اسباب ضيق الرزق

يتساءل الكثير من الأشخاص عن أسباب ضيق الرزق ، ولكن قبل معرفة الإجابة على هذا السؤال لابد لنا من معرفة أن الله سبحانه وتعالى يعطي كل فرد نصيبه من الرزق بالعدل ، قال تعالى : ( وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ۚ كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ) ، ويسعى معظم الأشخاص على زيادة رزقهم بالجد والعمل ، ولكن يجب عليهم الرضا والتسليم التام بما كتبه الله لهم من رزقهم .
ما هي موانع الرزق
هناك العديد من الأشياء ذكرها لنا الله سبحانه وتعالى ، ووضحها أيضا رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم تسبب ضيق الرزق ولذا يجب تجنبها من أجل توسعة الرزق ، وذلك بالطبع بعد السعي والجد في العمل مع الأخذ بالأسباب ، ومن هذه الأشياء ما يلي :
قلة تقوى الله تبارك وتعالى
حيث قال الله تعالى : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ) ، وأيضا قال الله تعالى : ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء ) ، بالإضافة إلى قوله سبحانه وتعالى : ( وَأَن لَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقًا ) ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لو أنَّ ابنَ آدمَ هرب من رزقِه كما يهرُبُ من الموتِ ، لأدركه رزقُه كما يُدرِكُه الموتُ ) ، فبذلك على كل إنسان أن يتقي الله في عمله ويتقرب إلى الله بالقيام بصالح الأعمال خوفا منه وطمعا في كرمه ، وتجنبا لأن يحل عليه غضب الله في ضيق الرزق والحال .
اهمال صلة الرحم
فقد جاء عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ ، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ ) ، وبذلك وجد أن صلة الرحم والبر بالوالدين من أهم أسباب توسعة الرزق ، والبعد عنها يقلل البركة في الرزق .
قلة الاستغفار
يعد المداومة على الاستغفار من أهم المفاتيح لتوسعة الرزق ، وتجنب ضيق الرزق ، قال الله تبارك وتعالى : ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ، يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا ، وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ) ، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ) .
قلة الدعاء
فعن عَلِيٍّ رضي الله عنه أَنَّ مُكَاتَبًا جَاءَهُ ، فَقَالَ : إِنِّي قَدْ عَجَزْتُ عَنْ مُكَاتَبَتِي فَأَعِنِّي ، قَالَ : أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ عَلَّمَنِيهِنَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ لَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِثْلُ جَبَلِ صِيرٍ دَيْنًا أَدَّاهُ اللهُ عَنْكَ ؟ قَالَ : ( قُلْ : اللَّهُمَّ اكْفِنِي بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ ، وَأَغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ ) ، فكثرة الدعاء والتوسل لله لطلب الرزق يحقق الأماني بإذن الله .
عدم اخراج الزكاة والصدقات في سبيل الله
قال الله تعالى : ( وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) ، كما قال عز وجل أيضا : ( وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ) ، فمن أهم أسباب توسعة الرزق المداومة على إخراج الزكاة والصدقات للفقراء والمحتاجين غير القادرين ، ويجب عدم إهمال الزكاة لأن إهمالها يقلل بركة الرزق .
قلة التوكل على الله
من أهم الأشياء التي تؤدي لزيادة الرزق وتجنب قلته حسن التوكل على الله في القيام بكافة الأعمال ، والإيمان من القلب بأن العطاء والرزق من عند الله تبارك وتعالى ، فقد جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ ، تَغْدُو خِمَاصًا ، وَتَرُوحُ بِطَانًا ) .
سوء الدعاء وطلب الرزق
عند طلب الرزق من الله أو دعاءه بشيء نتمناه لابد من التأدب أثناء طلبها منه ، والدعاء بصوت منخفض وتجنب الصوت العالي مع الرجاء من الله من القلب باستجابة دعائنا ، أيضا لابد من عدم الاستعجال في تحقيق ما نرجو من الله حتى لا نعاقب بعدم الاستجابة لدعائنا ، فعن أَبِي مُوسَى ، قال : كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ ، فَكُنَّا إِذَا عَلَوْنَا كَبَّرْنَا . فَقال : أربعوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ ، فَإِنَّكُمْ لاَ تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلاَ غَائِبًا ، تَدْعُونَ سَمِيعًا بَصِيرًا ، قَرِيبًا ، وأيضا جاء عن أبو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ( يُسْتَجَابُ لأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ ، فَيَقُولُ : قَدْ دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي ) .
الفواحش والزنا
فعند القيام بأعمال الفواحش والزنا ينزل غضب الله على الأشخاص القائمين بذلك ، كما أنهم يلاقون الكثير من العقبات أمامهم وأهمها ضيق الرزق والفقر ، فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله : ( في الزنا ست خصال ، ثلاث في الدنيا وثلاث في الآخرة ، أما اللواتي في الدنيا فيذهب ببهاء الوجه ، ويورث الفقر ، وينقص العمر ، وأما اللاتي في الآخرة فيورث السخط وسوء الحساب والخلود في النار ) .