تشايلد حسام

تشايلد حسام ( 1859-1935 ) هو رسامًا أمريكيًا لعب دورًا مهمًا في نشر الانطباعية في الولايات المتحدة ، حيث قام بتشكيل مجموعة منفصلة من الفنانين المكرسين للأسلوب المعروف باسم The Ten أي العشرة ، ومع نهاية حياته ، كان أحد أكثر الفنانين الذين حققوا نجاحًا تجاريًا في العالم .
سيرة تشايلد حسام
ولد تشايلد حسام في عائلة من نيو إنجلاند ترجع أصولها إلى مستوطنين إنجليز من القرن السابع عشر ، ظهرت هوايته الفنية في سن مبكرة ، لقد نشأ وترعرع في مدينة بوسطن الأمريكية ، وكان كثيرا ما يستمتع مستمتعًا بلقب حسام مما جعل الكثيرين يعتقدون أنه يتمتع بأصل عربي ، لكن في الواقع فإن اسم العائلة الحقيقي عندما عاشت في إنجلترا كان هورشام ثم تعرض لعدة تغييرات إملائية قبل أن تستقر العائلة على اسم حسام .
عانت عائلة الحسام من فشل في أعمال صناعة السكاكين الخاصة بهم في عام 1872 م بعد اندلاع حريق هائل في منطقة بوسطن التجارية ، واضطر تشايلد للعمل للمساعدة في إعالة أسرته ، استمر لمدة ثلاثة أسابيع فقط يعمل في قسم المحاسبة في دور النشر ، ثم عمل بمتجر لنقش الخشب .
اعمال تشايلد حسام الفنية
قام تشايلد حسام في عام 1882 م بإنشاء أول معرض منفرد له ، وكان يتكون من حوالي 50 لوحة مائية معروضة في معرض بوسطن الفني ، وكان موضوعها الرئيسي يدور حول المناظر الطبيعية للأماكن التي زارها حسام ، ومن بين تلك المواقع كانت جزيرة نانتوكيت .
في عام 1884 م التقى حسام مع الشاعرة سيليا ثاكستر ، وكان والدها يمتلك فندق أبليدور هاوس في جزر شولز في ولاية مين وكانت تعيش هناك ، وكانت وجهة مفضلة من قبل العديد من الشخصيات الرئيسية في الحياة الثقافية في أواخر القرن التاسع عشر في نيو إنغلاند ، ولقد زار الفندق كل من الكتاب رالف والدو إمرسون ، وناثانيل هوثورن ، وهنري وادزورث لونجفيلو ، وقام حسام بتدريس الرسم لسيليا ثاكستر ، وقد كانت حدائق الفندق وشواطئ الجزيرة موضوع في العديد من لوحاته .
بحلول عام 1881 م ، كان لدى تشايلد حسام استوديو خاص به حيث عمل رسامًا مستقلًا ، وظهر عمل حسام في مجلات مثل ” Harper’s Weekly ” و ” The Century ” ، وكانت اللوحة المائية هي أشهر أعماله .
تبني تشايلد حسام الاسلوب الانطباعي
في عام 1886 م غادر حسام وزوجته بوسطن متجهين إلى باريس في فرنسا ، وظلوا هناك لمدة ثلاث سنوات وقد درس الفن في أكاديمية جوليان ، وبدأ الرسم في باريس على نطاق واسع ، وكانت المدينة والحدائق الموضوع الرئيسي لرسوماته ، وقدساعده إرسال لوحاته المكتملة إلى بوسطن لبيعها هناك في تمويل أسلوب حياة الزوجين الباريسي .
وأثناء تواجده في باريس شاهد حسام اللوحات الانطباعية الفرنسية في المعارض والمتاحف ، ومع ذلك لم يلتق بأي من الفنانين الانطباعيين ، ومع الوقت حدوث تحول في الألوان والفرشاة التي استخدمها حسام في أعماله ، وقد لاحظ أصدقائه هذه التحولات في أعماله .
عاد حسام إلى الولايات المتحدة في عام 1889 م وقرر الانتقال إلى مدينة نيويورك مع كاثلين ، وقام برسم مشاهد المدينة في جميع أنواع الطقس ، من الشتاء إلى ذروة الصيف ، وعلى الرغم من تطور الانطباعية الأوروبية إلى ما بعد الانطباعية إلا أن حسام تمسك بأساليبه الانطباعية التي كان قد ابتكرها حديثا .
ثم بعد ذلك أصبح حسام زميلا للرسامان الإنطباعيان الأمريكيان آلدن وير وجون هنري ، وطور الثلاثة صداقتهما مع الانطباعيين الفرنسيين .
في منتصف تسعينيات القرن التاسع عشر ، بدأت تشايلد حسام في السفر خلال الصيف لرسم المناظر الطبيعية في جلوستر ، وماساتشوستس ، وغيرها من المواقع ، بعد رحلته إلى هافانا وكوبا في عام 1896 م أقام حسام أول معرض مزادات لشخص واحد في نيويورك بمعارض الفنون الأمريكية ، وشارك فيه بأكثر من 200 لوحة كان قد رسمها طوال حياته المهنية ، ولسوء الحظ كانت تباع اللوحات بأقل من 50 دولارًا كمتوسط لكل صورة ، وبعد أن شعر حسام بالإحباط من تأثير الركود الاقتصادي الذي حدث عام 1896 م في الولايات المتحدة عاد إلى أوروبا .
بعد سفره إلى إنجلترا ، وفرنسا ، وإيطاليا عاد حسام إلى نيويورك في عام 1897 م ، وهناك ساعد زملائه الانطباعيين على الانفصال عن جمعية الفنانين الأمريكيين وتشكيل مجموعتهم الخاصة التي تسمى ” العشرة ” ، وعلى الرغم من الرفض من قبل مجتمع الفن التقليدي لهذه الجمعية ، سرعان ما وجد العشرة نجاحًا وتأييدا من قبل الجمهور ، ولقد عملوا كمجموعة ناجحة على مدار العشرين عامًا التالية .
وفي عام 1919م انتقل حسام للعيش في لونج ايلاند ، ومع ازدهار الفن التشكيلي في عشرينيات القرن العشرين استطاع حسام أن يكون ثروة من بيع أعماله ، وقد استقر بلونج ايلاند حتى وفاته عام 1935 م عن عمر يناهز 75 عام .