صعوبة التخاطب عند الاطفال

يعاني الطفل المصاب بصعوبة التخاطب من مشكلة في التواصل مع الآخرين ، هو قد لا يفهم أولا يقدر على إصدار الصوت أو الكلام بالطريقة الصحيحة ، قد يعاني الطفل كثيرا في اختيار الكلمات أو ترتيب تلك الكلمات أو حتى بناء الجملة بشكل صحيح .
ما هو التخاطب
التخاطب هو القدرة على التواصل فيما بين الأشخاص وبعضها سواء بالكلام أو الإشارة أو الأفعال ، أما عن التخاطب عند الأطفال فهو يعني أن يكون الطفل على القدر الكافي من التفاهم والتواصل الذي يؤهله لفهم المجتمع من حوله ، ويعطيه القدرة على الاندماج وسط أقرانه من نفس السن .
يشمل التخاطب كل تلك القدرات على الاستقبال والتعبير من حيث الفهم واللغة المنطوقة والمحادثات ، وكذلك التعبير عن مكنوناته بشكل سليم ، وكذلك الوصول للمعدل الطبيعي للكلام بشكل صحيح خلال سن معين .
صعوبة التخاطب عند الاطفال
تتمثل تلك الصعوبات في عدم قدرة الطفل على الكلام بطلاقة بالنسبة للأطفال في سنه ، وكذلك عدم قدرته على فهم الكلام أو الأوامر الموجهة إليه بشكل صحيح ، هناك بعض الأطفال ممن لا يقدرون على التركيز أيضا بجانب تلك الأعراض .
قد لا يقدر الطفل على التمييز بين الأشياء أو تسميتها بأسمائها الصحيحة ، يمكن أن تستمر تلك المشكلة إذا لم يتم التعامل معها إلى أن تصل معه إلى سن المدرسة ، ويعتبر التواصل مع أخصائي التخاطب والطبيب النفسي هو الخيار الأمثل في تلك الحالة والذي سينصح على الفور بعمل جلسات التخاطب .
جلسات التخاطب لطفل 3 سنوات
غالبا ما يحب الآباء رؤية أولادهم يتكلمون في ذلك السن ويحبون التحدث إليهم ، ولكن من المحزن أن نجد الطفل في السن ما بين 2 إلى 3 سنوات غير قادر على الكلام على الإطلاق ، أو يمكنه نطق بعض الكلمات فقط مع التأتأة أو ليس لديه أي قدرة على التمييز والفهم .
يأتي هنا دور أخصائي التخاطب الذي يقوم بعمل جلسات التخاطب والتي تكون في ذلك السن في البداية بمفرده ، ويعمل فيها المختص على عمل بعض الألعاب التي تهدف إلى التواصل والقدرة على تمييز الألوان في هذا السن ، وكذلك القدرة على تنفيذ الأوامر البسيطة للجمل المكونة من كلمتين أو ثلاث على الأكثر في بادئ الأمر .
بعد ذلك وعند الاستجابة الإيجابية للطفل يتم توجيهه إلى جلسات التخاطب الجماعية ، والتي تهدف إلى تنمية حس المشاركة مع الأطفال الآخرين ، حتى يكون الطفل على قدرة أكبر ووعي بمن حوله ومشاركتهم نشاطاته وألعابه ، ويكون أيضا قادرا على وصف الأشياء بصورة مبسطة .
جلسات تخاطب بالمنزل
تعد المشاركة من قبل الوالدين مهمة للغاية في علاج اضطراب التخاطب وصعوباته ، وتعتبر المشاركة مع الطفل والجلوس معه لفترات طويلة وتوجيه الكلام إليه هي أولى الخطوات نحو العلاج .
يمكن عمل جلسات للتخاطب في المنزل وذلك عن طريق القراءة للطفل بشكل مستمر والحرص على أن تكون تلك الكتب مصورة وذات ألوان زاهية ومناسبة لذلك السن لتشجعه على التواصل معك .
يمكن البدء في تقليد الأصوات للحيوانات أو الطيور ، وكذلك التعرف على الإشارات الخاصة بالأشياء والحركات التي تعبر عنها ، ويمكن أن تعتمد على الألعاب ذات الأقمشة الناعمة والخشنة والألوان الغنية التي تحفز الطفل على تشغيل دماغه عند اللمس أو النظر .
تمارين جلسات التخاطب
يمكن أن تكون التمارين الخاصة بجلسات التخاطب قائمة على المشاركة ، حتى وإن كانت تلك الجلسات فردية ، ولكن يقوم أخصائي التخاطب بتهيئة الطفل للمشاركة ويقوم بعمل ذلك عن طريق تقديم بعض الأشرطة المصورة والفيديوهات التعليمية التي تخدم ذلك الغرض .
يقوم الطفل بالتجاوب مع كل من الأوامر المقدمة إليه ويقوم أيضا بالتعبير عن كل صورة يراها من حيث اللون والحجم وغيرها ، مما يشجع الطفل على تعلم بعض الألعاب التي تنمي المهارات لديه .
تعتمد الجلسات أيضا على العديد من الاستراتيجيات التي تهدف إلى تنمية تفكير الطفل وتحفيزه على إدارة المواقف الاجتماعية وكيفية التصرف فيها ، مما يجعل قدرته تزيد على المحادثة والنطق والتعبير عن الأشياء .
يمكن أن تشارك المدرسة أيضا في تنمية المهارات لدى الطفل الذي لديه صعوبة في التخاطب ، وتلك الخدمة لا تتوافر إلا في مدارس معينة مختصة بمثل تلك المهارات ، وقد يشمل البرنامجي المدرسي في تلك الحالة تطوير بعض المهارات مثل علاج النطق والتواصل الاجتماعي والدعم داخل الفصل ومساعدة المعلم .