حوار بين العلم والجهل

الجهل هو الكلمة المضادة للعلم ، فالعلم هو التعرف على الأمور بشكل كامل ، أما الجهل فهو عدم العلم بها ، ودائماً ما كان هناك العديد من الصراعات ما بين العلم والجهل ، فيحاول العلم شد الجهل إليه ، ويحاول الجهل فعل نفس الأمر مع العلم ، ولكن في الغالب ينتصر العلم ومن خلال السطور التالية سنتعرف على العلاقة ما بين العلم والجهل ، من خلال سرد حوار غير واقعي بين كلاً من العلم والجهل ، نرجو أن يكون مفيد لكل من يقرأه .
حوار بين العلم والجهل
العلم :
أنا العلم هل هناك من لا يعرفني ؟
أنا الذي قمت بتنوير الأمم وغيرت من مسارها ، وقمت بإهداء العالم كل يوم ما هو جديد ، فأنا مثل الشلال الذي ينثر ماءه على كل من حوله .
هل عرفتني ؟
أنا من يُضرب به المثل في العلم في كل العالم ؟
الجهل :
ههههه ماذا تقول يا هذا ؟
أنا من يكذب على الناس لشدهم نحوي ، لكي يهربوا من العلم ولكي يرتاحوا مما يحملونه على ظهورهم من العلم والأدب ، فالقلم لا يعرف حروفي ، فأنا استغل ضعاف النفوس بكلامي الذي يجذبهم للجهل ، ولا أستطيع السيطرة على من يجذبهم العلم .
العلم :
كذب ما تقول يا هذا فأنت لا تستطيع إثبات هذا الكلام ، ولا تستطيع قول كلمات حسنة ، فأنت عبارة عن عودة للظلام ، وتريد أن تجعل الناس يعيشون في هذا الظلام .
الجهل :
اسكت أيها العلم فأنا لا أريد سماع الكلام السيء عني ، فأنت لا تعرفني فأنا من سيطر على الناس بالأوهام ، من خلال وعدهم باللؤلؤ والمرجان ، من فضلك اترك لي المكان ، فأنا لا أريد سماع مزيد من الكلام .
العلم :
أنا أعلم أنك تهذي بالكلام ، فأنا الذي قمت بتعليم الإنسان كيف يمسك القلم ، وأن يكون له عنوان ، فمهما قلت ستظل في نظري جاهل وتعيش في زمن الجهل ، ولكني أعيش في زمن العلم والعلماء ، فأين أنت منهم يا جهل ؟ فأنا من يفتح للناس باب العلم وأقوم بتعليمهم أصول الكلام ،
استمع لقول الشاعر فيما قاله عني :
بالدين والعلم تعلو راية الأمم ويرتقي شأنها في عالم القيم
فالدين نص إذا طبقته خضعتلك البرية من عرب ومن عجم
كل الضلالات أقدام ومنهجنا رأس فكيف نسوّي الرأس بالقدم
الجهل :
لو حاولت تحليل حروفي لوجدت فيها الكثير من المعاني ، فلا يأخذك الغرور واسمع هذا الكلام :
حرف الألف : استخدم الأوهام لإضاعة الكثيرين .
حرف اللام : لن اتركهم ليذهبوا إليك .
حرف الجيم : جميل أن لا اترك الإنسان يضيع حياته في الأوهام .
حرف الهاء : هربوا من العلم وجاءوا لي ليستظلوا بي .
حرف اللام : لماذا تفكر أني لا استطيع الكلام فقد أثبت لك إني فنان بالكلام .
العلم :
ههههههه استمع إلى هذا .
حرف الألف : أدور بالعالم لتعليمهم العلم فالأدب وسيلتي لتخطي البحور .
حرف اللام : لي من الأهمية أن ربي جعلني أعطي العلم بدون حدود .
حرف العين : عيون ربي ساهرة ترعى محبي العلم وتحميهم .
حرف اللام : لن أترك الجهل لكي يجعل البشر يضلون عن العلم .
حرف الميم : مهما حاولت يا جهل فلن تستطيع إثنائي على التنازل عن قيمة العلم .
العلم :
يكفي ما أنت فيه من ضلال يا جهل ، فأنت لا تستطيع النظر لعيوبك ، فكفاية ما أنت فيه ، ويكفيني ما يعرفه الناس عني في جميع أنحاء البلاد .
الجهل :
انتظر قليلاً يا علم فأنت تسخر بالرغم من إني ضعيف ، ويكفي ما وصفتني به من صفات سيئة ، فأنت غليظ القلب وعديم الرحمة ، فما أنت إلا عدو للناس فقد سفكت دمائهم من خلال المخترعات وتدمير الكون ، فأنت من قمت بالجرائم والحروب .
العلم :
هل نسيت شرورك ؟ وتأخذ جانب وحيد سيء وتترك جميع المزايا الباقية ، فأنت من جعلت الناس يعانون من الموبقات والبلايا ، وأنت من حرمتهم من الصحة والتعليم الجيد ، فلقد خربت البلاد وأقلقت راحة الناس ، فأفعالك فاقت أفعال الشيطان بالإضرار بالعباد ، فأنت تعيرني بمحاولاتي للوصول بالبشرية للتقدم والتطور ، فلو كان عندك شيء من الإنصاف لقلت في حقي ما استحقه بدون تجني ، فمن منا بعد كل ذلك هو من كان نقمة على البشرية ؟ .
الجهل :
أني أصر على موقفي بأني الأفضل .
الجهل والعلم في نفس الوقت : احكموا بينا أيها القضاة بشكل منصف ، بدون أن تحيدوا عن الحق في شأن ما جاء في أقوال كل منا .