التنوع البيولوجي

التنوع البيولوجي هو التنوع في الحياة الموجودة على الأرض ، بكل أشكالها وأنواعها وتفاعلاتها ، أي وجود تعدد واختلاف في أنواع الكائنات الحية وفي فصائلها ، فعلى سبيل المثال يوجد في كولومبيا وكينيا حوالي 1000 نوع من الطيور ، بينما تضم غابات بريطانيا العظمى وشرق أمريكا حوالي 200 توع من الطيور ، وأيضا تحتوي الشعاب المرجانية في شمال أستراليا على ما يقرب من 500 نوعا من الأسماك ، بينما في السواحل الصخرية لليابان يوجد 100 نوع من الأسماك فقط ، حيث يكون للمناطق المدارية تنوعا بيولوجيا يفوق الموجود في المناطق المعتدلة .
ما هو التنوع البيولوجي
يشير مصطلح التنوع البيولوجي إلى تنوع الحياة على الأرض بجميع مستوياته ، من الجينات إلى النظم الإيكولوجية ، ويمكن أن يشمل هذا المصطلح العمليات الإيكولوجية والتطورية والثقافية للحياة ، ولا يقتصر مصطلح التنوع البيولوجي فقط على الأنواع النادرة أو المهددة بالانقراض ، ولكنه يشمل أيضا جميع أنواع الكائنات الحية ، بدء بالإنسان وحتى الكائنات الحية التي لا نعرف عنها الكثير ، مثل الميكروبات والفطريات واللا فقاريات .
اهمية التنوع البيولوجي
التنوع البيولوجي له عدد من الفوائد ، فهو يقوم بالكثير من الوظائف على الأرض ، كما يلي :
الحفاظ على توازن النظام البيئي
حيث يعمل التنوع البيئي على إعادة تدوير وتخزين المواد الغذائية ، ومكافحة التلوث وتحقيق الاستقرار في المناخ ، وحماية موارد المياه ، بالإضافة إلى تدوير المغذيات ومكافحة الآفات الزراعية .
توفير الموارد البيولوجية
توفير الأدوية والمستحضرات الصيدلانية والأغذية للسكان والحيوانات ، وتوفير المنتجات الخشبية والوقود والمأوى .
الفوائد الاجتماعية
التنوع البيولوجي له قيمة اجتماعية للبشر ، لأسباب روحية أو دينية على سبيل المثال ، بالإضافة إلى القيم الأخلاقية المتعلقة بحفظ التنوع البيولوجي وحماية جميع أشكال الحياة ، لأن جميع أشكال الحياة لها الحق في الوجود والحياة على الأرض .
التنوع البيولوجي والثقافة
يعزز التنوع البيولوجي الأنشطة الترفيهية مثل مراقبة الطيور وصيد الأسماك والرحلات وغيرها ، بالإضافة إلى الترفيه والسياحة والقيمة الثقافية والتعليم والبحث .
التنوع البيولوجي والغذاء
يستخدم البشر حوالي 40 ألف نوعا من النباتات في الغذاء والملبس والمأوى ،حيث يوفر التنوع البيولوجي مجموعة متنوعة من الأطعمة في كوكب الأرض .
التنوع البيولوجي وصحة الإنسان
من المتوقع أن يؤدي نقص مياه الشرب إلى أزمة عالمية كبرى ، ويلعب التنوع البيولوجي أيضا دورا هاما في اكتشاف الأدوية والموارد الطبية ، تستهلك الأدوية المستخلصة من المواد الطبيعية من قبل 80 % من سكان العالم .
التنوع البيولوجي والصناعة
توفر المصادر البيولوجية العديد من المواد الصناعية ، والتي تشمل الألياف والزيوت والأصباغ والمطاط والماء والأخشاب والورق والغذاء .
مشكلة التنوع البيولوجي
تعزى مشكلة فقدان التنوع البيولوجي إلى تأثير البشر على النظام الإيكولوجي في العالم ، وذلك لقيام الإنسان بالعديد من التغييرات في البيئة كما يلي :
تغيير وفقدان الموائل
الموئل هو الموطن أو المكان الذي يعيش فيه النبات أو الحيوان بشكل طبيعي ، وقد اعتبر فقدان الموائل بمثابة السبب الرئيسي الذي يهدد 85 % من جميع الأنواع التي توصف بأنها مهددة بالانقراض ، العوامل المسؤولة عن هذا هي إزالة الغابات وإحراق بعضها واستبدالها بالمباني .
الإفراط في الاستغلال التجاري
لقد أدى الاستغلال المفرط للموارد إلى تدهور البيئة أكثر من الكسب منها ، فعلى سبيل المثال : يؤدي استزراع الجمبري في الهند وتايلاند وإكوادور وإندونيسيا إلى تدمير الأراضي الرطبة وتلوث المياه الساحلية وتدهور المصايد الساحلية .
التلوث
يمثل التلوث تهديدا كبيرا للتنوع البيولوجي ، وهو أحد أصعب المشكلات التي يجب التغلب عليها ، حيث تتسرب الملوثات من الأسمدة والمبيدات الحشرية إلى المياه الجوفية والأنهار ، ومن ثم فإنها تنجرف مع التيار وتصل إلى المحيط .
تغيرات المناخ
يرى العلماء أن تغيرات المناخ ترفع درجة حرارة الأرض ، مما يؤدي لحدوث الاحتباس الحراري ، والذي يؤثر على التنوع البيولوجي سلبا نتيجة خسارة الأرواح البشرية والنظم الإيكولوجية .
النمو السكاني
يؤدي النمو السكاني السريع إلى المزيد من استغلال الموارد الطبيعية من مياه وأطعمة ومعادن ، فبسبب زيادة النمو السكاني وما يرتبط به من زيادة استهلاك الموارد تتعرض الأرض لفقدان التنوع البيولوجي .
تجارة الحياة البرية بشكل غير قانوني
التجارة في الحياة البرية من نباتات وحيوانات وتصديرها ، بالإضافة إلى استخدام بعض أجزائها في الأدوية والطعام وغيرها ، يتسبب في نقص التنوع البيولوجي .
الانقراض
الانقراض هو عملية طبيعية حيث انقرض مئات الآلاف من الأنواع النباتية والحيوانية على مر العصور ، لأنها فشلت في التكيف مع الظروف المتغيرة ، مما أثر على التنوع البيولوجي في الأرض .