عوامل النهضة الادبية في العصر الحديث

إن النهضة الأدبية بالعصر الحديث قامت من خلال الاستفادة من الكثير من الأمور التي عززت من قيامها وتطورها ، وهناك العديد من العوامل التي أدت للوصول بالنهضة الأدبية لشكلها الحالي ، وفي السطور التالية سنتحدث عن عوامل تلك النهضة مع توضيح كل عامل من تلك العوامل .
انشاء المدارس
تم إنشاء العديد من المدارس بالكثير من الدول العربية التي كانت عنوان التقدم والازدهار بتلك الدول ، مثل لبنان التي انتشرت بها المدارس بشكل كبير ، حيث تم إنشاء وزارة المعارف اللبنانية والمدارس الخاصة وانتشرت الثقافة بلبنان ، وبالنسبة لمصر فقد تم إضافة العلوم الحديثة للأزهر الشريف ، وكانت المناهج على الطراز العلمي الحديث ، وتم تقسيم التعليم لثلاثة مستويات وهي التعليم الابتدائي والثانوي والتعليم العالي .
ولقد حافظ الأزهر الشريف على اللغة العربية في النهضة الحديثة ، حيث قام رجال الأزهر بنقل الكتب العلمية وإعادة صياغتها للعربية ، كما أرسلت البعثات التعليمية للدراسة في أوروبا ، وبالنسبة للدول العربية مثل سوريا لم تتواجد الجامعات سوى بعد أعقاب الحرب العالمية الأولى ، وذلك عند تولي الملك فيصل شئونها فقام بإنشاء الجامعة السورية وزاد عدد المدارس بكافة المستويات في البلاد العربية ، وكانت تحت رعاية الحكومات بهذه الدول ، ولقد تحققت الغاية المنشودة من إنشاء هذه المدارس .
ظهور الطباعة
تُعتبر الطباعة من أهم الطرق التي يتم نشر المعرفة بها بين جميع طوائف المجتمع ، وقد تم إنشاء المطابع بالقرن الخامس عشر الميلادي ، وبخصوص الأحرف العربية فقد تمت طباعتها بعام ألف وخمسمائة وأربعة عشرة ميلادي بإيطاليا ، أما في نصف القرن 16 عُرفت الطباعة بالأستانة ، ووجدت المطابع العربية بعام ألف وستمائة وعشرة ، وكانت بلبنان ومن بعدها سوريا التي قامت بطباعة الحروف العربية وذلك بمدينة حلب بالعام ألف وسبعمائة واثنان ، واستمرت الطباعة في الانتشار في لبنان ودول الشرق الأوسط تباعاً .
الصحافة
ساهمت الطباعة في ظهور وتطور الصحافة بشكل كبير ، وكانت مصر من الدول العربية الرائدة في هذا المجال ، وكان أول محاولات الصحافة في مصر هو تأسيس جريدة الوقائع الرسمية بالعام ألف وثمانمائة وثمانية وعشرون ، وكانت مختصة بنشر الأخبار الحكومية باللغتين العربية والتركية ، ومن ثم تعددت سُبل الحركات الصحفية .
وكان لظهور الصحافة أثراً عظيماً في إيقاظ الروح الوطنية ، ونشوء الحركات القومية والرغبة في القضاء على الاستبداد والحصول على الحرية ، ومن خلال الصحافة تم نقل الحضارة الغربية بكافة أنظمتها السياسية والثقافية والاجتماعية إلى المجتمعات العربية ، كما تم نقل الحركات العلمية وازداد الانفتاح على الثقافة الغربية الفكرية والأدبية .
انتشار الجمعيات الأدبية والعلمية
كان لتعدد الجمعيات في المجال العلمي والأدبي أثراً كبيراً في التقدم الثقافي والعلمي ، وذلك لأنها كانت تُفسح المجال أمام العلماء ورواد الأدب للمناقشة وتبادل وجهات النظر وعمل التكتلات ، من خلال تسهيل البحث والدراسة وتسهيل طريق النجاح للقيام بمهامهم بشكل جيد .
وقد كانت جمعية المجمع العربي العلمي في العام ألف وتسعمائة وتسعة عشرة بدمشق من أول محاولات تأسيس الجمعيات العلمية ، وكان من أهدافه إعادة إحياء التراث الأدبي العربي وتعليم المتعلمين الأصول البحثية ، وذلك من خلال اتباع الوسائل الحديثة من حيث التأليف والتدريس .
انتشار المكتبات
حيث أن من نتائج الاحتكاك مع الثقافات الغربية بالعصر الحديث وجود المكتبات ، سواءً كانت مكتبات عامة أو مكتبات خاصة ، ووضع الأنظمة والفهارس الخاصة بها لتسهيل القراءة والبحث عن مواد بعينها ، وتعتبر مكتبة الظاهرية بسوريا من أهم هذه المكتبات التي تم إنشاؤها بالعام ألف وثمانمائة وثمانية وسبعون بدمشق ، وكان بها أشهر الكتب النفيسة وكذلك المكتبة الخديوية المصرية ، وكذلك مكتبة الأزهر التي تم إنشاؤها في العام ألف وثمانمائة وتسعة وسبعون ميلادية .
ظهور التمثيل
كان للتمثيل أثراُ كبيراً على انتشار الفن والثقافة والارتقاء بالعقول ، وكذلك ظهور المسرح الذي كان قبلة للأدباء والكتاب لعرض أفكارهم على الجمهور .
الاستشراق
كان عامل الاستشراق من أهم عوامل انتشار الأدب العربي ، وذلك من خلال المستشرقون الأجانب الذين كانوا يدرسون الأدب العربي وينقلونه لبلادهم ، وكان ذلك منذ القرن 10 الميلادي وبصفة خاصة في القرون الوسطى لاهتمامهم بدراسة اللغات الشرقية بكافة ألوانها .