان يشمل على قضايا في النقد الاجتماعي وقد استخدم فيه الجاحظ أسلوب السخرية .
وفاة الجاحظ
كان الجاحظ مصاب بمرض الفالج في أواخر أيامه وهذا المرض إحدى أنواع الشلل النصفي ، وكان يصف أبو العباس محمد بن يزيد المبرد في أواخر أيامه فيقول ” دخلت على الجاحظ في آخر أيامه فقلت له كيف أنت ؟ فقال كيف يكون من نصفه مفلوج لو حز بالمناشير ما شعر به ، والنصف الآخر منقرس لو طار الذباب بقربه آلمه ، وأشد من ذلك ست وتسعون سنة أنا فيها ” ويقال أنه بالرغم من مرضه فإن سبب وفاته كان أنه في إحدى أيام شهر محرم سنة 255 هجرية ، كان قد دخل إلى مكتبته الضخمة بمفرده فوقعت عليه كل الكتب فمات .